لماذا ترفض المحكمة العليا الإسرائيلية "تغطية غزة"؟

تقدمت بالالتماس في ديسمبر الماضي رابطة الصحافة الأجنبية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي كيان تنظيمي يمثل ٣٧٠ صحافيا من ١٣٠ منصة إعلامية، بحسب موقعها الإلكتروني.

وقالت الرابطة في بيان أصدرته في الـ١٩ من ديسمبر الماضي، أنها تتوقع أن تفي إسرائيل بالتزامها بالسماح بحرية العمل الصحافي.

وقالت الرابطة في البيان: "حرية الصحافة حق مدني أساسي في المجتمع الديمقراطي. ونحن نؤمن أنه من مصلحة الجماهير نقل الصورة الكاملة للظروف في غزة، بعد عشر أسابيع من إمكانية دخول محدودة للغاية وخاضعة للتحكم بشكل كبير".

وأضاف البيان: "سمح الجيش الإسرائيلي لبعض المراسلين بمصاحبة الجنود في غزة، لكن ذلك لم يسمح بالوصول للمناطق التي لا يتواجد فيها الجنود".

المحكمة العليا لم تقتنع بحُجج رابطة الصحافة الأجنبية وردت التماسها، ومن ثم يظل منع الصحافيين من دخول غزة بشكل مستقل قائما.

واعتبرت المحكمة أن الأوضاع الأمنية تبرر تلك القيود، لأن دخول الصحافيين بشكل مستقل يمكن أن يعرض الجنود الإسرائيليين للخطر أثناء المواجهات مع حماس.

وجاء في قرار المحكمة الصادر يوم الإثنين، أن السماح لصحافيين بدخول غزة قد يؤدي إلى كشف تفاصيل العمليات، بما في ذلك مواقع القوات والعناصر بشكل يمكن أن "يعرضهم لخطر حقيقي".

وأضافت المحكمة أنها تسعى لإيجاد توازن بين سلامة الصحافيين والجنود وحرية الصحافة.

رد الالتماس لم يعجب رابطة الصحافة الأجنبية التي عبرت عن خيبة أملها إزاء الحكم.

واعتبرت الرابطة أن مخاوف إسرائيل بشأن الإبلاغ عن مواقع القوات غير مقنعة، وذلك مع مواصلة صحافيين فلسطينيين العمل في غزة.

وشددت الرابطة على وجوب تمكين الصحافة الأجنبية من دخول مناطق في غزة لا تنتشر فيها قوات إسرائيلية.

وجاء في بيان أصدرته الرابطة الثلاثاء 10 يناير أن: "الحظر الذي فرضته إسرائيل على دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة، لمدة 95 يوما متواصلا، يعد أمرا غير مسبوق".

وترى الرابطة أن الجولات التي تتم بصحبة الحراسة العسكرية الإسرائيلية "تنحصر في وسائل إعلام أجنبية منتقاة" كما أنها "تخضع لرقابة مشددة".

يبدو أن العمل الصحافي في قطاع غزة يمثل خطرا حقيقيا، لا على الجنود، ولكن على الصحافيين أنفسهم.

فمنذ اندلاع الحرب قبل نحو 4 أشهر، قتل 79 شخصا على الأقل بين صحافيين وإعلاميين، وفق لجنة حماية الصحافيين ومقرها في نيويورك.

وأكدت المحكمة الجنائية الدولية الثلاثاء أنها تحقق في جرائم محتملة بحق صحافيين في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

كما عبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الإثنين عن "قلقها الكبير" إزاء "الحصيلة المرتفعة" للصحافيين الفلسطينيين الذين قُتلوا في القطاع.