الهجوم على إسرائيل.. إيران تطلق صافرة الانطلاق من بيروت؟

تأتي الرواية برعاية أعضاء بارزين في حماس ومليشيا حزب الله، تحدثوا إلى صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، فأكدوا أن ضباط الحرس الثوري الإيراني الإسلامي عملوا مع حماس عن كثب منذ أغسطس الماضي، من أجل تخطيط الهجمة الأخيرة.

من المفترض أن تنسيق العملية تم من خلال عدة اجتماعات في لبنان، بالتحديد العاصمة بيروت، وحضرها ضباط من الحرس الثوري الإيراني وأربع جماعات مسلحة في المنطقة، بينها بالطبع حماس وحزب الله.

أما الضوء الأخضر لبدء العملية، فقد أعطته إيران أيضا في اجتماع مشابه عقد في بيروت يوم الإثنين الماضي.

أكد ذلك السياق أيضا للصحيفة الأميركية مسؤول أوروبي يعمل مستشارا لدى الحكومة السورية، إلا أن القيادي في حماس، محمود مرداوي نفى أن تكون تلك الاجتماعات قد وقعت، مؤكدا أن القرار جاء من فلسطين ومن حماس.

هناك رؤية أوسع حول تنظيم طهران للضلوع في تلك الهجمة بطريقة غير المباشر، حيث قررت الابتعاد عن اليمن وتكريس مواردها لـ"تنسيق وتمويل وتسليح" حماس وحزب الله.

وبحسب المسؤولين البارزين، تتمثل خطة إيران في تضييق الخناق على إسرائيل عبر خلق عدد من الجبهات الملتهبة، ففي الشمال هناك حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجهاد الإسلامي وحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة.

أخذ نوايا إيران على محمل الجد، ينظر إليه الآن كضعف آخر في أداء الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، ففي تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي، تقول الزميلة البارزة في معهد أميركان إنتربرايز، دانييل بليتكا، أن إيران كانت تُعلن بين الحين والآخر عن خطط للقيام بشيء مشابه منذ أكثر من عام، بالرغم من ذلك أخفقت الاستخبارات الإسرائيلية في التقاط اللحظة التي تُحول فيها دفة القتال لتُصبح ضد إسرائيل.

لدعم وجهة نظرها، تستعين بليتكا بمقطع من حوار أجراه رئيس الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي في أغسطس من العام الماضي، وقال فيه: "الفلسطينيون جاهزون اليوم للحرب البرية. إن أكبر نقاط ضعف إسرائيل هي الحرب البرية.. أن الصواريخ ممتازة للردع ولشن الحروب الساكنة، إلا أنها لا تحرر الأرض.. ولا بد من نشر قوة برية وتحرير الأرض خطوة بخطوة".

من خلال بعثتها الرسمية لدى الأمم المتحدة، أكدت إيران أنها لم تشارك في هجمة حماس، إذ قالت: "ندعم فلسطين على نحو لا يتزعزع، لكننا لا نشارك في الرد الفلسطيني، لأن فلسطين فقط هي التي تتولى ذلك بنفسها".

تقول البعثة أيضا إن الإسرائيليين، يحاولون تبرير "فشلهم" حد وصفها، من خلال نسبه إلى القوة الاستخباراتية الإيرانية والتخطيط العملياتي، حسب وكالة رويترز.

وأضافت: "إنهم (الإسرائيليون) يجدون صعوبة بالغة في قبول ما يتردد في أجهزة المخابرات عن هزيمتهم على يد مجموعة فلسطينية".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية الإثنين إن اتهام طهران بالضلوع في العملية المباغتة "تستند إلى دوافع سياسية"، مؤكدا أن طهران لا تتدخل "في قرارات الدول الأخرى، بما فيها فلسطين".