البرهان والمفاوضات...عندما تعرقل القرارات السياسية السلام

تغيّب البرهان ودقلو عن اجتماعات حاسمة عدة تتعلق بمفاوضات حل النزاع في السودان. من بين هذه الاجتماعات:

• قمة إيغاد بالعاصمة الإثيوبية في يوليو 2023: رفض البرهان المشاركة في هذه القمة التي هدفت إلى الوساطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بحسب فرانس 24.

• محادثات السلام بجيبوتي في ديسمبر 2023: كان من المقرر أن يجتمع البرهان ودقلو في جيبوتي في 28 ديسمبر، لكن الأخير ألغى حضوره ساعات قبل الاجتماع لأسباب تقنية، وفقًا لوكالة السودان للأنباء.

• القمة الاستثنائية الـ42 لرؤساء إيغاد بأوغندا في يناير 2024: أعلنت وزارة الخارجية السودانية عن قرار مقاطعة البرهان للقمة وتجميد التعاون مع منظمة الإيغاد، احتجاجا على إدراج السودان "من دون تشاور مسبق" على جدول الأعمال ودعوة حميدتي.

• قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية في يوليو 2024: لم يشارك البرهان في المبادرة التي أطلقها الاتحاد الأفريقي لحل النزاع، رغم مشاركة العديد من القادة الإقليميين الرئيسيين.
• محادثات جنيف في أغسطس 2024: اختتمت محادثات السلام التي تقودها الولايات المتحدة في جنيف بشأن الصراع في السودان من دون حضور ممثلين عن الجيش السوداني وغياب قوات الدعم السريع في اليوم الثاني من الاجتماع، بحسب أسوشيتد برس.

غياب عبد الفتاح البرهان عن اجتماعات تفاوضية مهمة، مثل تلك التي نظمتها إيغاد، يعود إلى عوامل منها:

• اتهام البرهان كينيا، التي ترأست محادثات إيغاد في يوليو 2023، بالانحياز لصالح قوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفضيله عدم المشاركة في المحادثات، وفقًا لفرنس 24.

• اختار البرهان عدم الجلوس إلى طاولة المفاوضات في محادثات جنيف 2024 لأنه رفض الحضور في وقت يوجد جيشه في موقف ضعف ويواجه تحديات في السيطرة على أراض أكثر، بحسب تقرير من تشاتام هاوس.

• للحضور في اجتماع جنيف، اشترط الجيش انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق المدنية كشرط أساسي للمضي قدما في المفاوضات، وفقا لما ذكرته سودان تريبيون.

بحسب تقرير تشاتام هاوس، فإن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع غير مستعدين لوقف إطلاق النار، إذ يسعى كلا الطرفين لتحقيق نصر عسكري.

الجيش يرفض التفاوض من موقع ضعف، ويعوّل على الحصول على أسلحة متقدمة من دول مثل إيران، الصين، وروسيا لتغيير مسار الحرب.

هذا بالإضافة إلى مواجهة البرهان ضغوطا من المتشددين، خاصة المرتبطين بعلي كرتي، وزير الخارجية السابق في عهد عمر البشير، مما يدفعه للاستمرار في الحرب وتجنب الحلول السياسية. كما أن المتشددين يزودون القوات المسلحة بالقوة البشرية، ويؤثرون على الموقف الدبلوماسي للجيش، الذي أصبح يعادي التقدم نحو السلام.