سياسة

توترات في القارة.. ماذا نعرف عن قمة الاتحاد الأفريقي؟

نشر

.

AFP & blinx

بدأ قادة دول الاتحاد الأفريقي المجتمعون، السبت، في قمة تستمرّ يومين في أديس أبابا، البحث في كيفية التصدي للنزاعات والأزمات السياسية التي تهدد بتقويض التنمية في القارة البالغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة.

القارة السمراء تواجه هذا العام 19 عملية انتخابية تتنوع بين الرئاسية والتشريعية، فيما تتغيب 6 دول شهدت خلال الفترة الأخيرة انقلابات عسكرية، ولا يتوقع الخبراء صدور قرارات قوية من القمة.

فماذا نعرف عن قمة الاتحاد؟، وما هي الدول التي تعاني في القارة؟ وما القرارات المتوقعة؟

اعرف أكثر

توترات وتهديدات

قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، إنّ "السودان يشتعل، والصومال لا يزال عرضة لتهديد المتطرفين"، مشيراً كذلك إلى "الوضع في القرن الأفريقي الذي لا يزال يثير القلق، والتوترات الدائمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية"، وعدم الاستقرار في ليبيا و"الخطر الإرهابي" في منطقة الساحل.

رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي - أ ف ب

ورسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد في افتتاح القمة "صورة قاتمة" متطرّقا إلى "سلسلة صعوبات" تواجه دولا أفريقية عدة.

وندّد بإخفاقات في التصدي لـ"تغيير حكومات بصورة غير دستورية" بعد سلسلة انقلابات في غرب أفريقيا، وحذّر من آفة "الإرهاب" التي تدفع إلى تخصيص الأموال للإنفاق العسكري بدلا من تلبية الاحتياجات الاجتماعية الحيوية.

مَن تغيّب عن القمة؟

تغيّبت 6 من الدول الأعضاء الـ55 عن القمة، بعدما تمّ تعليق عضويتها بسبب انقلابات، إذ انضمّت الغابون والنيجر عام 2023 إلى الدول المحظورة وهي مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو.

ويشهد شرق الكونغو الديمقراطية، منذ نهاية العام 2021، نزاعا بين متمردي حركة "إم 23" المدعومة بحسب مصادر عديدة من الجيش الرواندي، والجيش الكونغولي المدعوم بصورة خاصة من جماعات مسلّحة معروفة باسم "الوطنيون".

وتنعقد قمة الاتحاد الأفريقي أيضاً في وقت انزلقت فيه السنغال، المعروفة بأنّها واحة استقرار وديمقراطية في القارة، في أزمة خطيرة منذ أوائل فبراير، نتيجة تأجيل الرئيس ماكي سال الانتخابات الرئاسية.

غير أنّ المحكمة الدستورية أبطلت مساء الخميس هذا القرار، وتعهّد ماكي سال الجمعة بتنظيم الانتخابات الرئاسية في "أسرع وقت ممكن".

لا قرارات قوية متوقعة

أعربت نينا ويلين مديرة برنامج أفريقيا في معهد إيغمونت للعلاقات الدولية الذي يتخذ من بروكسل مقرا له، عن شكوكها في أن تصدر قرارات قوية خلال القمة.

وقالت إنّ "مقاومة الدول الأعضاء التي لا تريد أن ترى سوابق يمكن أن تضر بمصالحها الخاصة" لا تزال تمنع الاتحاد الأفريقي من "إسماع صوته"، وأشارت إلى أن المنظمة لم يكن لها حتى الآن "أي تأثير يذكر على الدول التي شهدت انقلابات مؤخرا".

في سياق متصل، اعتبرت مجموعة الأزمات الدولية أن "لدى الاتحاد الأفريقي التزامات وأدوات مؤسسية طموحة للوساطة وحفظ السلام، لكنه يفتقر إلى القوة السياسية والمالية للاستفادة من ذلك إلى أقصى حد".

وأضافت المجموعة "الدول الأعضاء تتطلّع إلى الداخل، وتحمي من كثب امتيازاتها السيادية بدلا من الاستثمار في الأمن الجماعي".

ومن المتوقع أن تناقش القمة تحوّل الاتحاد الأفريقي نحو الاعتماد على دول أفريقية لتمويل معظم ميزانيته بدلا من المانحين الأجانب.

وتبنى مجلس الأمن الدولي في ديسمبر قرارا لتمويل بعثات السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي، لكنه حدد سقفا لهذا التمويل عند 75٪ من الميزانية.

رئيس جديد وانتخابات تغزو القارة

تمّ التوصل أخيراً إلى توافق على شخصية الرئيس الموريتاني محمد ولد غزواني الذي من المقرّر أن يُنتخب السبت، حسبما أكد رئيس جزر القمر والاتحاد الأفريقي أزالي أسوماني.

ومما ينذر بمزيد من التحديات، من المقرر أن تشهد القارة هذا العام 19 عملية انتخابية رئاسية أو تشريعية.

خلافات إثيوبيا والصومال

اتّهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قوات الأمن الإثيوبية بمحاولة منعه من الوصول إلى قمة الاتحاد الأفريقي، وقد ندّدت مقديشو بـ"عمل استفزازي".

ويأتي هذا الاتهام، في خضم خلاف بين أديس أبابا ومقديشو بشأن اتفاق بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال، يمنح البلد غير الساحلي منفذا على البحر.

رئيس الصومال حسن شيخ محمود - أ ف ب

وجاء الرد بصورة سريعة من إثيوبيا التي قالت إنها "رحبت بحرارة" بمحمود وخصّته بكامل التشريفات التي يحظى بها رؤساء الدول والحكومات الزائرون لحضور القمة.

وقالت بيلين سيوم المتحدّثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في تصريح لوكالة فرانس برس إن الوفد الصومالي منع عندما حاول عناصر الأمن التابعون له دخول المقر حاملين أسلحة.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة