إسرائيل بلا طماطم بسبب غزة

وزارة الزراعة الإسرائيلية تقول إن هناك نقصا حادا في قطاع الزراعة بمقدار 40 ألف عامل، والسبب يعود لثلاثة أمور:

• فرار نحو 10 آلاف عامل أجنبي من البلاد،
• إلغاء إسرائيل تصريح دخول العمال الفلسطينيين من الضفة للخط الأخضر، وهو ما حرم قطاع الزراعة الإسرائيلي من نحو 20 ألف عامل فلسطيني.
• انقطاع العديد من الأيدي العاملة الإسرائيلية عن الإنتاج الزراعي إما بسبب التجنيد الاحتياطي أو اضطراب الأوضاع الأمنية والخوف من العمل في الأرض.

القناة 12 العبرية تنقل عن مدير دائرة عوامل الإنتاج في وزارة الزراعة عساف ليفي قوله إن قطاع الزراعة يحتاج على الأقل 11 ألف متطوع يومياً ليمضوا 800 ألف ساعة تطوعية من أجل منع انهيار هذا القطاع. وتضيف الصحيفة أن هناك بالفعل العديد من المتطوعين الذين نزلوا للحقول الزراعية لضمان استمرارية إمدادات الغذاء، لكن تلك الأعداد لا تكفي لسد الفجوة.

مدير تنفيذي لأحد أكبر السلاسل الغذائية الإسرائيلية يقول إنه لن تكون هناك أي ثمار جديدة يمكن قطفها خلال شهرين أو ٣ أشهر لأنه لا يوجد حالياً أي نشاط زراعي، ولذا ولن يكون هناك ما يكفي من البضائع في إسرائيل لتلبية الطلب.

وأضاف المدير، الذي لم تسمه المحطة الإسرائيلية، أنه في القريب العاجل سيكون هناك نقص في المنتجات على رفوف المحال التجارية، ويقدر بأن الوضع الحالي سيقود لارتفاع أسعار الطماطم إلى 20 شيكل للكيلوغرام الواحد.

بهدف تشجيع الإسرائيليين على تعويض النقص الحاد في الأيدي العاملة والانضمام لقطاعات غير جذابة عادةً، مثل البناء والزراعة، وافقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية الأسبوع الماضي على قرار بتوزيع منح بقيمة 3000 شيكل شهرياً (حوالي 750 دولار) لكل عامل في تلك القطاعات.

وسيستمر دفع المنح التحفيزية تلك حتى نهاية العام الجاري، لكن أبدت وزارة المالية استعدادها لتمديد البرنامج في العام 2024 إذا لزم الأمر.

تعتمد إسرائيل بشكل كبير على الأراضي الزراعية في الأراضي المحيطة بقطاع غزة من أجل سد احتياجات البلاد الغذائية. فعلى سبيل المثال يتم إنتاج 70% من الطماطم و35% من البطاطس والجزر في منطقة "غلاف غزة" أي الكيبوتسات والمدن المحيطة بالقطاع المحاصر.

لكن هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر والحرب الإسرائيلية على غزة قاما بشل تلك المناطق وتحويل معظمها لمدن أشباح، خاصة في ظل استمرار إطلاق الصواريخ والمقذوفات من غزة تجاه إسرائيل.

بعد إضرار الحرب على قدرة الإسرائيلية على قطف الثمار أو زرع بذور جديدة وما ترتب على ذلك من نقص كبير في بعض السلع الغذائية، وصلت إسرائيل مئات الأطنان من شحنات الخضروات التركية، بحسب القناة 12 العبرية، وضمت تلك الحاويات المستوردة الطماطم والجزر والخيار وغيرها من الخضروات.

على الرغم من قيام بعض الشركات التركية بإنقاذ إسرائيل وسد حاجتها من المحاصيل الزراعية إلا أن الإسرائيليين يواجهون ذلك بدعوات للمقاطعة على خلفية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي يرونها منحازة لحماس ومنددة بإسرائيل بشكل متكرر.

هيئة المستهلك أجرت استطلاعاً لآراء الإسرائيليين ووجدت:

• ما يقارب 70% من المستطلعين أبدى استعداده لدفع المزيد مقابل السلع المنتجة محلياً مقارنة بتلك المستوردة من دول يعتبرها الإسرائيليون "معادية" لهم.

• 45% من المستطلَعين الإسرائيليين قالوا إنهم مستعدون لدفع ما يصل إلى 10% أكثر مقابل منتج إسرائيلي مقارنة بمنتج مماثل مستورد من الخارج.

• قال نحو 40% من المستطلعة آراؤهم بأنهم سيكونون على استعداد لدفع ثمن أعلى بنسبة 10-20% لمنتج إسرائيلي.

• أعرب 81% عن نيتهم مقاطعة منتجات دول معينة بسبب مواقف تلك الدول العدائية تجاه إسرائيل أثناء الحرب.

• قال 20% إنهم على استعداد للتخلي تماماً عن شراء منتج ما إذا كان الخيار الوحيد هو شراؤه مستورداً من دولة "معادية" لعدم توافر بديل إسرائيلي.

هذا الأمر يدفع أصحاب المحال التجارية للخوف من وضع المنتجات التركية في متاجرهم خشية مقاطعتهم من قبل الجمهور الغاضب.