إسرائيل تستحضر "مجزرة ميونخ" للرد على حماس

تعرضت إسرائيل لهجمة مفاجئة في سبتمبر من عام 1972.

كانت دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ قد بدأت منذ قرابة أسبوع، عندما تعرض أفراد البعثة الإسرائيلية لهجوم مباغت في مقرات إقامتهم يوم 5 سبتمبر، على يد أفراد من منظمة أيلول الأسود التابعة لحركة فتح.

بصورة مباشرة بعد الهجوم قُتل اثنان من أفراد البعثة على يد مسلحي أيلول الأسود، في حين حاولت الحركة الاحتفاظ بـ9 أفراد آخرين كرهائن.

كان من المفترض أن يتفاوض مسلحو أيلول الأسود على حرية الرهائن الـ9 مقابل الإفراج عن محتجزين فلسطينيين، إلا أن المشهد خرج عن السيطرة في مطار ميونخ، بحسب موقع هيستوري، إذ قُتل 5 من المسلحين والرهائن الإسرائيليين التسعة في تبادل إطلاق نار مع شرطة ألمانيا الغربية.

بداية الرد الإسرائيلي كانت من روما في أكتوبر من العام ذاته، بالتحديد في مدخل مبنى سكني أنيق، إذ أُطلق الرصاص على وائل زعيتر، منسق منظمة التحرير الفلسطينية، فيما اعتُبر صفارة البدء لحركة اغتيالات واسعة، نفذتها إسرائيل على مدار عدة أعوام، للانتقام من الهجوم على الفريق الرياضي.

عرفت حملة الاغتيالات الإسرائيلية باسم عملية "غضب الرب"، ونُفذت على يد أعضاء من الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد، بالإضافة إلى دعم من فرق عمليات خاصة من قوات الجيش الإسرائيلي بحسب الموسوعة البريطانية.

واتسعت قائمة الاغتيالات الإسرائيلية على مدار بضع سنوات لتشمل محمود الهمشري، ممثل منظمة التحرير في باريس، والمفكر باسل الكبيسي، والقيادي كمال عدوان، وغيرهم.

في يناير من عام 2024، بدا وكأن رياح انتقام ميونخ تعود لتهب في المنطقة، عندما تم اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في ضاحية بيروت الجنوبية، وهو الرجل الذي تعتقد إسرائيل أنه ضالع في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر.

ورغم عدم تبنيها للعملية فإن التصريحات الواردة من إسرائيل تشي باتباع نهج الانتقام التدريجي ذاته، فبعد وفاة العاروري مباشرة، صرح رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد بارنيا، أن جهازه ملتزم "بتصفية الحساب" ومحاسبة هؤلاء الذين اجتاحوا الحدود الإسرائيلية والمخططين لهذا الهجوم أيضا، بحسب موقع بوليتيكو.

قال بارنيا: "سوف يستغرق الأمر وقتا كما حدث بعد مذبحة ميونخ، لكننا سوف نعثر عليهم أينما كانوا".

أكد الرؤية ذاتها لموقع بوليتيكو الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ياكوف بيري، الذي قال إن التخلص من كل من خططوا لـ"مذبحة ميونخ" استغرق 10 سنوات، وأضاف: "لكننا وصلنا إليهم، وسوف نفعل الأمر ذاته مع هؤلاء الذين يقفون خلف هجوم السابع من أكتوبر.. سوف نصل إليهم، وهم يعلمون ذلك".