فاتح 360.. لماذا تريد روسيا قصف أوكرانيا بسلاح إيراني؟

وسط قلقٍ دولي حول تطورات التعاون العسكري بين إيران وروسيا، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال بات رايدر، خلال مؤتمر صحافي أن إيران قامت بنقل شحنات من صواريخ "فاتح 360" قصيرة المدى إلى روسيا.

ووفقًا لتقديرات البنتاغون، قد تستخدم روسيا هذه الصواريخ، لضرب الأهداف القريبة بدقة عالية، ضد أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، مما قد يؤدي إلى مقتل المزيد من الأوكرانيين.

صواريخ "فاتح 360"، كما أوضح رايدر، تمتلك مدى يصل إلى حوالي 120 كيلومترًا، مما يمنح روسيا القدرة على استخدام صواريخها بعيدة المدى لأهداف أخرى، بينما تعتمد على الصواريخ الإيرانية لضرب أهداف أقرب، بما في ذلك الأهداف المدنية.

ورغم أن الوزارة لم تفصح عن عدد الصواريخ الموردة، إلا أن هذا الإعلان يعزز المخاوف من تصاعد وتيرة النزاع.

تم رصد سفينة شحن روسية يُشتبه في أنها تحمل صواريخ إيرانية باليستية متجهة إلى روسيا، في ميناء روسي على بحر قزوين قبل أسبوع، وفقا لتقرير نشرته شبكة سي إن إن.

وتظهر صور الأقمار الصناعية، التي شاركتها شركة ماكسار تكنولوجيز، السفينة "بورت أوليا 3" وهي ترسو في ميناء أستراخان الروسي يوم 4 سبتمبر.

وتبين المعطيات أن السفينة وصلت إلى ميناء "أميرآباد" الإيراني في 29 أغسطس، قبل أن تختفي من أنظمة التتبع.

وبعد الإعلان عن تسلم روسيا أول شحنة من هذه الصواريخ الإيرانية، فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على السفينة بورت أوليا 3، وعددا من الأفراد الإيرانيين.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تعزيز التعاون العسكري بين إيران وروسيا، حيث سبق أن زودت إيران روسيا بآلاف الطائرات المسيّرة الهجومية قبل أن تتحول إلى تصنيعها داخليا.

الاتحاد الأوروبي انضم إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في اتهام إيران بتزويد روسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، معربا عن استعداده لفرض عقوبات إضافية على الكيانات الإيرانية المتورطة في هذا الدعم العسكري.

في مؤتمر صحافي مشترك في كييف، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على إيران. ووصف هذا التعاون العسكري بين روسيا وإيران بأنه "تصعيد خطير" يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن أوروبا.

كما دعا المسؤولون الغربيون إلى إلغاء بعض الاتفاقيات الجوية مع إيران، وفرض قيود على الخطوط الجوية الإيرانية، كجزء من الإجراءات العقابية ضد طهران.

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الشركات المتورطة في نقل الصواريخ، بما في ذلك "إيران إير" التي شاركت في شحن مكونات الأسلحة إلى روسيا.

كما تشمل العقوبات تجميد الأصول وحظر السفر على عدد من الأفراد المرتبطين بإنتاج وتصدير الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية.

وعلى الرغم من فرض عقوبات، يشير محللون إلى أنها قد لا تكون كافية لردع إيران عن مواصلة تعزيز علاقاتها العسكرية مع روسيا، وفقا لشبكة بي بي سي.