سلاح الغرب أم خطة ترامب.. كيف تنتهي حرب أوكرانيا؟

في الوقت الذي يتعامل فيه الحزب الديمقراطي مع الحرب في أوكرانيا، بتوفير القوة والعتاد العسكري، يميل الحزب الجمهوري الذي يمثله المرشح ترامب إلى المفاوضات.

لم يكشف الرئيس السابق ترامب عن خطته لإنهاء الحرب في أوكرانيا قط، إذ اقتصر الأمر على تصريحات بأنه يستطيع الوصول إلى حل خلال 24 ساعة، وبمجرد مكالمة هاتفية مع بوتين وزيلينسكي.

جيمس ديفيد فانس، السيناتور اليميني من ولاية أوهايو والمرشح لمنصب نائب الرئيس، أفصح لأول مرة عن جزءٍ من خطة ترامب، خلال مقابلة مع شون ريان، مذيع برنامج بودكاست وجندي سابق في البحرية الأميركية.

خلال الحوار، قال فانس: "أعتقد أن ما يبدو عليه الأمر أن يجلس ترامب ويقول للروس والأوكرانيين والأوروبيين: أنتم يا رفاق بحاجة إلى معرفة شيء. كيف تبدو التسوية السلمية؟"، مشيرا إلى أن "ما يبدو عليه الأمر على الأرجح هو الخط الحالي لترسيم الحدود بين روسيا وأوكرانيا، الذي يصبح بمثابة منطقة منزوعة السلاح".

ولم يحدّد فانس من سيسيطر على "المنطقة منزوعة السلاح"، لكنه قال إن "خط الترسيم الحالي" سيبقى كما هو، مما يعني أن أوكرانيا لن تستعيد أراضيها. وأضاف أنه لتتمتّع أوكرانيا باستقلالها، لا بد من تخليها عن مشروع الانضمام لحلف الناتو والمحافظة على حيادها.

وتختلف خطة ترامب عن سياسة بايدن العسكرية التي تركّز على تقديم المساعدات العسكرية، جنبا إلى جنبٍ مع أوروبا وحلفاء آخرين، لمساعدة أوكرانيا على صدّ روسيا، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

تسعى أوكرانيا للحصول على موافقة غربية لاستعمال صواريخ "ستورم شادو"، بعيدة المدى، والقادرة على ضرب أهدافٍ في عمق الأراضي الروسية، على بعد يصل إلى 250 كيلومترا، من موقع الإطلاق، وفقا لصحيفة الغارديان.

طُوِّرت صواريخ "ستورم شادو"، من خلال تعاون بين بريطانيا وفرنسا، وصُنِّعت من خلال مشروع مشترك يضم أيضا إيطاليا، مع مكونات تزود بها الولايات المتحدة. لذلك، يتعيّن على هذه الدول الـ4 الموافقة على أي تغيير في شروط استخدامها، حتى وإن لم تكن هي الموردة المباشرة للصواريخ.

كما تسعى أوكرانيا للحصول على موافقة استعمال نظام صواريخ أرض-أرض، "أتاكمز إم جي إم-140"، الأميركية الصنع، والذي بإمكانه ضرب أهداف على بعد نحو 300 كيلومتر.

الصواريخ التي تطمح أوكرانيا لاستعمالها هي صواريخ قوية، بما يكفي لاختراق المخابئ ومخازن الذخيرة وإلحاق أضرار بالمطارات ومستودعات ومراكز اتصالات وحظائر صيانة و16 قاعدة جوية، وما يقرب من 250 قاعدة عسكرية على طول خط الحدود الروسية-الأوكرانية، حددها معهد دراسة الحرب في خريطة تفاعلية.

ولتجنب هجمات الطائرات بدون طيار، نقل الروس بالفعل جزءا كبيرا من أسطولهم الجوي خارج هذه المنطقة "المعرّضة للخطر".

ويشكّل نقل القوات والقواعد الروسية على بعد مئات الكيلومترات من الحدود "تحديات كبيرة للخدمات اللوجستية الروسية"، وفقا لما أشار إليه تقرير معهد دراسة الحرب.

وفي هذا السياق، قال الرئيس الأوكراني إن الغرب "خائف" للغاية من إثارة احتمال إسقاط الصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية التي تستهدف أوكرانيا، على الرغم من أنه يساعد إسرائيل في القيام بذلك.

وتابع زيلينسكي، في مؤتمر في كييف: "إذا كان الحلفاء يسقطون بشكل مشترك الصواريخ والطائرات المسيرة في مواقع بالشرق الأوسط، فلماذا لا يوجد قرار مماثل لإسقاط الصواريخ الروسية والمسيّرات شاهد (الإيرانية) بشكل مشترك في سماء أوكرانيا؟"، مضيفا "إنهم يخشون حتى أن يقولوا: نحن نعمل على ذلك".

يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الجمعة 13 سبتمبر، لمناقشة طلب كييف تخفيف القواعد المتعلقة بإطلاق الأسلحة الغربية على روسيا، وفقا لما ذكرته صحيفتي الغارديان ونيويورك تايمز.

دان صباغ، محرر شؤون الدفاع والأمن في صحيفة "الغارديان"، قال إنه لن يكون هناك مؤتمر صحافي بعد لقاء بايدن وستارمر، ولن يُعلَن أي تغيير في كيفية استخدام صواريخ "ستورم شادو".

وقال دان صباغ، قبل وقت قصير من انضمامه إلى رحلة لواشنطن مع ستارمر ووزير الخارجية ديفيد لامي: "لقد وُصِف اللقاء على أنه مناقشة استراتيجية واسعة النطاق. ومن المرجَّح أن أول علامة واضحة على أي تغيير هو صوت انفجار عالٍ".

في المقابل، تفيد صحيفة "فاينانشال تايمز" بأن إدارة بايدن منقسمة بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام نظام الصواريخ التكتيكي، الأميركي الصنع، مع انفتاح وزارة الخارجية على طلب كييف، في حين أبدى البنتاغون تردده وكذلك وكالات الاستخبارات.

لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، قال للصحافيين، إنه "لا توجد تغييرات في رؤيتنا بشأن تزويد أوكرانيا بقدرات هجومية بعيدة المدى لاستخدامها داخل روسيا".

وأضاف كيربي: "لا أتوقع أي إعلان كبير في ذلك الصدد" من مناقشات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الجمعة.

في الوقت الذي تُلوّح فيه الدول الغربية باحتمال السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي، باستخدام أسلحة أميركية وأوروبية، سارَع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 12 سبتمبر، إلى التحذير من أن أي "مشاركة مباشرة" من قبل العواصم الغربية ستُعد حربا مع روسيا.

وأضاف بوتين أن استخدام الأسلحة الغربية يعتمد على بيانات الأقمار الاصطناعية التي يوفِّرها حلف شمال الأطلسي، مما يعني أن دول الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، ستكون فعليا في حالة حرب مع روسيا، وفقا لما نقلته صحيفة "موسكو تايمز".

وسبق أن حذّر بوتين الدول الغربية من دعم أوكرانيا من خلال التهديد باحتمال نشوب حرب أوسع نطاقا، لكن تصريحاته الأخيرة تعدّ الأشد لهجة، وفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز".

والجمعة، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمام مجلس الأمن الدولي، الجمعة، إنه إذا سمحت الدول الغربية لأوكرانيا بتنفيذ ضربات بعيدة المدى داخل روسيا فإن دول حلف شمال الأطلسي "ستكون في حرب مباشرة مع روسيا".

وقال نيبينزيا للمجلس المؤلف من 15 عضوا: "الحقيقة أن حلف شمال الأطلسي سيكون طرفا مباشرا في أعمال قتالية ضد قوة نووية.. أعتقد أن عليكم ألا تنسوا هذا وأن تفكروا في العواقب".