مكالمة بايدن القاسية تسجل ثلاثية في إسرائيل

يريد البيت الأبيض من إسرائيل تطبيق سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لمعالجة الضرر الذي يطال المدنيين، والمعاناة الإنسانية، وضمان سلامة عمال الإغاثة في غزة.

وأعلنت إسرائيل بعد ساعات قليلة بعد الاتصال أنها ستفتح المزيد من طرق المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وذكرت الحكومة الإسرائيلية في بيان أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية وافق في اجتماع، في وقت متأخر من الخميس، على خطوات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع.

وأشار البيان إلى أنه بالإضافة إلى إعادة فتح معبر إيريز، المغلق منذ تدميره خلال هجوم الـ7 من أكتوبر على إسرائيل، وافق المجلس كذلك على زيادة المساعدات المقبلة من الأردن من خلال معبر كرم أبو سالم.

سارع البيت الأبيض للترحيب بالخطوات التي قال إنها اتخذت "بناء على طلب من بايدن" و"يجب الآن تنفيذها بالكامل وبسرعة".

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، إن الولايات المتحدة ترحب بجهود إسرائيل الأخيرة للسماح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنه قال إن النجاح سيقاس بنتائج تحسن الوضع على الأرض.

ويضطر أهالي شمال القطاع للاكتفاء بما معدله 245 سعرة حرارية يوميا، أي ما يعادل أقل من عبوة فاصوليا، منذ يناير بحسب منظمة أوكسفام، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة.

قبل مكالمة الزعيمين بساعات، أعلنت إسرائيل أن التحقيق الذي يجريه الجيش في الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل 7 من موظفي الإغاثة في قطاع غزة ربما يستغرق عدة أسابيع.

وبعد أقل من يوم على الاتصال، أعلنت إسرائيل، الجمعة، عن انتهاء التحقيق، إذ خلص إلى ارتكاب أخطاء جسيمة وانتهاكات للإجراءات من جانب الجيش الإسرائيلي مما أدى إلى قرار بإقالة ضابطين وتوبيخ قادة كبار رسميا.

وبحسب نتيجة التحقيق، فإن القوات الإسرائيلية اعتقدت خطأ أنها تقصف مركبات تقل مسلحين من حركة حماس عندما قصفت الطائرات المسيرة السيارات الـ٣ التابعة لمنظمة وورلد سنترال كيتشن الخيرية، لكن الإجراءات المتبعة في العمليات انتهكت.

عكست النبرة القاسية، التي وصف فيها بايدن مقتل عمّال إغاثة بأنه "غير مقبول"، مدى تصاعد التوتر مع نتنياهو.

واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في حديث لشبكة سي إن إن، مساء الخميس، أن ما حدث للمطبخ المركزي العالمي، كان بالتأكيد حافزا للمكالمة.

أبلغ بايدن نتنياهو في المحادثة الهاتفية بأن "وقف إطلاق النار الفوري أمر ضروري"، وحث إسرائيل على التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد "من دون تأجيل"، وفقا للبيت الأبيض.

وقررت أميركا أن ترسل رئيس وكالة الاستخبارات، CIA، بيل بيرنز، إلى القاهرة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، للمشاركة في محادثات مع رئيس الموساد الإسرائيلي، ومسؤولين قطريين ومصريين، حول اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، بحسب تقرير لموقع أكسيوس، نشر الجمعة.

وكشف الموقع أن الجولة ستعقد بعد أن حث بايدن، نتنياهو، على "تمكين مفاوضيه من إبرام اتفاق من دون تأخير لإعادة الأسرى".

وبحسب الموقع، تشير رسالة بايدن إلى اعتقاده أن نتنياهو لا يبذل كل ما في وسعه للوصول إلى صفقة رهائن ويحتاج إلى إظهار المزيد من المرونة.

لم يذكر البيت الأبيض تحديدا الخطوات المطلوبة من نتنياهو، كما لم يوضح ما سيترتب على عدم اتخاذها.

ولكن محللين قالوا إن المعنى الضمني للتحذير هو إبطاء عمليات نقل الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل أو تقليص الدعم الأميركي في الأمم المتحدة.

وقال مصدر مطلع على المحادثات شريطة عدم نشر اسمه، إن المكالمة، التي استمرت 30 دقيقة، شابها التوتر في بعض الأحيان عندما عبر بايدن عن مخاوفه ودافع نتنياهو عن نهجه بشأن غزة.

ووصف مسؤول كبير في البيت الأبيض المحادثة بأنها "مباشرة جدا وصريحة جدا"، وقال إن نائبة الرئيس، كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، وبلينكن، كانوا حاضرين في المكالمة.

وقال مايك سينغ، وهو مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي، كان معنيا بالشرق الأوسط "ستكون هناك دائما نقطة تشعر فيها إدارة بايدن بأن التكلفة المحلية والدولية لدعم الحملة الإسرائيلية في غزة تفوق فائدة ما تمكنت إسرائيل من تحقيقه على الأرض".

وقال سينغ، الذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه إذا لم تلب إسرائيل شروط بايدن، فمن المرجح أن تتفاوض الولايات المتحدة على قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مثل ذلك الذي أنهى الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية عام 2006.