نهر يوم القيامة.. 50 مليار دولار لإنقاذ البشرية

قبل نحو عام، نشرت مجلة "ساينس أليرت" مقطعا مرئيا مرعبا، التقطه "روبوت" في القارة القطبية الجنوبية تحت الماء، يؤكد زيادة معدلات ذوبان الجليد في نهر يوم القيامة.

نهر "ثويتس" الجليدي الضخم فقد أكثر من تريليون طن من الجليد منذ عام 2000 وحتى الآن، وإذا استمر ذلك المعدل فسيتعرض النهر للانهيار الكامل.

ذوبان جليد نهر يوم القيامة سيسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر في كل أنحاء العالم بنحو 10 أقدام، ما يشكل خطرا كارثيا على البلاد الساحلية.

ونظرا للتهديدات التي يمثلها النهر الجليدي، اتفقت الولايات المتحدة الأميركية مع المملكة المتحدة، على تشكيل فرق بحثية لدراسة "ثويتس"، ومعرفة ما يتعيّن على العالم فعله لتفادي الكارثة الطبيعية المنتظرة.

وتبلغ مساحة النهر الجليدي الذي يُرعب العالم، نحو 170 ألف كيلومتر، ما يعادل مساحة ولاية فلوريدا الأميركية التي يعيش فيها أكثر من 20 مليون نسمة.

جامعة "لابلاند" الأميركية أجرت بحثا حول ذوبان الصفائح الجليدية الضخمة في القطب الجنوبي، بما فيها "نهر يوم القيامة"، ليتم التوصل إلى أن الانهيار الكامل قد يحدث بحلول عام 2100.

وتوصلت مجموعة من العلماء إلى أن فكرة بناء ستائر تحت الماء تمنع وصول الماء الدافئ إلى الجبال والأنهار والصفائح الجليدية، هي الحل الأمثل لمنع الذوبان السريع والمستمر وإنقاذ العالم.

ويرى عالم الجيولوجيا والباحث في عالم الجليد في جامعة "لابلاند" جون مور، أن بناء الستائر تحت الماء سيكون أضخم عملية إنشائية في تاريخ البشرية منذ بدايتها وحتى الآن، لكن يظل العائق الأكبر هو التكلفة الضخمة التي تبلغ 50 مليار دولار أميركي.

وتتمثل خطة إنقاذ العالم التي تحتاج إلى 10 سنوات كاملة، في بدء البناء تحت الماء من عمق المضيق البحري في النرويج، ثم الانتقال إلى غرينلاند، لكن تثبيت البناء بالقرب من "نهر يوم القيامة" سيحتاج إلى 10 سنوات أخرى.

وعلق جون مور على إمكانية تنفيذ الخطة، ساخرا: "لم يخبرني أحد منذ فترة أن هذا جنون"، علما بأنه يواجه معارضة قوية تشكك في إمكانية تنفيذ خطته، خاصة مع ارتفاع تكلفتها.

وبخلاف المال، هناك الكثير من الأشياء قد تعوق خطته، مثل موافقة البلاد التي سيعمل حولها وبداخلها، بالإضافة إلى المعاهدة السياسية لقارة القطب الجنوبي.

ولا يعد نهر يوم القيامة الخطر الوحيد الذي يهدد البشرية، ويساهم في ارتفاع منسوب سطح البحر في حالة انهياره الكامل خلال العقود المقبلة، إذ هناك الكثير من التهديدات خلفه.

الطبقة الجليدية في القطب الجنوبي تمتد على مساحة 14 مليون كيلومتر مربع تقريبا، ما يعادل مساحة الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك معا.

الخطير في الأمر أن "أنتاركتيكا" تحتوي على 30 مليون كيلومتر مكعب من الجليد، مقسمة على الجبال والجسور والأنهار، وجميعها ستكون معرضة للانهيار مثل لعبة "الدومينو"، لتسقط قطعة تلو الأخرى.

ويمثل انهيار الجليد "كابوسا أبيض" يهدد العالم، إذ يمكن أن يرتفع منسوب البحر إلى مئات الأقدام، الأمر الذي يجعل العالم كله مهددا بالغرق خلال القرون المقبلة.