خطة هاريس قبل مواجهة ترامب "الذي تبرع لها"

منذ ظُهر الأحد الموافق 21 يوليو إلى مساء يوم الاثنين 22 يوليو، نجحت حملة هاريس الرئاسية في جمع أكثر من 100 مليون دولار أميركي تبرعات، منها 81 مليونا خلال أول 24 ساعة فقط، وفقا لقناة "سي بي إس نيوز".

حملة هاريس ضربت كل الأرقام القياسية المسجلة في تاريخ انتخابات الرئاسة الأميركية حول التبرعات في يوم واحد فقط لتبهر نائبة الرئيس الجميع ببداية قوية، تمنحها أفضلية على كل المرشحين المحتملين الآخرين من الحزب الديمقراطي.

وكان الرئيس بايدن قد نجح في جمع ما يقرب من 195 مليون دولار، منذ 1 يناير 2021 وحتى 30 أبريل 2024، وفقا للملخص المالي للجنة الانتخابات الفيدرالية، لكن التقارير الإعلامية تشير إلى أن هاريس تخطت هذا المبلغ في 48 ساعة.

وقالت حملة هاريس إن أكثر من 888 ألف مانح ساهموا خلال أول 24 ساعة في تدفق التبرعات، من بينهم 60% ساهموا لأول مرة في الدورة الانتخابية الحالية لعام 2024، إذ لم يسبق لهم التبرع لبايدن أو ترامب.

وعلق المتحدث باسم حملة هاريس، كيفين مونور، على التدفق التاريخي للتبرعات قائلا: "هذا الإقبال يمثل بالضبط نوع الطاقة الشعبية والحماس الذي ينتهي بانتصار في الانتخابات، نحن نحظى الآن بائتلاف واسع ومتنوع، يدعمنا بقوة".

وأشار مونور إلى أن "موجة الدعم الكبيرة" لهاريس، مستمرة، مؤكدا أنه يتلقى اتصالات واستفسارات بشكل مستمر على مدار الساعة، لمعرفة كيفية المساهمة في الحملة لدعم نائبة الرئيس الأميركي ضد ترامب.

وكشف المدير المالي السابق لحملة هاريس الرئاسية عام 2020، جون هينيس، عن تلقيه أكثر من 400 رسالة نصية وبريد إلكتروني ومكالمات هاتفية من أشخاص، يقولون: "أريد جمع الأموال، أريد التبرع بالمال، كيف يمكنني المساعدة؟".

وأفادت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأميركية بتدفق الأموال بشكل مستمر في حملة هاريس، لتسجل حتى الآن 231 مليون دولار، من بينها 150 مليون دولار جاءت كدفعة واحدة من كبار المانحين، وسمتها "قنبلة المال".

ورغم ذلك تنتظر هاريس اختبارات جديدة صعبة من أجل حصد الكثير من الأموال، إذ قال جامع تبرعات مخضرم لبايدن، في حديث لشبكة "سي إن بي سي" إن نائبة الرئيس الأميركي عليها خوض انتخابات تمهيدية مصغرة قبل مؤتمر ترشحها رسميا، ليتم بدء جمع التبرعات الفعلية لها.

أظهرت السجلات الرسمية، تبرع الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، بمبالغ مالية مرتين لكاملا هاريس في وقت سابق.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترامب تبرع مرتين بمجموع 6 آلاف دولار في عامي 2011 و2013، لكامالا التي كانت تشغل منصب المدعي العام في كاليفورنيا وقتها.

ووجهت منافسة هاريس الديمقراطية، النائبة لوريتا سانشيز، اتهاما صريحا إلى كامالا وقتها، وشككت في تأثير تبرعات ترامب على تحقيقات أجرتها الولاية بشأن جامعة ترامب.

ترامب لم يكن هو المتبرع الوحيد في عائلته لهاريس، فقد كشفت السجلات أيضا عن تبرع إيفانكا ترامب، نجلة الرئيس الأسبق، بمبلغ ألفي دولار عام 2014.

ونشرت مستشارة الحزب الجمهوري المناهضة لترامب، سارة لونجويل، وثيقة تثبت تبرع ترامب بمبلغ 5000 دولار عام 2011، وعلقت ضاحكة: "أعطى ترامب الأموال للديمقراطيين خلال مسيرته المهنية".

ونفى المتحدث باسم دونالد ترامب، ستيفن تشيونغ، في تصريحات نشرتها "نيويورك تايمز" وجود أهداف سياسية للتبرعات، قائلاً: "في وقت هذه التبرعات كان ترامب رجل أعمال عالمي ويعرف كيف يلعب اللعبة ويفوز بها مع السياسيين الفاسدين أمثال كامالا هاريس، ومهمته الآن هي طرد كل هؤلاء الفاسدين من مواقعهم".

العمل على استعادة الأصوات التي نفرت من الرئيس جو بايدن وقررت عدم ترشيحه في الانتخابات المقبلة، قبل انسحابه، هو جزء رئيسي من خطة هاريس من أجل الفوز بالانتخابات.

وقالت "بي بي سي" إن هاريس ستعمل على جذب الناخبين الوسطيين في الولايات المتأرجحة الرئيسية وتنشيط القاعدة الديمقراطية التي تأرجحت في الأسابيع الماضية باتجاه اليأس.

ويشبه عمل هاريس حاليا ما يسمى "Reset" في الأجهزة الإلكترونية، أو إعادة تعيين، من أجل إقناع أولئك الذين ابتعدوا عن معسكر الديمقراطيين لرفضهم بايدن، بالتصويت لها ضد ترامب.

كما تخطط هاريس لحشد دعم الناخبين السود، الذين أكدت استطلاعات الرأي الأخيرة ابتعادهم عن بايدن، مستعينة في ذلك بائتلاف باراك أوباما الفائز في انتخابات 2008 و2012، لمساعدتها على اكتساب المزيد من الأصوات ضد ترامب في الولايات المتأرجحة.

وبسبب دفاعها عن حقوق المرأة الإنجابية، ستكون هاريس مرشحة أكثر من بايدن للحصول على أصوات النساء في الانتخابات، فضلا عن كونها ستصبح أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة، الأمر الذي سيحفز النساء لمساعدتها على تحقيق هذا الهدف غير المسبوق.

وقال عضو الكونغرس السابق عن ولاية نيويورك، ستيف إسرائيل، إن حديث هاريس عن النساء في جميع أنحاء البلاد، وضرورة حصولهن على حقوقهن، سيمنحها أفضلية.

وتمتلك هاريس، ميزة وعيبا في الوقت نفسه، يتلخصان في كونها ليست الرئيس الحالي أو الشخص المشهور للغاية الذي يعرفه الجميع ويتمتع بشعبية طاغية، الأمر الذي يجعلها مطالبة بترك "انطباع أول" جيد.

وإذا فشلت هاريس في ترك انطباع جيد خلال ظهورها الأول مع الجماهير، قد يضطر الحزب الديمقراطي للبحث عن مرشح آخر يقدمه قبل أواخر شهر أغسطس المقبل.