"فرانكنشتاين هاريس".. سباق مع الوقت لتجاوز الأزمة

تسير حملة هاريس في طريق تغلفه المخاوف حول حدوث خلافات ضخمة يصعب السيطرة عليها قبل الانتخابات الأميركية في الخامس من نوفمبر المُقبل.

فريق هاريس بات أضخم من أن تتم إدارته بسهولة، ووصفه موقع "أكسيوس" الأميركي بأنه أصبح مثل فرانكنشتاين (الوحش بحسب رواية الكاتبة الإنجليزية ماري شيل) به الكثير من الأجزاء غير المتناسقة.

وتضم الحملة حاليا أعضاء تتعاون معهم هاريس بشكل أساسي، بالإضافة إلى مستشاري جو بايدن الكبار الذين اتخذوا قرارات ضخمة قبل انسحابه من الانتخابات، ومستشاري الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وقال 6 أشخاص عملوا في حملة هاريس إن القلق الرئيسي في الحملة، يكمن في ظهور الخلافات على السطح أمام الإعلام والجمهور في مرحلة "العثرات الحتمية" المقبلة.

وصرح أحد أعضاء حملة هاريس قائلا: "هناك تشابك بين كيانات مختلفة بداخل الحملة، الأمر الذي جعل العديد من الأشخاص بلا دور حقيقي، أو لا يشعر بالوضوح حول الدور الذي يلعبه".

وقال آخر إن حملة نائبة الرئيس الأميركي يسودها الارتباك الداخلي، والسؤال الأبرز دائما هو "من المسؤول؟" ويتكرر في كثير من الأحيان بلا إجابات واضحة.

بينما قلل عضو آخر في الحملة من تأثير الخلافات الداخلية، مؤكدا أنها عبارة عن "اندفاعات مجنونة، إذ تتصادم الأشياء أحيانا، لكن الأمر ليس بالخطير".

ويأمل أحد المشاركين في الحملة أن يسبق الزمن الخلافات، وتكون الانتخابات التي تأتي بعد 65 يوما أسرع من تفاقم الخلافات الكبرى بين أعضاء الحملة.

ويعتقد كبار المسؤولين في حملة هاريس أن الخلافات يمكن تقبلها، ما دام الفريق بالكامل يثق في القدرة على تحقيق الفوز في النهاية، وهذا يجعل الجميع يتجاوز عثرات الطريق الصعبة.

أبقت هاريس في البداية على معظم فريق حملة بايدن الانتخابية، قبل أن يغادر أهم شخص فيها، مايك دونيلون، الذي عاد إلى عمله مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.

وجلبت هاريس الكثير من مساعديها البارزين الذين عملوا في حملة إعادة انتخاب الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2012، لينضموا إلى كبار المسؤولين في حملة بايدن.

وفي وقت قصير للغاية، أعادت هاريس تشكيل الحملة أثناء العمل السريع والخطوات المتلاحقة، في سباق مع الزمن لتحقيق الهدف المنشود في انتخابات نوفمبر المقبل.

ويعد محامي الانتخابات البارز، مارك إلياس، إحدى أبرز الصفقات التي أبرمتها هاريس في حملتها ضمن محاولاتها لتقوية فريق عملها بعناصر تمكنها من الفوز.

وتركت هاريس كبار مستشاري بايدن وأوباما، وأسندت مهمة اختيار نائب الرئيس في حملتها لمارك إلياس، وانتهى بحثه باختيار حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز مرشحا للمنصب.

ولم تكن تغييرات هاريس في أعضاء الحملة فقط، فقد أجرت تعديلات على رسائل الحملة وأهدافها، وحولتها للتركيز على "الحرية والمستقبل"، بدلا من التركيز على "الديمقراطية" التي تبناها بايدن في حملته.

وواجهت التغييرات ترحيبا من مساعدي بايدن السابقين في الحملة، الذين يعتقدون أن هاريس باتت الآن أقرب للفوز بالانتخابات مقارنة بجو بايدن المنسحب من السباق.

يكثف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مساعيه للنيل من حملة منافسته، هاريس، حتى يستعيد الزخم الذي فقده بعد انسحاب بايدن ودخول نائبته بدلا منه.

وذكرت صحيفة "ذا غارديان" أن أعضاء حملة ترامب لا يجدون طريقة لإيقاف تقدم حملة هاريس، إلا عن طريق المناظرة، إذ بات عمل الحملة متوقفا تقريبا، وتنتقل المباراة بين المرشحين أمام الجمهور إلى الشاشات.

وتسعى حملة ترامب لأن يحقق دونالد فوزا كاسحا على هاريس في المناظرة المقرر لها العاشر من سبتمبر، حتى يتوقف التقدم المستمر لحملة كامالا على مستوى التبرعات واكتساب ثقة الناخبين.

ويشعر ترامب وأعضاء حملته بالقلق بعد أن نجحت حملة هاريس في قلب التوقعات السلبية للرئيس جو بايدن، إلى إيجابية، والنمو المستمر في الاستطلاعات الأخيرة.

وتثق حملة ترامب في قدرة الرئيس الأميركي السابق خلال المناظرة من خلال خبراته في مثل هذه المواقف، على تدمير كل المكاسب التي حققتها حملة هاريس، والدفاع عن نفسه ضد الاتهامات التي نُشرت ضده من مساعدي كامالا.