منطقة عازلة.. إسرائيل تبتلع غزة

ترفض إسرائيل عودة النازحين إلى منازلهم قبل الانتهاء من خطة إقامة منطقة عازلة ضخمة، بين قطاع غزة والمستوطنات التي تطوقه في الشمال.

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، تفاصيل الخطة الإسرائيلية لإقامة منطقة عازلة ضخمة، يحظر دخولها من سكان قطاع غزة، لحماية المستوطنات الإسرائيلية القريبة منه، ولضمان عدم القيام بعمليات عسكرية أخرى من حركة حماس على غرار ما حدث في 7 أكتوبر الماضي.

وتسعى إسرائيل منذ اليوم الأول للحرب إلى إقامة منطقة عازلة ضخمة، يُمنع الفلسطينيون من دخولها، بصفتها إجراء أمنيا حاسما ضمن خطة تجريد قطاع غزة من السلاح، ولتأمين عودة سكان المستوطنات الذين فروا من منازلهم بعد عمليات السابع من أكتوبر الماضي التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي.

وتهدف خطة إسرائيل إلى بناء منطقة عازلة بطول حدودها مع القطاع بمساحة 25 ميلا، على أن يكون ذلك في الأراضي الفلسطينية داخل قطاع غزة، وليس في الأراضي الإسرائيلية، ما يعني تقليص مساحة القطاع بنسبة 16%، بحسب الصحيفة.

فجرت إسرائيل المباني العامة والسكنية بالقرب من السياج الفاصل بين قطاع غزة ومستوطنات الغلاف، ضمن حربها على قطاع غزة، وذلك تمهيدا لبناء المنطقة العازلة.

ويمضي الجيش الإسرائيلي قدما بصورة مكثفة في عمليات التدمير بطول الشريط الحدودي مع غزة، بعد تهجير جميع السكان من هناك، وتهدم الآليات العسكرية كل المباني في المنطقة المستهدفة.

ولن يجد سكان قطاع غزة، الذين كانوا بالقرب من الحدود مع مستوطنات الغلاف، منازلهم إذا سُمح للنازحين منهم بالعودة بعد انتهاء إسرائيل من عملياتها.

لا تقف أميركا هذه المرة مع تل أبيب في مقترح تقليص مساحة غزة من أجل بناء منطقة عازلة، غير أنها لا تمانع إقامة تلك المنطقة، لكن داخل الأراضي الإسرائيلية وليس في القطاع الفلسطيني.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في ديسمبر الماضي، إن إقامة المنطقة العازلة على الأراضي الفلسطينية تعد انتهاكا غير مقبول، مضيفا: "لكن إذا أرادت إسرائيل بناء تلك المنطقة داخل أراضيها، فلن أتحدث عن هذا الأمر، يجب أن تتخذ إسرائيل هذا القرار".

وشددت أميركا على ضرورة عدم تقليص مساحة قطاع غزة نتيجة للحرب الدائرة حاليا، وعلى الرغم من ذلك شرعت إسرائيل بالفعل في تنفيذ مخططها لبناء المنطقة العازلة، لتصبح غزة على وشك خسارة 16% من مساحتها.

وتجاهلت إسرائيل التصريحات الأميركية الرسمية، التي أكدها وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في ديسمبر الماضي، إذ قال بنيامين نتيناهو إن بلاده ستمضي قدما في عملية بناء المنطقة العازلة لحماية مواطنيها على حدود قطاع غزة.