سياسة
.
"لا نعادي الولايات المتحدة.. نحن إخوة للأميركيين".. هذا الكلام لم يصدر عن حليف أو صديق أو حتى محايد في العلاقات مع واشنطن، بل عن إيران التي لطالما انتهجت شعار "الموت لأميركا".
اليوم تُغيِّر إيران من لحن سياستها، وتعيد فتح باب الحوار الذي أغلقته في السابق، إذ قال الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، إنه من الممكن لطهران أن تجري محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، إذا أثبتت واشنطن فعليا أنها ليست معادية لإيران.
الحديث هنا يدور حول إحياء مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015. لكن هل يغيّر بزشكيان من سياسة إيران عمليا أم يناور؟
من غير المتوقع أن يحدِث بزشكيان فارقا كبيرا في سياسة إيران، بشأن البرنامج النووي أو دعم الجماعات المسلحة في أنحاء الشرق الأوسط، إذ إن المرشد مَن يمسك بخيوط الشؤون العليا للدولة ويتخذ القرارات الخاصة بها.
هذه بالفعل وجهة النظر الأميركية، ففي يوليو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، لصحافيين: "لا نتوقع أن تؤدي هذه الانتخابات (الرئاسية الإيرانية)، مهما كانت نتائجها، إلى تغيير جوهري في توجه إيران"، أو أن تقود إيران إلى إبداء مزيدٍ من الاحترام لحقوق الإنسان ومزيد من الكرامة لمواطنيه.
بزشكيان أطلق تصريحات، خلال مؤتمر صحافي، توحي بأن إيران ضاق بها حال "المعاقب"، إذ تبرأ من إرسال صواريخ باليستية لروسيا، الأمر الذي زاد من العقوبات، ونفى إرسال صواريخ فرط صوتية إلى جماعة الحوثي، وأشار إلى "ضبط النفس" تجاه إسرائيل، بالإضافة إلى التلميح بأن إيران تسعى إلى تحسين علاقتها مع دول الجوار.
ويعتقد باحثون في الشأن الإيراني، أن تصريحات بزشكيان ليست سوى "كلام" مرحلي، لن يقترن بأفعال، وذلك بهدف تخفيف الضغوط الغربية على بلاده.
فماذا قال بزشكيان؟ وكيف قرئت تصريحاته؟ وهل إيران فعلا مستعدة لتغيير نهجها؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة