رئاسيات الجزائر بين صوتين.. التمديد أم التجديد؟

بعد الفوز بكأس الأمم الأفريقية عام 2019، لا يوجد أي تقدُّم ملموس خلال 5 سنوات، بحسب ما يرى عبدالنور بن خروف، وهو حلاّق يبلغ 20 عاما، لوكالة "فرانس برس".

الأمر نفسه، يتشاركه كريم بلجودي (19 عاما)، إذ يرى أن الروتين نفسه دون أي تغيير، "بصراحة، خلال السنوات الخمسة الماضية، لم نشهد أي تقدّم أو تطوّر في البلاد. لم يتغيّر شيء في وضعنا. منذ عام 2019، نعيش الروتين نفسه. عاما بعد عام، تمرّ السنوات من دون أن نتمكّن من تحقيق شيء يذكر".

ووعد عبدالمجيد تبون، الذي يعوّل كثيرا على تصويت الشباب، في تجمّع قبل الانتخابات في وهران، الواقعة غربي البلاد، بتوفير 450 ألف وظيفة جديدة وزيادة منحة البطالة، وهي إعانة شهرية اُستحدثت في العام 2022، لمن تتراوح أعمارهم بين 19 و40 عاما، من 15 ألف دينار إلى 20 ألف دينار (135 دولارا)، لتتساوى مع الحد الأدنى للأجور.

لكن بالنسبة إلى فؤاد الإبراهيمي، وهو رسّام يبلغ 22 عاما، فإن الشباب يريدون "وظائف، لأن هذه الإعانة غير دائمة".

وكغيرها من الإعانات الاجتماعية، يتمّ تمويلها من المكاسب غير المتوقّعة من الغاز الطبيعي، الذي تعدّ البلاد أكبر مصدّر له في أفريقيا، وارتفع تصديره منذ الحرب في أوكرانيا في العام 2022.

بالنسبة إلى هذا الرسّام الشاب، فإنه "لا يوجد تقدّم حقيقي في أي ميدان. يمكن القول إن الرئيس تبون أعاد البلد جزئيا للوقوف على قدميه، لكن كل ما يفعله هو مواصلة ما تبقّى من المشروعات السابقة".

رغم تعطّله عن العمل، فإنّ سامي رحماني (39 عاما) "راضٍ عن السنوات الخمس الماضية"، لأن تبون بذل جهدا حقيقيا من وجهة نظره.

ويشير رحماني، من أمام مكتب انتخابي لتبون، إلى أنه "سيبذل خلال السنوات المقبلة، المزيد من الجهد، وسيُقدّم الدعم للشباب المهمَّش، لأننا نرى شبابا يحملون شهادات ولا يجدون عملا".

ويضطر بعض أصحاب الشهادات العليا إلى العمل في وظائف بسيطة ودون تأمين في قطاعات مثل توصيل الطلبات ونقل الأشخاص والبيع في الشارع.

ويعتقد إسحاق الشاذلي، وهو طالب يبلغ 21 عاما، أن الولاية الأولى لتبون "تزامنت مع فترة كوفيد-19، لذلك لم يتمكّن الرئيس من إنهاء المشروعات التي بدأها. إنه يحتاج إلى مزيدٍ من الوقت، وسنرى ما إذا كان سيفي بوعوده حقا أم لا".

عبدالمجيد تبون، عيَّنه الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة، بعد انتخابه في عام 1999، وزيرا بحقائب مختلفة حتى عام 2002، ثمّ عودته في 2012 إلى الحكومة، ثم رئيسا للوزراء عام 2017.

ويدخل عبدالمجيد تبون انتخابات السبت، بثوب الفائز بولاية ثانية من 5 سنوات، في مقابل المرشّح الإسلامي عبدالعالي حساني شريف، والمرشّح الاشتراكي يوسف أوشيش.

ورغم إعلانه دخوله السباق الرئاسي ـ"مرشحا حرا"، فإنّه يلقى دعم الأحزاب الرئيسية في البرلمان، بينها حزب جبهة التحرير الوطني.