تحول ضد هاريس.. مسلمو أميركا يتجهون إلى ستاين

كشف استطلاع الرأي الجديد عن تهديد ستاين بقوة لهاريس في جذب أصوات العرب والمسلمين في أريزونا وويسكونسن، وهما ولايتان متأرجحتان، بهما عددا كبيرا من السكان المسلمين، الأمر الذي منح بايدن أفضل على ترامب في 2020 بفارق طفيف.

وأظهر استطلاع "كير" الذي شهد مشاركة 1155 ناخبا مسلما في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أن هاريس ما زالت الخيار الأول للناخبين المسلمين في جورجيا وبنسلفانيا، مقابل ترامب في نيفادا، بنسبة 27% فقط، وكلها ولايات متأرجحة تحسم بهامش ضئيل.

وحصد بايدن أصوات المسلمين في 2020، وأظهرت استطلاعات الرأي حصده أكثر من 80% منهم، لكن دعم المسلمين انخفض للمرشحين الديمقراطيين بسبب حرب إسرائيل على حماس، ودعم الإدارة الأميركية لها بشكل رسمي.

وأفاد نحو 3.5 ملايين أميركي بأنهم من أصل شرق أوسطي في تعداد الولايات المتحدة لعام 2020، وهو العام الأول الذي تُسجل فيه مثل هذه البيانات، ورغم أنهم لا يشكلون سوى 1% تقريبا من إجمالي سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 335 مليون نسمة، فإن ناخبيهم قد يثبتون أنهم حاسمون في سباق تظهر استطلاعات الرأي أنه متقارب.

وتحاول هاريس إنقاذ ما يمكن إنقاذه لمنع ستاين وترامب من حصد أصوات العرب والمسلمين، وتجدد دعوتها إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في كل مناسبة، وتشدد على ضرورة إعمال حل الدولتين وخروج إسرائيل من الأراضي المحتلة.

لكن زعماء الجالية العربية والإسلامية يقولون إن مسؤولي حملة هاريس رفضوا خلال اجتماعات مغلقة في ميشيغان وأماكن أخرى النداءات بوقف إرسال الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل أو الحد منها.

وتخوض ستاين حملة دعم قوية لغزة، في حين يلتقي ممثلو ترامب مع المجموعات الإسلامية ويعدون بإحلال سلام أسرع مما تستطيع هاريس تحقيقه، أملا في حصد أصواتهم في الولايات المتأرجحة.

ورفضت حملة هاريس التعليق على تحول التأييد عنها بين العرب والمسلمين، ولم يكن المسؤولون المكلفون بالتواصل مع المسلمين متاحين لتُجرى معهم مقابلات.

ولم تحصل ستاين في 2016 سوى على أكثر قليلا من 1% من الأصوات، لكن بعض الديمقراطيين ألقوا باللوم عليها وعلى حزب الخضر في انتزاع الأصوات من الديمقراطية هيلاري كلينتون. ولا يمنح خبراء استطلاعات الرأي ستاين أي فرصة للفوز في 2024.

وتحدثت ستاين هذا الشهر في مؤتمر "عرب كون" في ديربورن بولاية ميشيغان، وهو تجمع سنوي للأميركيين العرب، وظهرت على غلاف صحيفة "ذا أراب أميركان نيوز" تحت عنوان "الاختيار 2024".

وقالت ستاين في مقابلة الأسبوع الماضي مع برنامج بريكفاست كلوب الإذاعي في نيويورك "كل صوت تحصل عليه حملتنا هو تصويت ضد الإبادة الجماعية"، وهي التهمة التي تنفيها إسرائيل.

وفي ظل الثغرة التي حدثت بين هاريس وأصوات العرب والمسلمين، يسعى ترامب لجذب هذه الفئة بدلا من أن تذهب أصواتهم لستاين، ويعمل على إقناعهم بضرورة انتخابه.

ومن الممكن أن تتحول جهود ترامب وشعبية ستاين إلى أرقام يحتمل أن تهدد فرصة هاريس بقوة، ويتمتع حزب الخضر بفرص في معظم الولايات، بما في ذلك جميع الولايات المتأرجحة التي قد تحسم الانتخابات، باستثناء جورجيا ونيفادا حيث يسعى الحزب إلى الحصول على نصيب من الأصوات.

وفي فيلادلفيا التي تضم عددا كبيرا من السكان المسلمين السود، انضم نشطاء إلى حملة وطنية تحت عنوان "التخلي عن هاريس"، وساعدوا في تنظيم احتجاجات خلال مناظرة لها أمام ترامب الأسبوع الماضي.

وفي ظل سعي ستاين وترامب إلى أصوات العرب والمسلمين، تعتقد هاريس أن الفرصة ما زالت سانحة للحصول على هذه الكتلة التصويتية قبل الخامس من نوفمبر المقبل إذا قامت بالمزيد من التحركات.

وعلق النائب الأميركي دان كيلدي، ممثل الحزب الديمقراطي عن ولاية ميشيغان، إنه يشعر بالقلق بسبب تأثير حرب غزة على الانتخابات الأميركية، وتحويل دفة الأصوات بسبب أحداثها.

وأشار كيلدي إلى أن هذا الأمر لا يقتصر على الأميركيين العرب والمسلمين فقط، بل إن هناك مجموعة أوسع نطاقا من الناخبين الأصغر سنا وغيرهم يشعرون بالغضب مما يحدث.

وأكد كيلدي أنه "لا يمكن التراجع"، مضيفا أن هاريس لا يزال لديها الفرصة، وكذلك الوقت لتغيير المسار، لكنه نصح بأن تتحرك بأسرع وقت ممكن لتفادي التغييرات المحتملة.