شيفرات اتصال تحت الأرض.. هكذا تتواصل "حماس" في غزة

اعتمدت قيادات حماس آلية تواصل خاصة يستخدمونها لإجراء الاتصالات بشكل رئيسي مع أطراف خارج فلسطين وحتى مع بعضهم البعض.

نشرت شبكة CNN الأميركية تقريرا أوضحت فيه أن شبكة اتصال خاصة اعتمدت عليها حماس في 7 أكتوبر.

وما تزال الحركة تعتمد على الشبكة الخاصة في إدارة الحرب الحالية في ظل انقطاع شبه مستمر لوسائل الاتصال والإنترنت في غزة، ولحماية أعضاء الحركة وقادتها من مراقبة الاستخبارات الإسرائيلية.

وبحسب تقريرين منفصلين لصحيفتي الشرق الأوسط، ويديعوت أحرونوت، طوّرت كتائب القسام منذ 2009 أقسام اتصال تحت الأرض متصلة بنقاط معينة فوق سطح الأرض تستخدم للاتصال، مع شيفرات وأجهزة تم شراؤها من الخارج. وتتم صيانة شبكة الاتصال والأقسام شهريا، ويتم فحصها دوريا لمنع التجسس.

كل مسؤول في حركة حماس، كان لديه "نقطة اتصال" خاصة به، بتمديداتها وشبكتها من الأسلاك. وتستخدم هذه النقطة الخاصة لإجراء الاتصالات في حالات الطوارئ.

وبحسب موقع تايمز أوف إسرائيل، فإن إسرائيل كانت على علم بهذا النظام وحاولت اختراقه مرات عدة، وفي بعض الأحيان كانت الغارات الجوية موجهة نحوها.

وفي حرب سرية غير معلنة، تمكن الإسرائيليون من الاستيلاء على خطوط الاتصالات في مايو 2018، وأدى ذلك إلى اغتيال المهندسين الذين حاولوا كشف ثغرات أمنية، بحسب الموقع.

وفي 2018 أيضا، تسللت قوة إسرائيلية خاصة إلى القطاع ونفذت سلسلة من المهام هناك، بما في ذلك محاولات اختراق نظام الاتصالات التابع لحماس.

رجحت يديعوت أحرنوت أن حماس استطاعت الحفاظ على هذا النوع من الاتصالات حتى في الحرب الحالية، رغم أن الجيش الإسرائيلي استهدف ودمر بعض الأنظمة، إلى جانب الأنفاق التي تحتوي على خطوط اتصالات كبيرة.

وقالت مصادر للصحيفة إنه رغم الأضرار، واصلت قيادة الحركة استخدام الخطوط المشفرة، بل وأجرت المفاوضات التي أدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2023 من داخل غزة.

بحسب شبكة NBC فإن حماس خسرت الكثير من الأدوات التي تتواصل من خلالها من تحت الأرض.

وقالت مصادر إسرائيلية للشبكة إن القادة في غزة غير قادرين على توجيه الأوامر العملياتية لعناصرهم، إلا أن مصادر أخرى أكدت أن "مهندسي القسام" تمكنوا من إعادة بعض اللوحات الكهربائية إلى العمل، وتفعيل نقاط اتصال جديدة.

استخدمت حماس مقاسم الاتصال القديمة الخاصة للتواصل مع حركة الجهاد.

زوّدت حماس، في وقت سابق، حركة الجهاد ببعض مقاسم الاتصال وساعدتها في زرعها وتركيبها تحت الأرض من أجل تواصل الفصائل مع بعضهم البعض خلال أي حرب قادمة، بحسب يديعوت أحرنوت.

وتشرح الصحيفة أن هذا قد يفسر طريقة تسليم الأسرى الإسرائيليين خلال الهدنة الأخيرة، خاصة أن تسليمهم ترافق مع خروج مسلحين من "القسام" و"سرايا القدس" بشكل مشترك.

قادة حماس الذين يتواصلون مع قادة الجهاد في قطاع غزة، هم من يضعون اللمسات الأخيرة على أي اتفاق للهدنة، بحسب مصادر لصحيفة الغارديان، التي أكدت أن قيادة الحركة في الخارج "تتواصل مع قيادة الحركة في الداخل والتي بدورها تناقش موضوع الهدنة.