كيف تقضي نساء غزة يوم 8 مارس؟

بينما يحظى قليل من النساء الحوامل في القطاع بالولادة في المستشفيات المكتظة، تضطر أخريات إلى الولادة في الخيم أو المراحيض أو في الشوارع.

أسماء هي واحدة من النساء الحوامل التي تركت منزلها شمال القطاع قبل أن تنجب طفلها فرج، في منتصف الليل داخل مدرسة إيواء في مدينة غزة.

وبانعدام الكهرباء والمعدات الطبية، ساعد طبيبٌ أسماء على وضع جنينها على ضوء الهاتف الخلوي وقطع الحبل السري بواسطة مقصّ متعدّد الاستخدام.

حال أسماء هو حال مها ذاته، التي تم رفضها في المستشفى عندما دخلت في المخاض، وذلك بسبب امتلاء جميع غرف الولادة.

عادت مها محبطة إلى خيمتها في رفح، وأنجبت طفلها في مرحاض عام.

ومن أمثال أسماء ومها، تقدر منظمة الصحة العالمية وجود 52 ألف امرأة أخرى حاملا ومعرضة للخطر، بسبب انهيار النظام الصحي.

قال صندوق الأمم المتحدة للسكان، في تقرير الشهر الماضي، إن المراحيض والحمامات غير الصحية تؤدي إلى التهابات في المسالك البولية.

في هذا الشأن، رصدت منظمة أطباء بلا حدود أنّ ما يقرب النصف من النساء الحوامل في غزة يعانين من التهابات في الجهاز البولي، بسبب عدم توفر الماء ووسائل النظافة.

نقلت منظمة أكشن إيد أن النساء والفتيات في غزة يضطررن إلى قطع قماش صغير من الخيام التي يعتمدن عليها، للاحتماء من البرد والمطر واستخدامها بديلا لمنتجات الدورة الشهرية.

ويقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن نحو 700 ألف امرأة وفتاة في غزة يعانين من الدورة الشهرية، ولكن ليس لديهن منتجات النظافة الأساسية مثل الفوط الصحية وورق المرحاض أو حتى المياه الجارية والمراحيض.

ولاحظت منسقة الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" في غزة ماري أوري بيريو ريفيال، أنه منذ بدء الحرب تضاعفت الطلبات على وسائل منع الحمل أربع مرات، لأن النساء لم يعدن يرغبن في حلول الدورة الشهرية، وتعمل تلك الحبوب على تأخيرها أو منعها.

تشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، في تقرير أصدرته في شهر فبراير، إلى أنّ 95% من النساء الحوامل أو المرضعات يواجهن نقصا غذائيا حادا.

ويعني ذلك، حسب التقرير، أنهن يستهلكن مجموعتين غذائيتين أو أقل، كما أن الطعام الذي يحصلن عليه له قيمة غذائية منخفضة، مقارنة بالقيمة التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية.

رؤى، الحامل بثلاثة توائم، تعاني من الدوار بسبب تناولها طعاما معلّبا يؤثّر على امتصاص الحديد، وفقا لطبيبها.

وتقول رؤى، 20 عاما: "اضطررت إلى اللجوء للتكايا التي توزّع الطعام. يوفرون فاصوليا، وعدسا، ومعكرونة".

وتضيف: "استطعت أكل هذا الطعام لمدة أسبوع، لكن بعدها لم تعد معدتي تحتمل. تعبت".

إلى جانب مشكلات في الجهاز الهضمي الناتجة عن تناول الأطعمة المعلبة، يتسبب النقص الغذائي بين النساء الحوامل في قطاع غزة إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات فقر الدم، ما يؤدي إلى نتائج صحية سيئة لكل من الأم والطفل، وفقا لما رصدته منظمة مشروع الأمل التي تدير عيادة في دير البلح.