إسرائيل تستعمل "لافندر" لاستهداف حماس

نشرت صحيفة الغارديان تقريرا مطولا يضم شهادات 6 ضباط في الاستخبارات الإسرائيلية، تفيد بأن الجيش الإسرائيلي استعان بقاعدة بيانات مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي لتحديد 37 ألف شخص يحتمل ارتباطهم بحماس.

وأكدت الشهادات، التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، أن استعمال الجيش الإسرائيلي لنظام الذكاء الاصطناعي "لافندر" أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، لاسيما خلال الأشهر الأولى من الصراع.

وأشارت الصحيفة إلى أن نظام "لافندر"، الذي طورته الوحدة 8200 التابعة لقسم استخبارات النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي، بُرمج لمعالجة بيانات ضخمة تحدد كل شخص يشكك في انتمائه لحركة حماس.

20 مدنيا مقابل هدف واحد

وأوضحت المصادر المطلعة أن الجيش الإسرائيلي وسط حرب ولا يرغب في استثمار الوقت والحكم البشري في التحقق بعناية من صحة المعلومات التي يحددها نظام "لافندر" عن كل هدف.

وأضافت أن الجيش لم يعارض الـ10% من هامش الخطأ المتأصل في نظام "لافندر" والذي ربما يتسبب في مقتل 20 مدنيا مقابل الإطاحة بهدف واحد له أهمية قليلة.

كيف كان رد الجيش الإسرائيلي؟

الجيش الإسرائيلي رد على شهادات الضباط الاستخباراتيين في بيان قائلا: "الجيش الإسرائيلي يرفض رفضا قاطعا الادعاء المتعلق بأي سياسة لقتل عشرات الآلاف من الأشخاص في منازلهم".

كما وضح أن إجراءاته "تتطلب تقييما فرديا للميزة العسكرية المتوقعة والأضرار الجانبية المتوقعة.. ولا ينفذ الجيش الإسرائيلي ضربات عندما تكون الأضرار الجانبية المتوقعة مفرطة مقارنة بالميزة العسكرية".

قنابل غبية لتكلفة رخيصة

ويعود سبب مقتل عدد كبير من المدنيين في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، حسب الصحيفة، إلى نوع من القنابل غير الموجهة والمعروفة بـ"القنابل الغبية".

أحد ضباط المخابرات أوضح للصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لا يريد تضيع قنابل باهظة الثمن على أشخاص غير مهمين.

وكانت توجه هذه القنابل الرخيصة على الأهداف التي حددها نظام "لافندر". وعوض قتل الشخص المستهدف، تدمر منازل بأكملها ما يؤدي إلى مقتل كل من يسكنها.

الذكاء الاصطناعي بين الممارسات القانونية والأخلاقية

أعرب خبراء قانونيين عن قلقهم تجاه السماح للجيش الإسرائيلي بهامش خطأ كبير في استهداف أفراد مرتبطين بحماس.

وقال خبير في القانون الدولي في وزارة الخارجية الأميركية إنه "لم يسمع قط" عن السماح بمقتل العشرات من أجل استهداف عنصر واحد. وأضاف قائلا: "هذا يبدو لي متطرفا".

وبغض النظر عن المبرر القانوني أو الأخلاقي لاستراتيجية القصف الإسرائيلية، تفيد الصحيفة أنه بات واضحا كيف يشكك بعض الضباط الاستخباراتيين في النهج الذي وضعه قادتهم.