ماركسية.. ماذا تقول "120 ساعة جمهورية" عن كامالا؟

بعدما اتَّهم الرئيس بايدن بأنه يتّبع أساليب "ملتوية" ووصفه بأنه "سيئ" و"ناعس"، يسخر ترامب وأنصاره الآن من هاريس، مطلقين عليها لقب "إمبراطورة الحدود"، في إشارة إلى ما يعدون أنه فشلها الذريع في الحدّ من تدفّق المهاجرين غير المسجّلين إلى الولايات المتحدة.

وذُكر هذا اللقب 80 مرّة في التجمّعات الانتخابية، أي ما يعادل مرّة من كل 14 مرّة ذُكر فيها اسمها.

واتّهم الجمهوريون هاريس مرارا باتّباع سياسة "الحدود المفتوحة" التي قالوا إنها تسمح لـ"ملايين الأجانب غير النظاميين" بالدخول إلى البلاد.

وبات هذا الخطاب السلبي أكثر وضوحا الآن (بنسبة 30%) عمّا كان عليه ضد بايدن قبل انسحابه من السباق الرئاسي في 21 يوليو، ويربطه أنصار ترامب في المقابلات التلفزيونية، بتعابير سلبية، مثل "الجريمة" و"التدمير" و"المعاناة" و"السيئة".

في الأثناء، يستخدم الديمقراطيون لغة أكثر إيجابية وحماسة منذ خلفت بايدن مرشحة الحزب، من خلال تعابير على غرار "حرية" و"سعادة" و"فوز" و"رعاية" والتي باتت تستخدم أكثر بنسبة 30% في البرامج الحوارية، وبنسبة 70% في التجمّعات الانتخابية.

صوَّر ترامب وأنصاره هاريس على أنها أكثر تطرّفا بكثير من بايدن، واصفين إياها بأنها "يسارية" و"متطرّفة" أكثر بمرّتين من وصفهم بايدن بذلك.

ومنذ 21 يوليو، ازداد استخدامهم تعبير "ليبرالية" لدى وصفهم هاريس، إذ استُخدم أكثر بثمانية أضعاف في التجمّعات الانتخابية، وأكثر بستة أضعاف في البرامج الحوارية، في حين بات الجمهوريون يرددون إلى حد كبير أوصاف "اشتراكية" و"ماركسية" التي نادرا ما استُخدمت بحق بايدن.

وفي الولايات المتحدة، بلغ ما يُعرف بـ"الخوف الأحمر"، وهي حالة هلع من قيام يساريين متشددين بعمليات تخريب، ذروته مطلع خمسينيات القرن الماضي.

لكن بعد سنوات على انتهاء الحرب الباردة، ما زال أي مؤشر للتعاطف مع الشيوعية بمثابة لعنة في أوساط السياسيين الأميركيين.

ولعل ذلك ما دفع ترامب في نهاية المطاف إلى اختيار عبارة "الرفيقة كامالا"، بوصفه لقبا لخصمته الديمقراطية، وهي عبارة استخدمها 30 مرّة على الأقل في تجمّعاته الانتخابية.

ومن بين تصريحات الجمهوريين كافّة، التي حللتها "فرانس برس"، يمثّل لقب "رفيقة"، مصحوبا باسم نائبة الرئيس الأميركي، التعبير السابع الأكثر استخداما الذي يتضمّن كلمات اقترنت مع بعضها بعضا.

وأما الكلمتان اللتان اقترنتا معا بالشكل الأكثر تكرارا، فكانتا "بايدن" و"هاريس"، وإن كان الأمر غير مفاجئ، في وقت يسعى فيه الجمهوريون لاستغلال عدم شعبية بايدن حتى بعد انسحابه من السباق. ويرِد اسم الرئيس كل خمس أو ست مرّات يذكر فيها اسم هاريس.

في المقابل، فإن فرص إقران الديمقراطيين اسم مرشّحتهم الجديدة ببايدن، أقل بمعدل النصف.

ويصفون هاريس بكلمات، بينها "زعيمة" و"جاهزة" لتكون الرئيسة.

ومن بين التعابير العشرين الأكثر استخداما في وصفها: "قتال" و"حرية" و"إيمان"، في تعبير عن دفعة الأمل التي أعطاها ترشحها للكثير من الديمقراطيين.

بعد أول مناظرة بينهما في 10 سبتمبر 2024، أظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته رويترز/إبسوس، على مدار يومين، تقدُّم هاريس على ترامب بنسبة 47% إلى 42%.

ومن بين الناخبين الذين قالوا إنهم سمعوا شيئا -على الأقل- عن المناظرة، قال 53% إن هاريس فازت بالمناظرة، في حين قال 24% إن ترامب فاز، كما لم يجِب بقية المشاركين أو عدّوا أن أحد الطرفين لم يفُز، خلال المناظرة التي شاهدها 67 مليون شخص.

وفي أعقاب المناظرة، أعلن ترامب رفضه إجراء مناظرة جديدة مع منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، في منشور على منصته "تروث سوشيال".

وقال الرئيس الأميركي السابق "لن تكون هناك مناظرة ثالثة"، مشيرا إلى مناظرته المتلفزة مع الرئيس جو بايدن في يونيو، ومناظرته، الثلاثاء، مع نائبة الرئيس.