من أي باب تدخل واشنطن إلى غزة؟

تبدو واشنطن متفائلة بأن طريقا بحريا جديدا لتوصيل المساعدات إلى غزة يمكن أن يُعبّد، بحسب تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الإثنين. لكن ميلر أشار إلى أن هذا الطريق "لا يزال في مرحلة التطوير".

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحافيين، الثلاثاء 5 مارس، إن الطريق البحري يمكن أن ينقل حجما أكبر من المساعدات، لكن الشاحنات هي أفضل وسيلة.. لكن ما الصعوبات التي تواجه هذا الخيار؟

عكست تصريحات كيربي تشاؤما حول نجاعة النقل بحرا، إذ أوضح أنه سيتطلب معدات لوجستية ثقيلة وتجهيزا للبنية التحتية على شاطئ غزة، بالإضافة إلى دعم كبير من "الحلفاء والشركاء"، إذ لا تملك غزة سوى ميناء صيد بإمكانات محدودة لا تستوعب عمليات تفريغ لشحنات كبيرة.

ويتضمّن أحد الخيارات إرسال إحدى السفن الحربية الأميركية، التي تحمل مشاة البحرية ويمكنها إطلاق الطائرات والمراكب المائية التي تنقل البضائع مباشرة إلى الشاطئ، وفقًا لـ3 مسؤولين في وزارة الدفاع، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لموقع بوليتيكو الأميركي.

لكن مثل هذه العملية معقدة، من الناحيتين اللوجستية والسياسية، إذ يرسل الجيش عادةً مسّاحين لرسم خريطة لواجهة الشاطئ مسبقًا، بهدف تحديد عوامل مثل عمق المياه ونوع المرافق البحرية الموجودة.

تتطلب العملية أفرادا على الشاطئ لتفريغ الحمولات، والتنسيق مع الطاقم وتوزيع البضائع، فضلاً عن حماية السفينة.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، أن أميركا تدرس إقامة ممر بحري لإيصال المساعدات إلى غزة، لكنها لا تعتزم إرسال قوات أميركية إلى القطاع، في تصريحات تقلل على ما يبدو من شأن مقترح إنشاء ميناء يديره الجيش الأميركي أو موقع هبوط لتوزيع المساعدات عن طريق البحر.

تقاوم إسرائيل منذ أشهر دعوات أميركية للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.

تعاون الجيش الأميركي مع عدد من الدول الحليفة خلال الأيام القليلة الماضية في إسقاط طرود مساعدات على غزة جوا، وسط تحذيرات من أن معظم السكان على شفا المجاعة.

جوا، أسقطت أميركا بالتعاون مع الأردن دفعتين من المساعدات، السبت 2 مارس، والثلاثاء 5 مارس، بعدد وجبات إجمالي تقريبي وصل لـ75 ألف وجبة.

ترحب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بأي مساعدات، لكنها تقول إن عمليات الإنزال الجوي ليست كافية لحل أزمة الجوع المتزايدة في القطاع، بحسب صحيفة وال ستريت جورنال.

وقال خبراء، إن الاضطرار إلى عمليات الإنزال الجوي المكلّفة، هو أحدث دليل على ضعف تأثير واشنطن على إسرائيل.

وتمد واشنطن إسرائيل بالسلاح وتعتبرها من أقرب حلفائها في المنطقة.

برا، يمكن للمساعدات حاليا أن تصل إلى جنوب قطاع غزة عبر معبر رفح من مصر، ومعبر كرم أبو سالم من إسرائيل.

وكانت عمليات تسليم المساعدات إلى غزة خاصة للشمال نادرة، وتتم بصورة عشوائية، إذ أدى تزايد الفوضى والنهب وانهيار النظام العام في أعقاب الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 30 ألف فلسطيني إلى حمل عمال الإغاثة على العمل في ظروف غير آمنة على الإطلاق.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، إن المسؤولين الأميركيين يدرسون عددا من تدابير المساعدة، دون تحديد الطريقة، وقال أيضا إن واشنطن تُجري محادثات مع إسرائيل لفتح معبر حدودي في شمال غزة.

وترفض إسرائيل زيادة عدد شاحنات المساعدات التي تتدفق إلى غزة. وتقول إن السبب يعود لقلقها بأن حماس قد تعترض أي مساعدات مخصصة للمدنيين، بحسب موقع بوليتيكو.

وأضاف ميلر، أن هناك "تحديات أمنية وفنية" تعترض فتح المزيد من المعابر الحدودية، لكن إسرائيل مستعدة للتعامل معها.

وقال مسؤول إغاثي كبير بالأمم المتحدة، إن المنظمة ستقيّم، الخميس، كيفية استخدام طريق عسكري إسرائيلي على السياج الحدودي مع غزة لتوصيل المساعدات.

وكشف جيمي ماكجولدريك، منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عن أن الخطة تهدف إلى تفتيش قوافل المساعدات عند المعبرين ثم مرافقتها عبر إسرائيل على طول طريق عسكري إلى قرية بئيري الإسرائيلية.

وتابع "بمجرد دخولنا غزة، سنُترك بعد ذلك للمضي وحدنا"، مضيفا أن "الأمم المتحدة ستجري تقييما للطريق الجديد المحتمل للتحقق من حالة الطرق داخل غزة، لضمان عدم وجود ذخائر غير منفجرة وتحديد نقاط التوزيع المناسبة للمساعدات".