"ديانة" زوج هاريس تطاردها وسط المسلمين.. من المستفيد؟

تبدو نبرة مقاطع الفيديو الإعلانية حماسية، إذ يعلن أحدها بفخر عن احتمالية كون دوغ إمهوف، زوج نائب الرئيس كامالا هاريس، سيكون أول زوج يهودي لرئيسة في تاريخ أميركا، بينما يظهر على الشاشة علم إسرائيل.

في تلك المقاطع الإعلانية، يظهر إمهوف أيضا أثناء وجوده بمزارات يهودية، وأثناء إشعاله شمعة "حانوكا" في إحدى المناسبات.

ومنذ الـ5 من سبتمبر، نُشرت 6 إعلانات على هذه الشاكلة، بينها 3 إعلانات تتحدث بشكل مباشر عن ديانة زوج نائب الرئيس، بينما تركز الإعلانات الثلاثة الأخرى، على مدى تأييد هاريس نفسها لإسرائيل.

وفي أحد المقاطع، يقول التعليق الصوتي إن هاريس و إمهوف "يصنعان التاريخ لأنهما يقفان مع ما هو صحيح، ويدعمان إسرائيل".

ولكن حسب النطاق الجغرافي، لا يبدو أن تلك الإعلانات موجهة للناخبين اليهود، إذ تشير صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن تلك الإعلانات تظهر فقط لمستخدمي يوتيوب من ولاية ميشيغان، وفي مناطق تشتهر بكونها موطن العديد من الناخبين المسلمين أو ذوي الأصول العربية.

وإذا بدت هذه الإعلانات وكأنها تعمل ضد هاريس، وليس لصالحها، فربما لا تكون تلك مصادفة، إذ أن سلسلة الإعلانات المقصودة، تم بثها بواسطة لجنة عمل سياسي أميركية يُطلق علها Future Coalition أو الائتلاف المستقبلي، والتي نشرت إعلانات علي منصات تواصل اجتماعي أخرى، تركز على تأييد هاريس لإسرائيل، بحسب الصحيفة الأميركية.

وتشير سجلات لجنة الانتخابات الفيدرالية إلى أن اللجنة تشكلت في يوليو الماضي، وتُظهر البيانات أن أمين صندوقها يُدعى راي زابورني، ويُعتقد أنه مستشار سياسي جمهوري من ولاية بنسلفانيا، ومؤسس شركة إعلامية تعمل تحت اسم "ريد مافريك ميديا".

ميشيغان إحدى ولايات "حزام الصدأ" التي أدى الركود الاقتصادي إلى مغادرة الكثير من أبنائها سبعينات القرن الماضي، لكنها ليست خاوية بأي حال، إذ أن الاضطرابات في الشرق الأوسط دفعت العديد من الجاليات العربية من لبنان والعراق وفلسطين وغيرها، للهجرة إليها، حتى أن إحدى مدنها وهي ديربورن، أصبحت مركزا ثقافيا للأميركيين ذوي الأصول العربية، و تضم أيضا "المركز الإسلامي في أميركا"، وهو أكبر مسجد في البلاد، وهي معروفة باسم "فلسطين الصغرى".

إلا أن إدارة بايدن، بتعاملها مع حرب غزة على مدار 11 شهر، استطاعت أن تثير غضب أبناء الولاية، الذين تحولوا للعدائية الشديدة تجاه بايدن، ولكن مع تغيير الوجوه بعد انسحاب الرئيس من السباق في يوليو الماضي، بات لدى هؤلاء الناخبين قابلية للاستماع لما يمكن أن تطرحه أمامهم هاريس من مواقف مختلفة، تعيدهم إلى البطاقة الديمقراطية.

في واقع الأمر، لا غرابة في مشاهدة إمهوف وهو يشعل أضواء الحانوكا، إذ أن زوج نائب الرئيس، بات يوصف بأنه "حلقة الوصل" بين الإدارة الأميركية والمجتمع اليهودي، بحسب وكالة أسوشيتد برس، كما أنه صوت بارز في محاولات مكافحة معاداة السامية، خاصة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر واشتعال الحرب في غزة.

فمع وصول زوجته لمنصب نائب الرئيس، تخلى إمهوف عن مسيرته القانونية، وبدأ يعمل على مكافحة ما يصفه بـ"وباء الكراهية"، ووطدت علاقته مع قادة الطائفة اليهودية الأميركية عن طريق اللقاءات، والتردد على المزارات اليهودية، كما أنه ساعد في إطلاق الاستراتيجية الأميركية الوطنية لمكافحة معاداة السامية، بحسب موقع ذا جويش كرونيكل.

ويبدو أن قادة الطائفة اليهودية يشعرون بالفخر تجاهه أيضا، ومن بين هؤلاء الرئيسة التنفيذية للمجلس الوطني للنساء اليهوديات شيلا كاتز، التي أكدت في تصريحات، أن الكثيرين لا يدركون على الفور أهمية وجود يهودي في هذا الدور، مضيفة: "هذه الأماكن لم تكن أماكننا من قبل، وما يفعله إمهوف، هو أمر لم نختبره من قبل".