سياسة
.
حاكم مينيسوتا تيم والز، غير المشهور على نطاق واسع، أصبح الآن شهيرا بعد إعلان كامالا هاريس اختياره مساء الثلاثاء في منصب نائب الرئيس حال نجاحها في انتخابات نوفمبر.
وبينما يبدو الاختيار كمحاولة لتوحيد الحزب الديمقراطي قبل أسبوع حاسم من الحملات الانتخابية في ولايات رئيسية، فإن اختيار هاريس لوالز يسمح لها "باجتذاب أصوات جديدة" من الديمقراطيين الغاضبين من سياسة بايدن تجاه الحرب في غزة، حسب ما يقول جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأميركي لموقع إنترسبت.
والز، الليبرالي الرياضي، يُعرف عنه أنه صاحب قوانين مثيرة للجدل في ولايته مثل تشريع الماريغوانا لأغراض ترفيهية.. فماذا نعرف عن تاريخه المثير للجدل؟ وما يربط بين تيم والز وغزة؟ وكيف يراه الجمهوريون والديمقراطيون؟
اختيار كامالا هاريس لوالز لمنصب نائب الرئيس تعتبر خطوة استراتيجية متأثرة بالصراع الدائر في غزة، وتشير إلى تحول في نهج هاريس في السياسة الخارجية والاستجابة للمشاعر المؤيدة للفلسطينيين المتزايدة داخل الحزب الديمقراطي.
وبينما الاختيار الأقرب حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، إلا أن موقف والز كان أكثر تعاطفا مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.
في المقابل، اعتبر العديد ردود شابيرو عدوانية بخصوص احتجاجات الطلاب في الجامعات التي تدعو إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل.
وتشير هذه الخطوة إلى نية هاريس في "التحالف مع الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي"، والذي كان صريحا بشكل متزايد بشأن حقوق الفلسطينيين، وانتقاد تصرفات إسرائيل في غزة، حسب ما يوضح موقع إنترسبت.
والز هو الأكثر تسامحا بين الديمقراطيين الكبار تجاه الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، ومن خلال اختياره، تشير هاريس إلى نهج مخالف لمواقف الرئيس جو بايدن الأكثر تقليدية ويُظهِر استعدادا لمعالجة مخاوف أولئك الذين يدافعون عن تقرير المصير الفلسطيني والمساعدات الإنسانية.
ويعتقد جيمس زغبي، مؤسس المعهد العربي الأميركي، أن اختيار هاريس يعكس "تحولا استراتيجيا نحو سياسة خارجية أكثر توازنا وتعاطفا".
وعلى عكس شابيرو، الذي واجه ردود فعل عنيفة بسبب موقفه المؤيد لإسرائيل، يشير سجل والز إلى أنه سيدعم هاريس في متابعة نهج أكثر إنصافا للصراع بين إسرائيل وغزة.
ويؤكد هذا الاختيار تأثير الحرب في غزة على قرار هاريس التي تغازل الديمقراطيين الأصغر سناً الذين ينتقدون بشكل متزايد السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث في شهر مارس معارضة كبيرة للمساعدات العسكرية لإسرائيل بين الأميركيين الأصغر سنا، ودعما واسع النطاق للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
واصل والز بناء سمعته السياسية حاكما لولاية مينيسوتا منذ عام 2019، عقب 12 عاما في مجلس النواب الأميركي، فعُرف بأنه "سياسي شعبي" يمكنه إنجاز الكثير من الأمور، معتمدا على القوانين والأفكار الليبرالية وفقا لصحفية "ذا جارديان" البريطانية.
ويشير استطلاع للرأي في وقت سابق من هذا العام، إلى أن والز يتمتع بشعبية الأغلبية في مينيسوتا، إذ يوافق 55% من سكان الولاية على استمراره في منصبه.
ويتبنى والز مجموعة من القوانين المثيرة للجدل بعد انتخابات 2022 التشريعية، ومن أهمها:
وألقى والز كلمة في العام الماضي، ساهمت في حصوله على المزيد من تأييد التقدميين، عندما قال: "تظهر مينيسوتا للولايات المتحدة أنك لا تفوز بالانتخابات لجمع المال السياسي، بل تفوز لحرق رأس المال السياسي وتحسين الحياة".
ومع تسريب أنباء اختيار هاريس لوالز ليكون نائبا لها، نظم ليبراليون حملات دعم لحاكم مينيسوتا على مدار الأسبوعين الماضيين، ونشروا مقاطع فيديو قديمة لتصويره على أنه "الأب الذي تحتاجه أميركا".
وأعاد حلفاء والز كذلك نشر القرارات التي اتخذها في مينيسوتا، والتي من أهمها إقرار مشروع يوفر وجبتي إفطار وغداء مجانيتين لجميع الطلاب الذين يذهبون إلى المدارس في ولايته.
وأقر والز قانونا جديدا يلزم ولاية مينيسوتا بتوليد كل طاقتها من مصادر خالية من الكربون بحلول عام 2040، ضمن الحلول الخضراء للحفاظ على البيئة.
وفي مايو 2023 أضفى والز شرعية على تداول الماريغوانا في مينيسوتا، ووافق على مشروع قانون يسمح للأشخاص غير المسجلين بالحصول على رخصة قيادة.
وقبل العمل السياسي، حظي تيم والز بمسيرة رياضية، وعمل مدربا لكرة القدم الأميركية وحصل على أول بطولة على مستوى ولاية مينيسوتا، مع فريق مدرسة مانكاتو ويست الثانوية، وفقا لتقرير نشرته بي بي سي.
وقابلت حملة المرشح المنافس على مقعد الرئيس، دونالد ترامب، كامالا هاريس بسبب اختيار والز نائبا لها، وعددت سلبياته في حملة هجوم على القنوات والمنصات الأميركية.
وقالت المتحدثة باسم حملة ترامب، كارولين ليفات تعقيبا على قرار هاريس، في تصريحات لقناة "فوكس نيوز" الأميركية "أول قرار ضخم تتخذه كامالا مرشحةً في الانتخابات أثبت مدى ليبراليتها، والز هو أحد أكثر حكام الولايات تطرفا في أميركا".
وواصلت كارولين هجومها على اختيار هاريس، بمنشور على منصة "إكس"، أكدت خلاله أن والز يتظاهر بدعم الأميركيين في المناطق الريفية بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماما.
وانتقدت متحدثة حملة ترامب، إقرار والز عددا من القوانين بينها السماح "للمجرمين المدانين" بالتصويت في الانتخابات، واعتبرته "مهووسا بنشر أجندة كاليفورنيا الليبرالية الخطيرة على نطاق واسع".
وتوعدت كارولين بأن حملة الرئيس السابق ترامب، ستخبر كل المواطنين الأميركيين بحقيقة والز لو لم يفعل هو ذلك بنفسه، مضيفة: "تيم والز هو شخص متطرف، ليبرالي خطير، وكابوس لكل أميركي".
كشفت هاريس في بيان مساء الثلاثاء 6 أغسطس، عن اختيار تيم والز ليكون نائبا لها في الترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل.
وعلقت هاريس:"بصفته حاكما ومدربا ومعلما ومحاربا قديما، قدم خدمات رائعة للأسر العاملة مثل أسرته، سيكون من الرائع أن ينضم إلى الفريق".
ونشرت هاريس رابط موقعها لجمع التبرعات، مع عبارة "الآن نبدأ العمل، انضم لنا"، أملا في أن يجذب والز المزيد من المتبرعين الداعمين لترشحها ضد ترامب.
ورد والز عبر حسابه على منصة "إكس" على منشور هاريس قائلا: "إنه لشرف عظيم أن أنضم إلى هاريس في حملتها، أنا معكم بكل قوتي".
وأضاف والز: "هاريس تظهر لنا سياسة ما هو ممكن، وهذا يذكرني قليلا باليوم الأول في المدرسة، فلنعمل على إنجاز هذا الأمر أيها الرفاق، انضموا إلينا".
وسيظهر والز لأول مرة جنبا إلى جنب مع هاريس في تجمع انتخابي حاشد مساء اليوم الثلاثاء في فيلادلفيا، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
جذب اختيار هاريس لحاكم مينيسوتا، الناخبين الليبراليين، حتى وإن كان والز غير معروف نسبيا في الولايات المتحدة بالكامل، لكن سيرته الذاتية وسجل إنجازاته في الولاية التي حكمها على مدار 5 سنوات قد يكون كافيا لإقناع هذا التيار من الناخبين.
بالإضافة إلى ذلك ستحصل هاريس على دعم متوقع من مؤيدي والز في ولاية مينيسوتا التي تشهد منافسة قوية بين الجمهوريين والديمقراطيين في كل استحقاق انتخابي، رغم فوز الديمقراطيين بالنسبة الأكبر دائما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ووفقا لموقع 270 تو وين الذي يؤرخ نتائج الانتخابات الأميركية، لم تصوت مينيسوتا للجمهوريين منذ الفوز الساحق للرئيس نيكسون عام 1972، ومنذ ذلك الحين يفوز مرشح الحزب الديمقراطي بالانتخابات كأطول سلسلة من الفوز المتتالي في الانتخابات الرئاسية.
وشهدت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في عام 2020 تصويت مينيسوتا بنسبة 52.4% للديمقراطيين وبايدن، مقابل 45.3% للجمهوريين وترامب.
ويعلق أستاذ العلوم السياسية في جامعة تكساس، جيمس ريدلسبرغر، على تصويت ولاية مينيسوتا للون الأحمر، في تصريحات لموقع يو إس إيه توداي قائلا: "مينيسوتا ولاية آمنة للديمقراطيين، لكنها شهدت منافسة قوية خلال الانتخابات القليلة الماضية".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة