قائمة العار الإسرائيلية.. شرطة الغرب تدفع الثمن

الجديد في التصنيف الأممي كان ضم أجهزة الشرطة الإسرائيلية وشرطة الحدود العسكرية، ماغاف، وجهاز الشاباك الأمني، يعني وجود تبعات مؤلمة مثل قطع إمدادات السلاح والتكنولوجيا والتعاون المعلوماتي وبرامج التدريب المشترك خاصة مع الولايات المتحدة.

الناشطة الإسرائيلية نيتا غولان قارنت صور مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأميركية في 2020، مع استخدام القوات الإسرائيلية نفس "أسلوب الضغط على رقاب وصدور المتظاهرين"، مؤكدة في تقرير للقناة الرابعة التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، أنها تعرضت لهذه الطريقة عندما كانت تتظاهر في الضفة الغربية عام 2006.

تُرجع غولان انتقال هذا الأسلوب من إسرائيل للولايات المتحدة، إلى برامج التدريبات المشتركة في مجال مكافحة الشغب بين أجهزة الشرطة في البلدين.

وتنقسم تلك البرامج إلى نوعين:

• إرسال الضباط الأميركيين لإسرائيل للحصول على التدريب والتعرف على أساليب مواجهة الاحتجاجات، والمراقبة الإسرائيلية.

• إرسال ضباط إسرائيليين إلى الولايات المتحدة لتدريب كوادر الشرطة الأميركية، وفي بعض الأحيان تستضيف القنصليات الإسرائيلية في الولايات المختلفة أنشطة التدريب تلك التي تحضرها أعداد كبيرة من رجال الشرطة والأجهزة الأمنية الأميركية، بحسب تقرير القناة الرابعة.

أعادت وسائل إعلام غربية كبرى تسليط الضوء على تشابه تكتيكات رجال الشرطة الأميركيين والإسرائيليين في الضغط على رقاب وصدور المتظاهرين مع انتشار صور مواجهة الشرطة الإسرائيلية للمتظاهرين ضد حكومة نتنياهو في تل أبيب عام 2023، فيما ربطت منظمات حقوقية هذه التكتيكات بالتدريبات التي يتلقاها أفراد الشرطة الأميركية في إسرائيل.

وينخرط آلاف من رجال الشرطة من فلوريدا، ونيوجيرسي، وبنسلفانيا، وكاليفورنيا، وأريزونا، وكونيتيكت، ونيويورك، وماساتشوستس، وشمال كارولينا، وجورجيا، وولاية واشنطن، وشرطة الكونغرس الأميركي، في التدريبات المشتركة.

الآن، وبعد ضم أجهزة الشرطة والجيش والأمن الإسرائيلية لقائمة الأمم المتحدة السوداء لقتل الأطفال، قد تضطر أقسام الشرطة الأميركية لإيقاف برامج التدريب تلك لتجنب مخالفة "قانون ليهي".

ويحظر هذا القانون على وزارتي الخارجية والدفاع تقديم مساعدات عسكرية لوحدات قوات الأمن الأجنبية التي تنتهك حقوق الإنسان مع الإفلات من العقاب.

في عام 2023، كشفت وثائق للاتحاد الأوروبي أن الشرطة الإسرائيلية شاركت في ما لا يقل عن 16 برنامج تدريب مشترك مع وكالة الاتحاد الأوروبي للتدريب (CEPOL)، معظمها حدث خلال السنوات الثلاث الماضية.

شملت تلك التدريبات برنامجاً في بودابست عاصمة المجر خلال شهر مارس 2022، ركز على "التحقيقات في الجرائم الإلكترونية".

وفي نوفمبر 2022، التقى وفد من الشرطة الإسرائيلية مع CEPOL للقيام بجولة في أمستردام عاصمة هولندا، ونص برنامج تلك الجولة على أن من بين المواضيع التي تمت دراستها استخدام الطائرات دون طيار في هولندا "لتأمين النظام العام".

وثيقة أخرى لوكالة CEPOL الأوروبية تعود للعام 2016 تقول إن هناك "إمكانات غير مستغلة" في التعاون بين أجهزة شرطة الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

وجاءت تلك الورقة بعد زيارة أجراها ممثلو الاتحاد لأكاديمية الشرطة الإسرائيلية بالإضافة لمناقشات وتبادل خبرات مع شرطة الحدود الإسرائيلية شبه العسكرية، والتي تنشط في الأراضي الفلسطينية، وتواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الفلسطينيين.

في شهر سبتمبر من عام 2022، وضع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل اللمسات الأخيرة على اتفاقية لتوثيق التعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل واسع بين أجهزة الشرطة في الجانبين في مجالات محاربة الجريمة والإرهاب.

الاتحاد الأوروبي وضع شرطاً في مسودة الاتفاقية يمنع إسرائيل من استخدام أي معلومات تحصل عليها من أوروبا في الأراضي الفلسطينية، لكن ذلك الشرط احتوى على ثغرة تمنح إسرائيل استثناءات إذا كانت هناك حاجة أمنية ملحة تحددها إسرائيل نفسها.

عندما اقتربت تلك الاتفاقية من التوقيع النهائي، فاز نتنياهو مجدداً برئاسة الوزراء نهاية عام 2022، وقام بتنصيب اليميني المتطرف إيتمار بن غفير المدان سابقاً من محاكم إسرائيلية بتهم إرهاب، كوزير للشرطة والأمن الداخلي.

هذا الأمر تسبب بإحراج الاتحاد الأوروبي ودفعهم لتجميد توقيع تلك الاتفاقية ومستويات معينة من التعاون مع أجهزة الشرطة الإسرائيلية خشية من سياسات الوزير الجديد.

لكن تثبيت أجهزة الشرطة في إسرائيل الآن على قائمة الأمم المتحدة السوداء لـ"قتلة الأطفال" قد تسبب المزيد من الإحراج للأوروبيين وتزيد عليهم الضغط لوقف التعاون الأمني مع إسرائيل.