قمة الناتو.. الأطلسي يحمي نفسه قبل "الحقبة الثانية"

في المناظرة المشهودة بين جو بايدن ودونالد ترمب، كان رد الأخير على سؤال الرئيس الأميركي حول الانسحاب من الحلف بالاكتفاء بـ"هز كتفيه" في موقف غير واضح.

لكن قبل ذلك، كان لسان ترمب يصرح هنا وهناك بتهديدات للحلف في أمرين رئيسيين روسيا وتمويل الناتو.

ففي فبراير 2024، خرج الرئيس السابق في تجمع انتخابي ليقول إنه سيشجع روسيا على "فعل ما تريده" تجاه أي دولة في الناتو لا تلتزم بالمبادئ التوجيهية للإنفاق الدفاعي، بحسب سي إن إن.

وبعد ذلك بشهر واحد جاء ليكرر التهديد في حوار تلفزيوني قائلا إنه لا يهتم إن استخدم منافسوه هذه التصريحات.

تظهر ملامح ما يريده ترمب من تغيير في الناتو بمقال على مركز تجديد الولايات المتحدة "Center for Renewing America" المحسوب على الرئيس الأميركي السابق بوضع إطار يرتكز على أمرين هما:

1. تحويل الأعباء في أوروبا، وعدم توسع الحلف.
2. وضع إطار عمل ليصبح الأوروبيون هم المدافعون عن حدودها أوروبا، وتكون أميركا الملاذ الأخير.

ويعني ذلك تقليص الدور الأمني للولايات المتحدة والتراجع عن دور المزود الرئيسي للقوة القتالية في أوروبا بحسب تصريحات دان كالدويل مستشار راسل فوت مدير السياسات في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري ورئيس المركز السابق ذكره لمجلة بوليتيكو.

وجزء آخر من الخطة هو نظام الناتو ذو المستويين، والتي تتلخص في حرمان الدول التي لا تسهم بإنفاق ٢٪ من الناتج القومي على الدفاع من الضمان الأمني الأميركي بحسب المجلة.

يعمل قادة دول حلف الناتو من خلال ٣ نقاط رئيسية للتعامل مع الحقبة القادمة لترمب حال حدوثها من خلال ٣ نقاط رئيسية بحسب بوليتيكو هي:

1. التواصل الشخصي مع ترمب ومستشاريه.
2. إجراء تحولات سياسية تهدف إلى إرضاء ترامب وائتلافه السياسي وعلى رأسها عدم كفاية الإنفاق الدفاعي الأوروبي.
3. اتخاذ تدابير دبلوماسية وقانونية إبداعية يجري العمل عليها لحماية أولويات الناتو من إدارة ترمب.

وخلال الفترة الماضية اتخذ الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الذي تنتهي قيادته في أكتوبر ٢٠٢٤ خطوة تحمي التحالف من ترمب فيما يخص التعامل مع أوكرانيا.

فالولايات المتحدة تقود تنظيم المساعدات المقدمة لأوكرانيا عبر وحدة مكونة من 300 فرد هي "مجموعة المساعدة الأمنية في أوكرانيا تتخذ من ألمانيا مقرا لها.

ويقترح ستولتنبرغ تشكيلا بديلا ينقل مسؤولية إدارة المساعدات إلى الحلف نفسه في محاولة لمقاومة "تأثير ترمب" لكن قرارا يتوقع اتخاذه حيال هذا الأمر في قمة الناتو المرتقبة بحسب بوليتيكو.

أما الوصول إلى نسبة الإنفاق الدفاعي المنشودة لكل دولة، ٢٪ من الناتج المحلي، فقد أشار ستولتنبرغ إن 23 من بين 32 دولة عضوا في طريقها للوفاء بتعهداتها.