سياسة
.
ظن رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب، أن أزمة مبنى الكابيتول الشهيرة في يناير 2021 عقب خسارته الانتخابات أمام الرئيس الحالي جو بايدن، انتهت، لكنه فوجئ بعودتها على السطح من جديد في 2024.
مرشح الحزب الجمهوري، وجد نفسه في مواجهة جديدة مع شرطة الكابيتول، ولكن هذه المرة في الانتخابات الرئاسية، وليس بسبب أنصاره.
شرطة الكابيتول نظمت مؤخرا تجمعا لدعم كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات ضد دونالد ترامب.
فما قصة "الثأر القديم" بين ترامب وشرطة الكابيتول؟
كشف ضابط شرطة الكابيتول السابق، هاري دان، عن مشاركة الضباط الذين دافعوا عن المبنى الأميركي العريق خلال ما أسماه "تمرد 6 يناير 2021"، في الحملة الانتخابية لنائبة الرئيس كامالا هاريس.
وقال دان في تصريحات لموقع أكسيوس الأميركي إن ترامب هو "أكبر تهديد للديمقراطية الأميركية"، مشيرا إلى أنه سيدعم هاريس من أجل الوقوف ضده.
ووفقا لحملة هاريس، فإن هاري، وضابط شرطة العاصمة دانييل داني هودجز انضما إليهم في ميشيغان يوم الجمعة، في لقاء مع مسؤولين وناخبين وقادة مجتمع وغيرهم من المؤثرين.
وأفادت حملة هاريس بأن ضباط شرطة الكابيتول، سيؤكدون للناخبين مدى خطورة فوز ترامب بولاية ثانية، والتأثير السلبي الذي سيعود على "الديمقراطية الأميركية" إذا فاز بالانتخابات وعاد إلى البيت الأبيض.
وتحاول حملة هاريس استغلال وقوف الضباط ضد ترامب، إذ أعلنت تنظيم جولات انتخابية بمشاركتهم في ولايات كارولينا وجورجيا في "المستقبل القريب"، دون تحديد الموعد، مع إمكانية انضمام الضابط السابق في الكابيتول، أكويلينو جونيل إلى الحملة لاحقا.
وقال دان الذي رُشح على مقعد في الكونغرس بالانتخابات التمهيدية الديمقراطية في ماريلاند في وقت سابق من العام الجاري، إن الشرطة مرت بتجربة مروعة في الدفاع عن الكابيتول في يناير 2021 بسبب تصرفات ترامب.
وأتم: "ترامب استعرض خطر فوزه بالانتخابات بقوله إنه سيكون ديكتاتورا منذ اليوم الأول، وبما أنه كذلك، فسأكون في الاتجاه المعاكس من أجل الرد عليه".
شهد صباح يوم السادس من يناير في العام 2021، واحدة من أضخم الأزمات التي مرت بها الولايات المتحدة في تاريخها، عندما تجمهر آلاف المحتجين من مؤيدي دونالد ترامب أمام مبنى الكابيتول من أجل اقتحام جلسة مجلسي النواب والشيوخ المشتركة لإعلان فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.
وبدأت القصة بتغريدة على موقع "تويتر" آنذاك، "إكس" حاليا، للرئيس الأميركي السابق، ترامب، تتضمن اتهامات بتزوير الانتخابات قبل تجمع انتخابي له في العاصمة واشنطن.
وأعلن أعضاء حركة "براود بوي" اليمينية، التوجه إلى مبنى الكابيتول قبيل إعلان نتيجة الانتخابات، وأعلنوا وقتها أنهم في مهمة "استعادة أميركا"، وبعدها بدقائق كان ترامب يلقي خطابا أمام أنصاره في واشنطن ويطالبهم بالتوجه إلى الكابيتول.
ووثقت "بي بي سي" أحداث اليوم الأميركي التاريخي، إذ توجهت حشود أنصار ترامب بالآلاف إلى حواجز الشرطة وتجاوزوا الضباط الذين كان عددهم ضئيلا للغاية مقارنة بالمحتجين، لتفشل عملية الاحتواء.
ورفع أنصار ترامب الأعلام المؤيدة لرئيسهم، وكشف بعضهم عن حيازة أسلحة، تحت شعار "قاتلوا من أجل ترامب"، الذي أعلنه رجل يقف على مشنقة اعتبارية، ومع تصديق رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي على نتيجة الانتخابات، قال ترامب: "نحن نقاتل بشراسة، وإلا لن يكون لدينا دولة بعد الآن، لنسير في شارع بنسلفانيا".
وتطورت الأحداث بشدة، وأصدرت شرطة الكابيتول تحذيرا لأنصار ترامب بالابتعاد وإخلاء المكان فورا وسط أعمال شغب ومحاولات اقتحام مستمرة، ورد المتظاهرون بالاندفاع نحو الشرطة ونجحوا في اختراق النوافذ وتسللوا إلى الداخل بطرق مختلفة.
وتحول الأمر إلى معركة ومطاردات بين شرطة الكابيتول وأنصار ترامب، ونجحت عمليات إجلاء بيلوسي خارج المبنى نظرا لكونها مستهدفة من المسلحين، واختبأ آخرون من أعضاء النواب والشيوخ أسفل الطاولات أو الهروب من المبنى.
ومثل مشهد سينمائي، أرسل عضو الكونغرس الديمقراطي إريك سوالويل في وقت اقتحام المسلحين مبنى الكابيتول رسالة وداع نصية إلى زوجته قال فيها: "أحبك وأحب الأطفال، من فضلك احتضنيهم لأجلي"، لكن هتافات المقتحمين "أين أنتي يا نانسي؟"، كانت أعلى من كل شيء، إذ كانوا يبحثون عن بيلوسي للفتك بها لولا تدخل الشرطة.
وتدخل ترامب بتغريدة جديدة ليطالب أنصاره في مبنى الكابيتول بالمغادرة من أجل السلام وتجنب العنف، في وقت أعلنت خلاله الشرطة عن مقتل "آشلي بابيت"، بينما كان الرئيس الأميركي السابق يقول عن المحتجين "الوطنيون العظماء"، لينتهي اللون متشحا بالسواد.
في آخر تحديث لمكتب المدعي العام للولايات المتحدة الأميركية بمقاطعة كولومبيا، بتاريخ 6 مايو 2024، تم الإعلان عن مواصلة الحكومة التحقيق في الخسائر التي نتجت عن اقتحام الكابيتول، رغم مرور أكثر من 3 سنوات على الأزمة.
وذكرت التقارير أن الخسائر المالية بلغت 2 مليون و881 ألف دولار، وهي عبارة عن حصيلة للأضرار لتي لحقت بالمبنى وقاعاته ومنشآته وأراضيه المحيطة، وبعض الخسائر التي تكبدتها شرطة الكابيتول.
وكشف مكتب المدعي العام، عن تأكيد وزارة العدل الأميركية ضرورة محاسبة كل من ارتكب جريمة اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، وإثارة الشغب والذعر بين المواطنين.
وتشير أحدث إحصائية إلى أن عدد المقبوض عليهم حتى الآن من مقتحمي الكابيتول، وصل إلى 1424، من جميع الولايات الخمسين تقريبا ومنطقة كولومبيا، من بينهم 510 أشخاص يواجهون تهما بالاعتداء على ضباط أو موظفين أو مقاومتهم وإعاقتهم، من بينهم 133 فردا اتهموا باستخدام أسلحة نارية أو خطيرة.
وكشف إحصاء مكتب المدعي العام عن اقتحام الكابيتول أنه شهد الاعتداء على 140 ضابط شرطة بشكل مباشر، من بينهم 80 ضابطا في مبنى الكابيتول، ونحو 60 من شرطة العاصمة واشنطن.
وخلال فترة السنوات الثلاث التي أعقبت الحادثة، حوكم حتى الآن ما يقرب من 884 متهما، تلقوا أحكاما على أنشطتهم الإجرامية في 6 يناير، من بينهم 541 عوقبوا بالسجن، و172 بالحبس المنزلي.
أما ترامب نفسه، فقد قررت المحكمة الفيدرالية أنه غير مدان في أحداث اقتحام الكابيتول، بعد أن أعلن مرارا وتكرارا أنه لم يوجه دعوة لإثارة الشغب والفوضى في العاصمة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة