بندقية الغرب نحو روسيا.. هل تسللت الحرب العالمية الثالثة؟

قبل أيام قليلة، كان البيت الأبيض يعارض استخدام الأسلحة الأميركية داخل الأراضي الروسية، لكن هذا الموقف تغيّر مع تصاعد القصف الروسي لخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

ويفيد مسؤولون أميركيون بأن هذا الرفع للقيود لا يشمل استخدام منظومات "أتاكمس" المقدمة من الولايات المتحدة أو الصواريخ طويلة المدى والذخائر الأخرى لضرب روسيا بشكل هجومي.

بعد الولايات المتحدة الأميركية، أعلنت ألمانيا عن إمكان أوكرانيا استخدام الأسلحة التي تزودها بها في مواجهة الهجمات الروسية من مواقع على حدودهما المشتركة.

وأيضا أعطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضوء الأخضر لأوكرانيا باستعمال الأسلحة الفرنسية لضرب الأراضي الروسية.

وكان ماكرون قد أثار جدلا في فبراير الماضي، عندما قال إنه لا يستبعد إرسال قوات برية إلى أوكرانيا مستقبلا. وردا على ذلك، حذر بوتين فرنسا من أنه إذا أرسلت قوات إلى أوكرانيا فإن الجيش الروسي سيعتبر أفرادها أهدافا مشروعة.

وفي وقت تسمح فيه بعض الدول الغربية باستعمال أسلحتها لاستهداف الأراضي الروسية، هناك دول أخرى تعارض ذلك.

صرّح وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، بأن بلاده لن ترسل أبدا أي قوات إلى أوكرانيا، وأن أي أسلحة تقدمها إلى كييف يجب ألا تُستخدم لمهاجمة الأراضي الروسية.

وقال تاياني، في مقابلة تلفزيونية مع هيئة الإذاعة العامة الإيطالية: "كل الأسلحة التي تخرج من إيطاليا إلى (أوكرانيا) يجب أن تُستخدم داخل أراضيها فحسب.. ومن المستحيل استخدام أسلحتنا خارجها". وأضاف قائلا: "لا نقاتل ضد روسيا، إننا ندافع عن أوكرانيا والأمر مختلف".

ورغم أن إيطاليا في عهد رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني باتت من أقوى الداعمين لأوكرانيا، فإن روما لم تكشف قط عن تفاصيل المساعدات العسكرية التي تقدمها إليها.

خلال زيارته لطشقند، عاصمة أوزبكستان، طرحت مجموعة من الصحافيين على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسئلة حول رغبة دول الناتو في السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لضرب العمق الروسي.

وخلال حديثه، الذي وصفته وسائل إعلام روسية بأنه "التحذير النهائي للغرب"، أشار بوتين إلى أن استخدام الذخيرة والأسلحة الغربية على الأراضي الروسية قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وأكد بوتين أن هذا التهديد ليس مجرد احتمال نظري، وإنما هو سيناريو يمكن أن يصبح واقعيا في المستقبل القريب.

وأوضح بوتين أن استخدام الأسلحة الغربية عالية الدقة والطويلة المدى لا يمكن أن يتم من دون دعم وسائل الاستطلاع الفضائية، وهي وسائل لا تمتلكها أوكرانيا، وإنما تمتلكها دول الناتو.

وتاليا، إذا ما اُستخدمت هذه الأسلحة ضد روسيا، فإن موسكو ستعتبر ذلك عملية مشتركة بين كييف ودول الناتو، وليست مجرد مبادرة أوكرانية مستقلة.

وأكد بوتين أنه حتى إذا شغّل الفنيون الأوكرانيون الأسلحة الغربية، فإن الدور الأساسي في إعداد المهمات سيكون لدول الناتو. ولذلك، فإن روسيا ستعتبر أي هجمات على أراضيها بواسطة هذه الأسلحة بمثابة هجمات من قبل الناتو نفسه. ووجه تحذيرا شديد اللهجة إلى دول الناتو، خاصة الصغيرة منها، بأن تأخذ في الحسبان العواقب الخطيرة لهذه الأعمال.