سياسة
.
بعد ضربة مجدل شمس، تسود حالة ترقب في جنوب لبنان، حول حجم الرد الذي تتوعد به إسرائيل حزب الله ولبنان، فرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد عاد إلى إسرائيل، الأحد 28 يوليو، بعد زيارته للولايات المتحدة الأميركية، وذلك إثر مقتل 12 إسرائيليا في ملعب كرة بضربة اتهمت إسرائيل حزب الله بتنفيذها، إلا أن الجماعة نفت ضلوعها.
أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن النقاش الحالي يدور حول 3 سيناريوهات، وهي ما إذا كان يجب الإضرار بقدرات حزب الله العسكرية، أو القضاء على كبار المسؤولين، أو ربما الانتظار وصياغة إجابة مهمة وعالية الجودة خلال الأيام المقبلة، بحسب القناة.
في غضون ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون كبار للقناة "إننا في إسرائيل نستعد لاحتمال أيام عدة من القتال في الساحة العسكرية".
وأفاد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عبدالله بو حبيب، في مقابلة تلفزيونية أن لبنان تلقى تطمينات من الدول المعنية تفيد بأن الرد الإسرائيلي سيكون محدودا وكذلك رد حزب الله
زعم المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن "القائد الميداني الذي أشرف على هذه العملية هو الناشط الميداني في الحزب المدعو علي محمد يحيى والذي يشغل منصب قائد مجمع الإطلاق في منطقة شبعا".
أكد البيت الأبيض أنه يجري مناقشات مستمرة مع الإسرائيليين واللبنانيين منذ هجوم أودى بحياة عدد من الأطفال في ملعب كرة قدم بالجولان.
ذكرت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية في بيان، الأحد، أنها أرجأت بعض رحلات العودة من مساء الأحد إلى صباح الإثنين من دون إبداء أسباب.
أفاد شهود عيان أن هناك تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، ومطار بيروت، وجنوب لبنان.
في المقابل، قال مصدران أمنيان لرويترز إن حزب الله "في حالة استنفار شديد"، الأحد.
جاء ذلك مع تصاعد التوتر عقب هجوم على هضبة الجولان المحتلة، اتهمت إسرائيل حزب الله بالمسؤولية عنه، وهو ما نفته الجماعة اللبنانية.
وذكر المصدران الأمنيان أن الجماعة بادرت بإخلاء بعض المواقع المهمة في جنوب لبنان وفي سهل البقاع شرق البلاد تحسبا لشن إسرائيل هجوما.
شارك الآلاف، الأحد، في تشييع جثامين 12 طفلا وفتى لاقوا حتفهم في هجوم بصاروخ على هضبة الجولان، فيما توعدت إسرائيل بالثأر سريعا من جماعة حزب الله.
وقصفت طائرات إسرائيلية أهدافا في جنوب لبنان، ليل السبت، لكن من المتوقع أن يكون هناك رد أقوى بعد عودة نتنياهو من زيارته للولايات المتحدة وعقده اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني.
في غضون ذلك، تجمعت عائلات لحضور جنازات قتلى الهجوم في قرية مجدل شمس في هضبة الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها، في خطوة لم تعترف بها معظم الدول.
قال رئيس المجلس المحلي لمجدل شمس في تصريحات بثها التلفزيون الإسرائيلي، دولان أبو صالح: "نحن في أوقات عصيبة، مأساة ثقيلة، يوم أسود وقع على مجدل شمس".
حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، وقائد قوة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في لبنان، الجنرال أرولدو لاثارو، من أن التصعيد "قد يشعل صراعا أوسع نطاقا من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها".
صرح وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، لرويترز، أن الحكومة اللبنانية طلبت من الولايات المتحدة حث إسرائيل على ضبط النفس.
وأضاف بوحبيب أن واشنطن طلبت من حكومة بلاده نقل رسالة إلى حزب الله لإبداء ضبط النفس أيضا.
وحذرت إيران إسرائيل، الأحد، من مغبة ما وصفته بأي مجازفة جديدة في لبنان، وذلك في بيان أصدره المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قال أثناء زيارته لموقع الضربة "سنضرب العدو بقوة".
ونددت الولايات المتحدة، التي تقود الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تهدئة الصراع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بالهجوم، ووصفته بأنه مروع لكنها لم تتهم حزب الله بشكل مباشر.
وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن الدعم الأميركي لأمن إسرائيل "قوي ولا يتزعزع"، وأن الولايات المتحدة "ستواصل دعم الجهود الرامية إلى إنهاء هذه الهجمات الرهيبة على امتداد الخط الأزرق وهو ما يجب أن يكون على رأس الأولويات". والخط الأزرق هو الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وأجبرت المناوشات عشرات الآلاف في كل من لبنان وإسرائيل على مغادرة منازلهم. وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 350 من مقاتلي حزب الله في لبنان وأكثر من 100 مدني.
وقال الجيش الإسرائيلي بعد هجوم، السبت، إن عدد القتلى بين المدنيين الذين سقطوا في هجمات حزب الله ارتفع إلى 23 منذ أكتوبر، بالإضافة إلى 17 جنديا على الأقل.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة