بايدن يغيّر قاموس مصطلحاته في حرب غزة

في نوفمبر الماضي، وفي أثناء التفاوض حول إطلاق سراح الأسرى، استمر بايدن في استعمال كلمة "هدنة"، لوصف توقف الأعمال القتالية، وفي الـ26 من نوفمبر قال الرئيس الأميركي: "أود استمرار الهدنة ما دام يتواصل خروج المحتجزين".

إلا أن تلك اللهجة تغيرت، ففي 8 فبراير الجاري، وصف بايدن خلال مؤتمر صحافي رد إسرائيل في غزة بأنه "تجاوز الحد"، في أكثر انتقاداته لها حدة حتى الآن، وقال: "أضغط بشدة حاليا من أجل وقف لإطلاق نار يتعلق بالرهائن".

وبعدها بثمانية أيام قال بايدن إنه أجرى محادثات مستفيضة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مسألة "وقف إطلاق النار".

وقال: "أثرت المسألة، التي أولي لها اهتماما كبيرا، بضرورة إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار لإخراج الرهائن. وهذا جارٍ. وما زلت آمل في التمكن من تحقيق ذلك".

قد يبدو الانتقال من "الهدنة" إلى "وقف إطلاق النار" اختلافا لفظيا طفيفا، لكنه يجعل بايدن أقرب إلى الكثيرين حول العالم والمنتقدين داخل حزبه الديمقراطي الذين يريدون وقفا دائما لإطلاق النار في حرب قُتل خلالها نحو 30 ألف فلسطيني.

خلال هذا الأسبوع عادت واشنطن لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مقترح في مجلس الأمن الدولي متعلق بالحرب ما بين إسرائيل وحماس.

حول هذه النقطة عارضت الولايات المتحدة 3 مقترحات، واعترضت في أحدث مرتين على صياغة طالبت بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

لكن واشنطن تقترح حاليا مشروع قرار يحتوي على عبارة "وقف إطلاق النار"، ولكن على طريقتها الخاصة، إذ يدعو مشروع القرار إلى "وقف مؤقت" لإطلاق النار، بهدف الإفراج عن المحتجزين لدى حماس، ويعارض هجوما بريا كبيرا من جانب إسرائيل على رفح.

إلا أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد نفت أي "تغيير متعمد" في اللهجة، وقالت للصحافيين الثلاثاء: "هذا يعكس ما كنا نفعله طيلة الوقت".

يرى مسؤولون أميركيون أن تغير لهجة بايدن لا علاقة له بالانتقادات الموجهة إليه، بل إنه يعكس الجهود الحثيثة للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، بحسب رويترز.

ويصر مسؤولون أميركيون على أن بايدن لا يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما يعكس قناعته بأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها.

وقالت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين على متن طائرة الرئاسة في أثناء توجه بايدن إلى ولاية كاليفورنيا الثلاثاء، إن الرئيس استخدم عبارة "وقف إطلاق النار" سابقا في نوفمبر.

وقالت جان بيير: "من الواضح أنه لا يوجد تغيير في سياسة الولايات المتحدة. ونحن ثابتون على موقفنا".

ويقول آرون ديفيد ميلر، وهو باحث كبير في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي وخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن التغير في خطاب بايدن لا يعكس تغييرا كبيرا، ولكنه يشير إلى قلق الإدارة إزاء هجوم محتمل على رفح.

واجه بايدن انتقادات شديدة من الأميركيين العرب الذين حضر العديد منهم بأعداد كبيرة فعاليات انتخابية، للاحتجاج على دعمه لإسرائيل، والمطالبة بوقف لإطلاق النار.

وتعهد الأميركيون العرب في ولاية ميشيغان بعدم دعمه في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، ما قد يهدد فرص فوزه في تلك الولاية.