سد النهضة.. عقد من المفاوضات دون اتفاق

تبدو أزمة سد النهضة قديمة، لكن في عام 2011، وضعت إثيوبيا حجر الأساس لبدء المشروع الواقع على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول-قمز على بُعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان، إذ يبلغ طوله 1,8 كلم وارتفاعه 145 متراً.

ووفقا للموقع الرسمي لسد النهضة، الذي عُرف في البداية باسم سد الألفية، تبلغ سعة تخزينه 74 مليار متر مكعب.

سد النهضة الإثيوبي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار، ويتوقع أن ينتج المشروع في نهاية المطاف أكثر من 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء، وهو ضعف الإنتاج الحالي لإثيوبيا، بحسب أسوشيتد برس.

تعتبر مصر السد تهديدا وجوديا، إذ تعتمد على النيل في 97% من احتياجاتها المائية، وتحصل بموجب الاتفاقيات التي وقعتها مع إثيوبيا وما ينوب عنهما (بروتوكول روما 1891/ أديس أبابا 1902/ لندن 1906/ روما 925 / القاهرة 1959/ إطار التعاون بين مصر وإثيوبيا 1993) على حصة من المياه قدرها 55.5 مليار متر مكعب سنويا، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، لتغطي احتياجات 107 ملايين نسمة.

ولذلك في عام 2015 توصل مصر والسودان وإثيوبيا إلى اتفاق من 10 مبادئ لملء وتشغيل سد النهضة هي:

1. مبدأ التعاون
2. مبدأ التنمية، التكامل الإقليمي والاستدامة
3. مبدأ عدم التسبب في ضرر ذي شأن
4. مبدأ الاستخدام المنصف والمناسب
5. مبدأ التعاون في الملء الأول وإدارة السد
6. مبدأ بناء الثقة
7. مبدأ تبادل المعلومات والبيانات
8. مبدأ أمان السد
9. مبدأ السيادة ووحدة إقليم الدولة
10. مبدأ التسوية السلمية للمنازعات

في عام 2018، اتفق المسؤولون في الدول الثلاث على تشكيل مجموعة لدراسة تأثير السد وملئه، لكن المناقشات فشلت في التوصل إلى اتفاق، لتستأنف مصر وإثيوبيا والسودان المحادثات بشأن سد النهضة تحت إشراف وزارة الخزانة الأميركية والبنك الدولي في العام التالي.

رغم الإشراف الأميركي والبنك الدولي فإن إثيوبيا رفضت التوقيع على مسودة اتفاق وقّعت عليها مصر بالأحرف الأولى، بدعوى أن الولايات المتحدة والبنك الدولي تجاوزا أدوارهما واقترحا بنودا لتخفيف آثار الجفاف لصالح القاهرة، بحسب إنترناشيونال كرايسز غروب.

في المقابل، اقترح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اتفاقا لتغطية أول عامين من الملء، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، لتُستأنف المفاوضات في يونيو من عام 2020 في وقت كانت قد لجأت فيه القاهرة إلى مجلس الأمن.

رغم المفاوضات التي بدأت في يونيو من عام 2002، كانت إثيوبيا قد بدأت الملء الأول للسد، بعد تعثر جولة المفاوضات التي رعاها الاتحاد الأفريقي في الشهر التالي، وتعلن بعد عام واحد، أي في يوليو 2021، اكتمال الملء الثاني لسد النهضة، بحسب بي بي سي.

مع الملء الثالث للسد في أغسطس عام 2022، كانت أديس أبابا قد خزنت 22 مليار متر مكعب من المياه بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.

ظلت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان متوقفة منذ أبريل 2021 حتى يوليو الماضي، حينما اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق من أجل ملء سدّ النهضة وتشغيله خلال 4 أشهر.

وقد بدأت المفاوضات في أغسطس، لكن إثيوبيا أعلنت في الشهر التالي إنجاز ملء سد النهضة الرابع، وهو ما جاء على لسان رئيس وزرائها عبر موقع إكس.

وبعد ثلاث جولات، جاء شهر ديسمبر في السلسلة الرابعة من المفاوضات التي عقدت في الفترة من 17 إلى 19 ديسمبر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.