"اللاتينوس".. معركة هاريس وترامب الحدودية

بلغ عدد اللاتينيين في الولايات المتحدة 62.5 مليون نسمة في عام 2021، ما يمثل نسبة 19% من إجمالي السكان، وفي ولاية أريزونا يمثلون 24% من الأصوات الانتخابية، وبنسبة 19% في ولاية نيفادا.

اللاتينيون باتوا كتلة تصويتية هائلة تؤثر في حسم الفوز بالولايات المتأرجحة في الانتخابات السابقة، لكن التقارير تشير إلى أن هذه الكتلة تنجرف ببطء من الديمقراطيين إلى الجمهوريين كما أظهرت الانتخابات الأخيرة.

ونشر موقع "أكسيوس" أن كتلة التصويت اللاتينية تميل إلى هاريس قبيل الانتخابات، لكن نائبة الرئيس الأميركي يجب أن تقدم المزيد من أجل حصد هذه الأصوات.

ويأتي تمركز الكتلة اللاتينية في ولايتي أريزونا ونيفادا الغربيتين مهما للغاية، إذ يمكنها أن ترجح فوز هاريس على ترامب أو العكس في الولايتين المتأرجحتين، وينتظر "اللاتينوس" من المرشحين تقديم أفضل ما لديهما لحل مُعضلة الهجرة وتأمين الحدود لمنح أحدهما الأصوات التي قد تُقرِّبه من مقعد الرئاسة.

وتشير الانتخابات السابقة إلى أنه عندما يحصل المرشحون الديمقراطيون في الرئاسة على أقل من 64% من أصوات اللاتينيين فإنهم يخسرون عادة السباق، وهو ما يشير إلى أهمية المعركة بين هاريس وترامب لحسم هذا الصراع.

كشفت حملة كامالا هاريس يوم الجمعة الماضي، عن تعيين أربعة مستشارين جدد للعمل على توسيع نطاق التواصل مع الناخبين اللاتينيين والهسبانيين، وللتعرف على متطلباتهم عن قرب ومحاولة تلبيتها.

وأضافت هاريس إلى حملتها كلا من، أليدا غارسيا، وخورخي نيري، وناتالي أريولا موريس، وجيس موراليس روكيتو، وفقا لما نشره "ذا هيل"، وجميعهم يحظون بخبرة العمل في البيت الأبيض، ولديهم احتكاك مباشر مع المجتمع اللاتيني في الولايات المتحدة.

وقالت مديرة حملة هاريس، جولي تشافيز رودريغيز، إن الحملة دخلت في مرحلة تكثيف العمل بقوة قبل أقل من 60 يوما على الانتخابات، واتخذت بالفعل تدابير للعمل على كسب أصوات اللاتينيين.

وأضافت جولي: "لدينا غارسيا ونيري وروكيتو وموريس، وجميعهم من العاملين في الحملة الذين مروا بمعارك عديدة في انتخابات سابقة، ولعبوا أدوارا قيادية مؤثرة في الوصول إلى الناخبين اللاتينيين وتشجيعهم على اتخاذ القرار".

واعتبرت مديرة حملة هاريس أن الرباعي الجديد سيكون عنصرا حاسما في مساعدة هاريس على حصد أصوات الناخبين اللاتينيين، وأشارت إلى أن هاريس ستحقق أهدافهم مع نائبها والز.

وفي اليوم التالي لتعيين الرباعي الجديد، أعلنت الحملة السبت الماضي، عن نشر رؤية هاريس للمجتمعات اللاتينية بالولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، والتي تتضمن حلولا لمشكلاتهم.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن استطلاع رأي جديد، أكد تقدم هاريس التي حصلت على 61% من أصوات الناخبين اللاتينيين حتى الآن، مقابل 31% فقط لمنافسها دونالد ترامب.

وللوصول إلى اللاتينيين، تنظم حملة هاريس إعلانات تلفزيونية باللغة الإسبانية، لكن هذا ليس كافيا من وجهة نظر الحملة، ما جعل نائبة الرئيس الأميركي مُطالبة بلقاءات مباشرة في المجتمعات اللاتينية خلال الأسابيع السبعة التي تسبق الانتخابات.

الفوز بأصوات اللاتينيين ليس أمرا سهلا، فينبغي على هاريس أو ترامب أولا إقناع الناخبين بتبني تدابير أمن الحدود، وكيفية حل أزمة الهجرة وما تسببه لولايتي أريزونا ونيفادا تحديدا.

ويعاني سكان ولايتي أريزونا ونيفادا الغربيتين من مداهمات الهجرة والتصنيف العنصري، وتعرضهم لهجمات إرهابية في كثير من الأحيان من المهاجرين وأعمال إجرامية وسطو، ما يجعلهم في حاجة إلى حلول عاجلة لتفادي تكرار هذه الأمور مستقبلا.

وفي الوقت نفسه يجب الأخذ في الاعتبار تحقيق التوازن بين الحاجة إلى حل مشكلة الهجرة، وتشديد إجراءات الأمن على الحدود وسط زيادة أعداد طالبي اللجوء التي تشكل مصدرا كبيرا للقلق في الولايتين.

وفي عهد الرئيس السابق ترامب، تعرضت مقاطعة ماريكوبا لأعمال إرهابية متعلقة بالمهاجرين، واضطرت السلطات الأميركية إلى فصل العائلات، وشهد عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما ترحيل الكثير من العائلات من هذه المناطق.

وأشار استطلاع للرأي أجرته "Third Way" إلى أن هاريس لديها فرصة لقلب السيناريو بشأن الميزة التي يمتلكها ترامب في حل أزمة الهجرة، من خلال إيجاد التوازن المطلوب والذي لم يتطرق إليه دونالد.

وسيتعين على هاريس وضع رؤية لإصلاح نظام الهجرة بشكل عام في الولايات المتحدة، وهو أمر مزعج وصعب لم يتمكن الكونغرس الأميركي من حله مسبقا، لكن على نائبة الرئيس أن تجد حلولا سريعا إذا أرادت كسب ود اللاتينيين.

وعلق المستشار السياسي لشركة "تري ستراتيجيز" في نيفادا، سيستو أبيتا، الذي يدير حملات أريزونا ونيفادا قائلا: "الاستطلاعات تؤكد أن اللاتينيين يتعرفون على كامالا هاريس، إنهم يحبونها، لكن لديها عملا يجب القيام به".