كيف يصنع ترامب عداوات داخل حزبه؟

على منصة المؤتمر الوطني الديمقراطي، كشف النائب السابق لحاكم ولاية جورجيا، جيف دانكن عن دوافعه لتأييد هاريس والتخلي عن ترامب.

قبل 4 أعوام، حاول ترامب قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية دانكن، ما سبّب أزمات ونزاع قضائي مستمر إلى الآن.

وقال دانكن: "سأكون واضحا أمام أصدقائي الجمهوريين الذين يشاهدونني في منزلهم، التصويت لكامالا هاريس في العام 2024، لن يجعل منكم ديمقراطيين، بل وطنيين".

وأضاف أنه يخاطب ملايين الجمهوريين والناخبين المستقلين "الذين سئموا من اضطرارهم لإيجاد أعذار" على تصريحات دونالد ترامب وتصرفاته. ورأى جيف دانكن، أن الرئيس السابق الذي أُدين جنائيا، كما خضع مرتين لإجراءات عزل، يشكل "تهديدا مباشرا للديمقراطية".

وقال: "في الآونة الأخيرة، بات حزبنا أشبه بطائفة، طائفة تبجّل مجرما".

لم يكن جيف دانكن، المدعو الوحيد من قبل الديمقراطيين الذين يسعون إلى حشد جمهوريين ومستقلين لهذه الانتخابات التي من المتوقع أن تكون نتائجها متقاربة للغاية. فظهرت أيضا المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض أثناء عهد دونالد ترامب، ستيفاني غريشام، ووصفت رئيسها السابق بأنه كاذب "بلا تعاطف ولا أخلاق ولا إخلاص للحقيقة".

وقالت: "رأيته عندما لا يكون أمام الكاميرات. في الكواليس، ترامب يسخر من مناصريه الذين يصفهم برجال الكهف".

وتروي غريشام التي أصبحت متحدثة باسم السيدة الأولى، ميلانيا ترامب، خلال الفترة المتبقية من ولاية زوجها، كيف تحولت من "مؤيّدة متحمسة" لترامب إلى مستشارة مستقيلة بعد اقتحام حشد من الجمهوريين لمبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021.

وقالت للديمقراطيين الحاضرين في المؤتمر: "في ذلك اليوم، سألت ميلانيا إذا كان بإمكاني على الأقل أن أنشر تغريدة أقول فيها: إن الاحتجاج السلمي حق لجميع الأميركيين، إلا أنه لا مكان لانتهاك القانون وللعنف".

وأضافت: "أجابتني بكلمة واحدة: لا".

خارج المؤتمر أيضا، هناك من لا يفضل ترامب، ومن بين هؤلاء القاضي المخضرم، ج. مايكل لوتيغ، وهو باحث قانوني محافظ بارز، أعلن في أغسطس رسميا تأييده لنائبة الرئيس هاريس، وسوف تكون تلك أول مرة يصوت فيها لوتيغ لصالح الديمقراطيين.

وفي العام 2020 كان للوتيغ دورا في إقناع نائب الرئيس آنذاك، مايك بنس، بتحدي ترامب، والتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية رغم رفض الأخير. وبحسب شبكة سي إن إن، كتب القاضي حينها سلسلة من التغريدات التي وضح من خلالها الأسباب القانونية خلف رفض بنس محاولة إلغاء نتائج الانتخابات.

من وجهة نظر القاضي المحافظ، يجب وضع الاختلافات الحزبية جانبا خلال هذه الانتخابات، فقط لمنع الرئيس السابق من الوصول للبيت الأبيض، حيث وصفه بـ"غير المناسب على الإطلاق".

وفي بيانه الذي أعلن خلاله رسميا تأييد هاريس، قال لوتيغ، إنه في الانتخابات الرئاسية الحالية، هناك "حزب سياسي واحد"، "مرشح واحد للرئاسة" يمكنه أن يطالب بصفة المدافع والحامي للديمقراطية الأميركية، والدستور وسيادة القانون.

وأضاف: "نتيجة لهذا، سوف أصوت للمرشحة الديمقراطية دون تردد".

هناك شخص آخر عزم على ألا يمنح ترامب صوته في الانتخابات المقبلة، مايك بنس، نائب ترامب السابق، الذي انشق عنه وخالفه بعد أحداث الهجوم على كابيتول هيل في يناير من العام 2021، وما تضمنته المرحلة من محاولات انقلاب على نتائج الانتخابات.

غير أن الخلاف بين بنس ورئيسه السابق لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أن بنس، قدم شهادة أمام هيئة محلفين اتحادية كبرى بشأن تداعيات الانتخابات وسلوك ترامب خلال تلك الفترة. وفي فترة لاحقة، حاول المنافسة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري إلا أنه خرج من السباق بشكل مبكر.

ولكن بالرغم من أن بنس لن يضع اسم ترامب في بطاقة الاقتراع، إلا أنه أوضح في تصريحات سابقة بحسب صحيفة الغارديان، أنه لن يمنح صوته في الوقت ذاته لجو بايدن، مؤكدا: "لن أصوت أبدا لجو بايدن، أنا جمهوري". كان ذلك قبل أن يتخلى بايدن شخصيا عن السباق، وتُصبح كاملا هاريس هي الوجه الديمقراطي.

إلا أن الوفاء للحزب الجمهوري، ربما ليس السبب الوحيد الذي يدفع الشخصيات الجمهورية البارزة والمعارضة لترامب إلى عدم التصويت له، أو للمرشح الديمقراطي في الوقت ذاته.

يقول عضو الكونغرس الجمهوري السابق، جو والش، إن ذلك التصرف "جبان" وينم عن رغبة تلك الشخصيات في أن تبقى على صلة بجموع الجمهوريين، فقط من أجل الفوز بفرصة ترشح أخرى.

إلا أن المجاهرة بمعارضة ترامب بشكل عام في الحزب الجمهوري، قد تكون مقامرة مكلفة، ففي أعقاب حصول الرئيس السابق على إدانة في قضية دفع الأموال لممثلة الأفلام الإباحية، شارك السياسي الجمهوري لاري هوغان، منشور على منصات التواصل الاجتماعي دعا خلالها لاحترام الحكم القضائي والعملية القانونية.

هوغان كان يبدأ حملة للترشح لمقعد شاغر في مجلس الشيوخ بولاية ماريلاند بحسب هيئة الإذاعة البريطانية، إلا أن مسؤولا كبيرا في حملة ترامب رد على تصريح هوغان قائلا: "لقد أنهيت للتو حملتك".