ماذا لو غاب بايدن أو ترمب عن الانتخابات الأميركية؟

حسنا، في حال فوز أي من الرئيس جو بايدن أو دونالد ترمب بالولاية المقبلة، سيكون من يؤدي اليمين الدستورية منهما الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة.

فبايدن يبلغ من العمر 81 عاما، ويثير الجدل بين الحين والآخر حول تقدمه في السن، سواء عبر هفواته في أثناء الحديث، أو سقوطه أمام الكاميرات.

رغم أن عمر ترمب لا يثير الجدل ذاته، فإنه يبلغ بدوره 77 عاما.

ولكن قد لا يكون التقدم في العمر وتبعاته السبب الوحيد في الاختفاء المحتمل لاسم أي من المرشحيْن من بطاقة الاقتراع، فهناك أيضا احتمال الانسحاب.

إلا أن أيا من المرشحيْن لا يُبدي ميلا لترك جواده إبان السباق، فيكرر جو بايدن بانتظام أنه المرشح الذي يملك أفضل المؤهلات، على الرغم من استطلاعات الرأي التي تُظهر أن كبر سنه يساهم في إبعاد الناخبين.

وتقول ريتشل بايتكوفر، الخبيرة الاستراتيجية لدى الحزب الديمقراطي، عن مسألة الانسحاب، إنه "كلام مثير للسخرية بصورة لا تصدق".

موقف دونالد ترمب أكثر دقة، إذ يواجه عددا من القضايا الجنائية التي قد تقود في حالة الإدانة إلى عقود خلف القضبان.

طُرح سيناريو مشابه على الديمقراطيين في 31 مارس 1968، عندما أعلن الرئيس ليندون جونسون أنه لن يسعى لولاية ثانية في خضم حرب فيتنام.

ولكن منذ ذلك الحين، باتت المؤتمرات دائما واضحة المعالم، ونتائجها معروفة مسبقا تحددها الانتخابات التمهيدية في كل ولاية.

إذا خرج جو بايدن أو دونالد ترمب من السباق قبل نهاية الانتخابات التمهيدية، فإن الكلمة الأخيرة ستكون للمندوبين في مؤتمري الحزبين، وفقا للباحثة في معهد بروكينغز، إيلين كامارك، في مذكرة حديثة، أي "8 آلاف و567 شخصا لم يُسمع عنهم من قبل".

وفقا لكامارك فإن ذلك سيفتح الباب أمام "نوع من المؤتمرات يتم فيها تطبيق أي شيء".

ويُعقد مؤتمر الحزب الجمهوري في الفترة من 15 إلى 18 يوليو، في حين يُعقد مؤتمر الحزب الديمقراطي في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس.

في حال تعرّض المرشح لسوء بين المؤتمر الحزبي والانتخابات العامة، فإن "اللجنة الوطنية" ستعقد جلسة استثنائية لتسمية مرشح آخر.

لكن هل يمكن أن يكون المرشح هو النائب؟ تخوض كامالا هاريس نائبة الرئيس، الحملة الانتخابية إلى جانب جو بايدن، لكن دونالد ترمب لم يعلن خياره رسميا بخصوص نائبه.

ولا توجد قاعدة تنص على أن نائب الرئيس يحل محل المرشح تلقائيا.

على الجانب الديمقراطي، قد تواجه كامالا هاريس، أول امرأة وأول أميركية من أصل أفريقي في هذا المنصب، منافسة من العناصر الشابة في الحزب، خصوصا من الحكام البارزين غافين نيوسوم من كاليفورنيا، وغريتشن ويتمر من ميشيغان، وجوش شابيرو من بنسلفانيا.

ولكن على الجهة الجمهورية، فإن الخيارات أضيق، حسبما يوضح هانس نويل أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، ومرد ذلك إلى أن هيمنة ترمب على الانتخابات التمهيدية أحدثت أضرارا للمنافسين.

إذ شن ترمب هجمات شرسة على حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذي انسحب من الانتخابات التمهيدية، وعلى المندوبة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي يكرهها الكثير من أنصار ترمب، والتي لا تزال متمسّكة بمواصلة السباق الانتخابي.

ويقول نويل: "ربما كانت هايلي بديلا في السابق، ولكن الآن أي شخص يؤيد ترمب لن يدعمها".