سياسة
.
مع اقتراب الحرب على غزة من شهرها الثامن، تزايدت الحوادث التي أنكرها الجيش الإسرائيلي في غزة، ولم يمض وقت قصير إلا وفُندت، لكن بعضها احتاج فترات أطول وصلت لثلاثة أشهر في بعض الأحيان قبل إثبات "فبركتها".
هذا التقرير يرصد أكثر من 20 "كذبة" للجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر تم تفنيدها بشكل قاطع عبر وسائل إعلام عالمية، آخرها حادثة مقتل الطفلة هند رجب وعائلتها في شمال غزة، حيث كشف تحقيق لصحيفة واشنطن بوست، الثلاثاء 16 أبريل، زيف الادعاءات الإسرائيلية.
الجيش الإسرائيلي ادعى أن قواته لم تكن موجودة أصلا في تلك المنطقة، ولكن الصحيفة قالت إن صور الأقمار الصناعية وأثار الرصاص والقذائف ومقاطع فيديو وشهادات الشهود وتسجيلات صوتية جميعها تثبت غير ذلك.
في نهاية شهر يناير الماضي، أثارت حادثة في غزة موجة كبيرة من التفاعل حول العالم للطفلة الفلسطينية هند التي وجدت نفسها عالقة في سيارة مع عائلتها محاصرة بدبابات إسرائيلية.
هيئة الهلال الأحمر الفلسطيني نشرت تسجيلا صوتيا للطفلة هند وابنة عمها ليان تتوسلان لإرسال طاقم مسعفين لإنقاذهما بعد أن قتل الجنود أفراد عائلتهما داخل السيارة ومن ثم قتلوا ليان أمام عيني هند.
طواقم الهلال نسق مع إسرائيل لدخول المنطقة وإنقاذ الطفلة الناجية الوحيدة، لكن فور وصول سيارة الإسعاف قصفها الجيش الإسرائيلي أيضا وقتل جميع أفراد طاقمها.
بقي مصير الطفلة هند مجهولا لما يقارب أسبوعين أثناء تواجد الجيش في تلك المنطقة، وفور انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية توجه المواطنون لموقع الحادثة فعثروا على جثة هند وعائلتها متحللة وعثروا على أشلاء طاقم الإسعاف.
الجريمة كانت مكتملة الأركان. فلحظة قتل الطفلة ليان برصاص الدبابات مسجلة بالصوت أثناء مكالمتها للهلال الأحمر، وآثار الرصاص في جميع أجزاء المركبة متناسقة مع الأسلحة الإسرائيلي، وعثر المواطنون على مخلفات قذيفة دبابة إسرائيلية تحمل الرقم التسلسلي ونوع القذيفة والجهة المصنعة وغيرها من المعلومات التي تؤكد هوية الجاني.
مع ذلك، زعم الجيش الإسرائيلي أن ليس لديه أي علم بالحادثة، ولم تكن له أي آليات عسكرية في المنطقة في هذا التوقيت، وهو ادعاء نقلته كبرى الصحف الغربية.
بعد 3 أشهر كاملة على مقتل هند، ظهر تقرير واشنطن بوست ليؤكد أن إسرائيل كذبت بشكل متعمد حول قتل قواتها للطفلة هند رجب و5 من عائلتها ومسعفين في 29 يناير.
الصحيفة أثبتت وجود قوات إسرائيلية في ذلك المكان عبر صور الأقمار الصناعية وتمركز دبابة على بعد 300 متر من سيارة الإسعاف المدمرة.
وقالت الصحيفة إن الفتحة في سيارة الإسعاف بقطر 300 ملم وأضرار أخرى في سيارة عائلة هند تتفق مع رصاصة وقذائف دبابة.
الجيش الإسرائيلي نشر منذ بداية الحرب روايات، كذبتها صحف أجنبية. وكانت بعض أبرز تلك الكذبات هي:
1- كسروا يديه واتهموه بالكذب: الشاب محمد نزال خرج من السجن في صفقة تبادل شهر نوفمبر الماضي وذراعاه مكسورتان نتيجة للضرب داخل السجن بشكل شبه يومي من قبل الحراس الإسرائيليين من دون أي سبب.
دبابة إسرائيلية على حدود غزة. المصدر: رويترز
وبعد خروجه وانتشار صور ذراعيه المكسورتين، نشرت الحكومة الإسرائيلية مقطع فيديو له أثناء إطلاق سراحه ويداه من دون أي جبيرة كسور للقول إنه يكذب.
الشاب نفى الادعاء الإسرائيلي وقال إن الجيش رفض تقديم أي رعاية صحية له في السجن، وهو ما يفسر مقطع الفيديو ذلك، وأضاف أن الصليب الأحمر هم من قدموا له جبيرة أولية ومن ثم تلقى رعاية طبية في مستشفيات فلسطينية بعد وصوله البيت.
العائلة نشرت صورا للأشعة وتقرير طبي يثبت ما حدث لمحمد وأكدت محطة بي بي سي البريطانية صحة تلك الأشعة بعد عرضها على أطباء مختصين في بريطانيا.
جنود إسرائيليون يلهون بمطرقة أمام دبابتهم في غزة. المصدر: رويترز
2- أفلام رعب لفظائع خيالية: وسط انتشار روايات الرعب الإسرائيلية المزيفة حول أحداث 7 أكتوبر، رتب مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لقاء صحفيا بين ضابط وصحفي إسرائيلي ادعى خلاله الضابط أنه شاهد بأم عينيه أطفال رضع قتلى قام عناصر حماس بتعليقهم على حبل غسيل.
لكن الصحفي إيشاي كوهين سرعان ما نفى صحة ادعاءات الضابط تلك وقال إنه تعرض للخداع من الجيش الإسرائيلي، لتنضم تلك الادعاءات مع قائمة طويلة من المزاعم المفندة التي روجتها الحكومة الإسرائيلية حول قطع رؤوس أطفال أو بقر بطون نساء وغيرها.
جنديان إسرائيليان يعتليان ظهر دبابة. المصدر: رويترز
3- صور انتصار وهمية: بحلول شهر ديسمبر الماضي، مع توغلات الجيش الإسرائيلي البرية في غزة، زعمت إسرائيل أن مقاتلي وحدة النخبة في حماس يقومون بالاستسلام بشكل جماعي ويلقون بأسلحتهم ليلقي الجنود القبض عليهم ويجردوهم من ملابسهم في مظهر مذل.
وانتشر للجيش الإسرائيلي مقطع وهو يجبر رجل خمسيني مجرد من ملابسه على الخروج من مدرسة لوكالة الأونروا ويداه مرفوعتان وبإحداهما سلاح رشاش آلي AK-47 وزعموا أنه من مقاتلي حماس المستسلمين.
لكن المواطنين في غزة تعرفوا على ذلك الرجل الذي يدعى منير قشطة المصري صاحب ورشة ألمونيوم في بيت لاهيا وغير مرتبط بأي فصائل مسلحة.
عدة كذبات تم كشفها للجيش الإسرائيلي خلال الحرب. المصدر: رويترز
ولكن الصحفي باراك رافيد نشر مقطعا آخر لنفس الرجل وهو يسلم السلاح الرشاش باليد الأخرى ما دل أن المشهد تم إعادة تصويره أكثر من مرة ولم يكن تلقائيا، لكن رافيد عاد وحذف الفيديو.
تجددت مشاهد الاعتقال الجماعي للفلسطينيين بعد تلك الحادثة، لكن الجيش استبدل الادعاء بأنهم مقاتلين مستسلمين من حركة حماس بالقول إنهم مجرد "مشتبه بهم".
4- دراجة هوائية تتحول لقذائف صواريخ: الجيش الإسرائيلي نشر في شهر مارس مقطع فيديو لاستهداف شابين في الشارع وزعم بأنه أحدهما كان يحمل قاذف RPG وأنه مقاتل من حماس، ليتضح بعدها أنهما طفلان أحدهما يمشي مع دراجته الهوائية والآخر يحمل كيس طحين. الجيش أقر ببطلان ادعاءه الأول لكنه أصر أن الأمر مجرد حادثة.
يقول الجيش الإسرائيلي إن جيشه الأكثر إنسانية في المنطقة. المصدر: رويترز
5- قائمة أيام الأسبوع تصبح "أسماء إرهابية": أثناء اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى الرنتيسي للأطفال في شمال غزة في شهر نوفمبر، وقعت الحادثة الشهيرة عندما ادعى المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري عثوره على قائمة بأسماء "الإرهابيين الذين كانوا يحرسون الرهائن" في قبو المستشفى، حسب وصفه
لكن سرعان ما أشار المتحدثون بالعربية أن تلك القائمة هي مجرد تواريخ وأسماء أيام الأسبوع. محطة سي إن إن الأميركية قامت في البداية بنشر ذلك المشهد، لكنها عادت وحذفت ذلك المقطع.
جنديان إسرائيليان يعتليان ظهر دبابة عليها مدفع رشاش. المصدر: رويترز
6- مدينة أنفاق أسطورية من وحي الخيال: كذلك، قبيل اجتياح مستشفى الشفاء في مدينة غزة في شهر نوفمبر مهد الجيش الإسرائيلي للأمر بنشر مقطع CGI كرتوني يظهر مدينة واسعة من الأنفاق أسفل المستشفى وزعم أن قادة حماس ومراكز السيطرة والتحكم كلها هناك.
وعند اقتحام المستشفى، نشر الجيش مقطع مصور يظهر بضعة أسلحة رشاشة صدئة لا تتجاوز الـ10 زعم عثوره عليها في أرجاء مختلفة في أحد مباني المستشفى بما في ذلك في غرفة MRI.
الجيش نظم جولات للصحافة الغربية لرؤية تلك الأسلحة في المستشفى، لكن سرعان ما ظهر اختلاف بين تقرير قناة سي إن إن وفوكس نيوز في أماكن أحد الأسلحة وهو ما دل على قيام الجنود بالعبث بمسرح الجريمة المزعوم وزرع أسلحة جديدة.
جندي إسرائيلي أمام مستشفى الشفاء. المصدر: أ ب
كذلك، لم يعثر الجيش على أي مدينة أنفاق أسفل المستشفى سوى نفق واحد قديم وغير مستعمل احتوى على غرفة فيها سرير حديدي صدئ ومطبخ ومرحاض، وهو ما دفع وكالة أسوشيتد برس للقول إن النفق بدى خارج الخدمة وبدى البلاط المستعمل في جدران غرفه مشابها لبلاط جدران المستشفى.
وتزامن ذلك مع قول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، إن إسرائيل حفرت أنفاق بنفسها في الثمانينات أسفل مستشفى الشفاء.
7- مدينة الأنفاق تطير من مكان لآخر: بعد الفشل في العثور على مدينة الأنفاق المزعومة أسفل مستشفى الشفاء وكبار قادة حماس الموعودين، بدأت إسرائيل في الترويج بأن أولئك القادة ومركز السيطرة والتحكم والرهائن جميعهم في خان يونس وليس غزة.
جنود إسرائيليون خلال عملية اقتحام بيت في غزة. المصدر: رويترز
ولكن بعد 4 أشهر على احتلال خان يونس وخروج الجيش منها، فشلت إسرائيل في الوصول لأي من الرهائن هناك أو القادة أو مراكز السيطرة الموعودة.
8- مجرى مياه يتحول "لنفق إرهابي": في شهر نوفمبر الماضي، تمهيداً لاجتياح المستشفيات، زعم الجيش الإسرائيلي رسمياً عثوره على نفق أسفل مستشفى حمد للأطراف الصناعية في شمال غزة، واستعرض مقطعا مصورا لفتحة في الأرض أمام المستشفى قال إنها مدخل النفق المزعوم.
العديد شككوا في تلك الرواية في ذلك الوقت، وبالفعل بعد انسحاب الجيش من المنطقة وتمكن المواطنين من زيارة المكان، قاموا بنشر مقاطع فيديو تثبت أن تلك الفتحة هي مجرد مدخل لغرفة تخزين مياه أسفل المستشفى لا أكثر.
الجيش الإسرائيلي على حدود غزة. المصدر: رويترز
9- تبرير نبش وتدمير مقبرة بأكملها: في شهر يناير الماضي، قام الجيش الإسرائيلي بتجريف مقبرة بأكملها في خان يونس ونبش القبور وتحويل الجثث لأشلاء مبعثرة ما أثار استهجانا في الرأي العام العالمي. لكن الجيش الإسرائيلي سارع للزعم بأنه كان يفكك أحد أنفاق حماس الاستراتيجية في تلك المنطقة.
الجيش أحضر صحفيين غربيين للمكان ولكنهم لم يروا النفق المزعوم، ما دفع قناة سي إن إن للقول إنه لا صحة لهذا الادعاء الإسرائيلي.
10- تشويه صورة الطواقم الطبية: في محاولة لتبرير استهداف الطواقم الطبية والإسعافات، زعم الجيش الإسرائيلي في شهر فبراير الماضي أن مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني قاموا بمساعدة مقاتلي حماس أثناء هجوم 7 أكتوبر، ونشر مقاطع فيديو للترويج لذلك الادعاء.
لكن سرعان ما تبين أن المسعفين الذين ظهروا في الفيديو لا يتبعون للهلال الأحمر أو وزارة الصحة وإنما للإسعاف العسكري التابع لحماس نفسها.
11- سرقات مزعومة من دون أي أدلة: الجيش الإسرائيلي كرر ادعاءه أن سبب المجاعة في غزة هو استيلاء عناصر حماس على شاحنات المساعدات ونهبها.
ولكن مبعوث بايدن للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط المناصر لإسرائيل فند هذا الزعم، قائلا إن إسرائيل لم توفر أي دليل على حوادث السرقة المزعومة تلك للإدارة الأميركية.
12- نسفوا قافلة نازحين واتهموا حماس: في شهر أكتوبر بعد إصدار إسرائيل الأمر لأهل شمال غزة الإخلاء جنوبا، تعرضت قافلة من النازحين للقصف ما أدى لقتل أكثر من 70 شخص.
الجيش الإسرائيلي سارع لنفي ضلوعه من الحدث وقال غن حماس هي من تقف خلف الهجوم، لكنه سرعان ما تبين زيف هذا الادعاء وقالت صحيفة فاينانشال تايمز إن جميع الأدلة تثبت تورط إسرائيل في هذا الهجوم.
13- فسفور أبيض: في الأسابيع الأولى للحرب، استخدم الجيش الإسرائيلي قذائف الفسفور الأبيض في غزة ولبنان على الرغم من أنها محرمة دولياً في المناطق المدنية المأهول، وقام بنفي استخدامه لتلك القذائف، لتقوم هيومن رايتس ووتش بتكذيب الجيش ونشر أدلة تثبت زيف الادعاء الإسرائيلي.
14- لصحفي العسكري: بعد اغتيال الصحفي حمزة الدحدوح الابن الأكبر للصحفي وائل الدحوح في غارة مباشرة على سيارته في رفح، زعم الجيش الإسرائيلي أن حمزة كان مقاتلاً في تنظيم الجهاد الإسلامي وأنه كان في مهمة استطلاعية رسمية وقت استهدافه وقام بتصوير أماكن تواجد الجيش بطائرة مسيرة.
غالبا ما يتهم الجيش الإسرائيلي من يغتالهم من المدنيين أنهم ينتمون إلى حماس أو الجهاد الإسلامي. المصدر: رويترز
لكن صحيفة واشنطن بوست فندت هذه الكذبة في شهر مارس عندما نشرت ما وثقته عدسات كاميرا طائرة حمزة وأثبتت أنه لم يصور أماكن تمركز الجيش وإنما أحد المباني المدمرة.
15- مزاعم المجزرة الكبيرة: في شهر فبراير، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة الطحين البشعة التي قتل فيها أكثر 118 فلسطينيا في شمال غزة وأصاب ما يزيد عن 760 بالرصاص المباشر والقذائف.
الجيش سارع لإنكار دوره في المجزرة وقال إن القتلى سقطوا بسبب التدافع فيما بينهم، لكن تحقيق سي إن إن في شهر إبريل أثبت زيف تلك الإدعاءات واستخدام الجنود لمدافع رشاشة تطلق 600 طلقة في الدقيقة ضد الحشود في الشمال.
16- تشويه صورة الأونروا: الجيش الإسرائيلي زعم في شهر يناير أن 12 من موظفي وكالة الأونروا الأممية في غزة شاركوا في هجوم 7 أكتوبر مع عناصر حماس. وعلى إثر هذا الادعاء قامت الأونروا بفصل جميع الموظفين وقامت عدة دول غربية بإيقاف دعم الأونروا المالي.
لكن حتى اللحظة لم تقدم إسرائيل أي أدلة تثبت مزاعمها تلك وأشارت تحقيقات صحفية أن عدد المتهمين تناقص من 12 لـ4 فقط ومن ثم 1 قامت إسرائيل بنشر فيديو غير واضح زعمت أنه يظهر فيه ذلك الموظف أثناء قيامه بالمساعدة في اختطاف أسير إسرائيلي.
17- فيديو من لبنان يصبح من غزة: وفي شهر نوفمبر تعرض المتحدث الرسمي باسم نتنياهو أوفير جندلمان لسيل من السخرية والانتقادات بعد قيامه بنشر مقطع فيديو من أغنية لبنانية ادعى أنها تظهر قيام الفلسطينيين في غزة بتزييف معاناتهم وأن مشاهد القتل هي مجرد مشاهد سينمائية.
18- القتلى يتحولون لـ"دمى": أما وزارة الخارجية الإسرائيلية فطالها نصيبها من الانتقادات بعد نشر صورة طفل قتل في غارة إسرائيلية وادعت الوزارة بأن الضحية مجرد دمية زائفة، ليثبت زيف هذا الادعاء ويتم تحديد هوية الطفل عمر بلال البنا.
19- ممثل أزمات أم ناشط: وزارة الخارجية الإسرائيلية قامت أيضاً بالادعاء بأن الناشط الفلسطيني في غزة صالح الجعفراوي هو "ممثل أزمات" وزعمت بأن صالح ظهر في مقطع فيديو وهو يتظاهر بأنه تعرض لإصابة وينازع الموت على سرير مستشفى وأنه ظهر بعدها في مقاطع أخرى وهو بصحة جيدة.
لكن تبين زيف هذه الكذبة عندما اتضح بأن صورة الشخص المصاب تعود للضحية محمد زندق من القدس الشرقية المحتلة.
تستخدم إسرائيل جنودها لنشر كذباتها. المصدر: رويترز
20- "ممرضة" إسرائيلية في مستشفى غزاوي: قبيل اجتياح إسرائيل لمستشفى الشفاء، قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بنشر فيديو يظهر "ممرضة" مزعومة من داخل مستشفى وهي تقول بلغة عربية رديئة إن عناصر حماس احتلوا المجمع الطبي ويقومون بتعريض حياة المرضى للخطر.
ولكن تم تنفيد تلك الكذبة أيضاً وقامت وكالة فرنسا 24 بالتأكيد على أنها مجرد بروباغندا للتضليل.
21- ترجمة كاذبة: وفي شهر نوفمبر الماضي، قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بنشر مقطع فيديو لسيدة فلسطينية زعموا بأنها تقر باستخدام حماس المواطنين المدنيين في غزة كدروع بشرية، بينما ما كانت تقوله السيدة هي أن الجيش قتل ابنها وأنها تعرفت على جثته من حزامه المميز.
بمجرد ارتكاب الجيش الإسرائيلي لأي جريمة فظيعة تجلب أنظار الإعلام الغربي، يكون في العادة أحد التبريرات الأولى هي "لسنا من قمنا بذلك" واتهام الفلسطينيين بالتسبب في تلك الحادثة.
وقامت إسرائيل بتكرار هذه الحيلة في محكمة العدل الدولية بقولها بدون أي دليل إن جزءا من عدد الضحايا المدنيين الهائل في غزة ربما قد قتلوا بسبب صواريخ حماس التي تعطلت عند الانطلاق.
الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام منزل في غزة. المصدر: رويترز
أما الحيلة الثانية عند تفنيد الحيلة الاولى، فهي القول إن الأمر "لم يكن الأمر متعمداً" أو "كان ذلك حادثاً"، وهو ما قالته السلطات الإسرائيلية عند اغتيال فريق وورلد سنترال كيتشن في غزة مؤخراً.
وهناك جملة ثالثة وهي الادعاء بأن الضحية كان "إرهابياً" أو له علاقة مع "جماعات إرهابية"، مثلما حدث مع الصحفي حمزة الدحدوح مؤخراً الذي قتلته إسرائيل في قصف مباشر على سيارته في رفح، ثم ادعت بأنه كان على صلة بتنظيم الجهاد الإسلامي، وهو ما نفته العائلة جملة وتفصيلاً.
وفي حال تفنيد تلك الادعاءات الثلاث، تلجأ إسرائيل للقول "سنحقق في الأمر" لتكون الجملة الأشهر لدفع اللوم عن نفسها والتهرب من المسائلة.
جنود إسرائيليون على حدود غزة. المصدر: رويترز
وقد يلجأ الإسرائيليون أخيراً لعبارة "ماذا عن" الشهيرة أو "Whataboutism" وهي حيلة للتهرب من اتهام أو سؤال صعب عبر اتهام السائل بالنفاق والمعايير المزدوجة لأنه يتجاهل قضايا مماثلة.
مثلاً في عام 2018، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحديث عن احتلال الأراضي الفلسطينية "كلام فارغ" حيث أضاف "ماذا عن الكثير من الدول الكبرى التي احتلّت واستبدلت السكان الأصليين ولا أحد يتحدث عنهم؟"
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة