إعلان المنامة.. القمة العربية ترسم حاضر ومستقبل فلسطين

في بيان القمة، طالب القادة العرب بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة، والانسحاب الإسرائيلي من رفح، مع وقف محاولات "التهجير القسري" للفلسطينيين، وإنهاء الحصار على القطاع الذي يقترب من المجاعة، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي غزة على نحو مستدام.

وبينما أدان القادة العدوان على قطاع غزة بصفة عامة، و"الجرائم" المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين، فقد خصوا بالذكر العملية الأخيرة على مدينة رفح، التي أصبحت على مدار 7 أشهر ملاذا لما يزيد على مليون نازح، نظرا لما يحمله الهجوم الإسرائيلي الأخير من "تبعات إنسانية كارثية".

كما أدان القادة بصورة خاصة سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وما يستهدفه ذلك من تشديد الحصار على المدنيين، وما أدى إليه من توقف عمل المعبر وتوقف تدفق المساعدات الإنسانية.

رؤية قادة العرب لما يمكن أن يكون عليه مستقبل قطاع غزة وفلسطين، ظهرت في البيان الختامي للقمة العربية أو "إعلان المنامة".

فبصفة مبدئية، أيّد زعماء العرب دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية "على أساس حل الدولتين".

إلا أن جزءا من أحجية الخروج من الأزمة تشكّل في دعوة جميع الفصائل الفلسطينية، "للانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية" التي وصفها البيان بالممثل "الشرعي والوحيد" للشعب الفلسطيني.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد حمّل حماس خلال القمة العربية مسؤولية توفير "ذرائع" لإسرائيل كي تهاجم قطاع غزة، في إشارة إلى هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

أما عن المستقبل القريب فقد دعا القادة العرب إلى نشر "قوات حماية وحفظ سلام دولية" تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى حين تنفيذ حل الدولتين.

وبرز كذلك دعم القادة العرب للاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة.

كان دبلوماسي عربي، مطلع على محادثات وزراء الخارجية العرب، قد أكد في وقت سابق لوكالة فرنس برس، أن النقاش العربي ينصب أولا على "وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المزيد من المساعدات"، لكن في القلب من النقاش هناك أولوية "الضغط على الولايات المتحدة"، من أجل إقامة دولة فلسطين من جهة والاعتراف بها من قبل الأمم المتحدة من جهة أخرى.

ويرى الكاتب الإماراتي عبدالخالق عبدالله، أن هناك عقبة كبيرة في سبيل تحقق تلك الرؤية العربية، وهي إسرائيل ذاتها، التي يتعنّت رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، لدى الحديث عن فك فتيل الأزمة عن طريق اللجوء إلى حل الدولتين.

إلا أن الضوء في نهاية النفق قد يرتبط بتغيير في الحكومة الإسرائيلية ذاتها، فيقول عبدالله لفرانس برس: "هناك وعود بأنه إذا تشكلت حكومة معارضة، بعد انتخابات مبكرة في إسرائيل، فقد تكون أكثر ميلا لهذا الاقتراح، أكثر تعاونا وأقل تصلبا".