ترامب وهاريس يصارعان أمواج الشرق الأوسط

في خضم الصراع، يضع المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب فئة محددة من الناخبين نصب أعينه، وعلى هذا الأساس، أقام حفل في ناد يملكه في ميامي الاثنين، وشارك فيه حشد ضمّ مئات الأشخاص تكريما لضحايا هجوم الـ 7 من أكتوبر.

قال ترامب "لا يمكننا أبدا أن ننسى كابوس ذلك اليوم"، مشدّدا على أنّ " هجوم الـ 7 من أكتوبر ما كان ليحصل لو كنت رئيسا".

وكان ترامب استبق الحفل بالتصريح قائلا: "السياسات الفاشلة والتي تفتقر إلى الكفاءة لإدارة هاريس-بايدن مكنت الوكلاء المدعومين من إيران الذين رسموا مسارا من الموت والدمار، وهو أمر كانت له تداعيات عالمية كارثية".

وحتى الآن، يصر ترامب على أن الهجوم الذي شنته حركة حماس ما كان ليحدث لو أنه كان في السلطة.

ويأمل ترامب في أن يعزز تركيزه على الشرق الأوسط، شعبيته في أوساط الناخبين اليهود، وهي شريحة لطالما كانت تصوت للديمقراطيين وتفضل هاريس إلى حد كبير، لكن الرئيس السابق قال عن هاريس أثناء مناظرتهما المتلفزة "إنها تكره إسرائيل".

واعتبر أنه في حال انتُخبت "فستختفي إسرائيل برأيي من الوجود في غضون عامين. وأعتقد بأنني محق 100%".

المرجح هو أن ترامب لديه خطة، متمثلة في محاولة كسب الأصوات في نيويورك وبنسلفانيا اللتين تضمان عددا كبيرا من السكان اليهود، لكن نبرته العدائية انعكست سلبا عليه أحيانا.

فمن جهة، اتّهم السناتور الديمقراطي تشاك شومر، وهو المسؤول اليهودي المنتخب الأعلى مستوى في الولايات المتحدة، بأنه شخص "يفتخر بأنه عضو في حماس".

وفي إطار مناشدته اليهود للتصويت له، قال إنه ما لم يفز في الانتخابات، "فستكون الخسارة إلى حد كبير مرتبطة باليهود"، وهي تصريحات اعتُبرت فورا معادية للسامية.

وقالت "اللجنة الأميركية-اليهودية" إن: "قول خسرنا بسبب اليهود أمر شنيع وخطير"، بينما دان "المجلس اليهودي للشؤون العامة" استخدامه "عبارات معادية للسامية".

أما هاريس، فلديها معركة أخرى في مكان آخر، حيث تركز حملتها أنظارها على ميشيغان، الولاية المتأرجحة، التي تضم جالية كبيرة من المتحدرين من أصول عربية، حيث يركز الناخبون أنظارهم على حصيلة القتلى من المدنيين في قطاع غزة.

هاريس أكدت الأحد، 6 أكتوبر، خلال مقابلتها مع برنامج 60 دقيقة الإخباري على شبكة "سي.بي.إس" أن العمل الدبلوماسي مع إسرائيل "سعي مستمر"، وأن واشنطن ستواصل الضغط على تل أبيب والأطراف الأخرى في الشرق الأوسط، "بما في ذلك الزعماء العرب" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وتجنبت هاريس الرد على سؤال حول ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حليفا وثيقا حقيقيا"، وفق ما نقلته رويترز.

وقالت هاريس "مع احترامي الكامل، أعتقد أن السؤال الأفضل هو هل يوجد تحالف مهم بين الشعب الأميركي والشعب الإسرائيلي. الإجابة عن هذا السؤال هي نعم".

ويحذّر الخبير السياسي في جامعة ميشيغان مايكل تروغوت، من أن "المخاوف حيال مصير الفلسطينيين يمكن أن يكون لديها تأثير على نتيجة السباق هناك".

وأضاف أن التوغلات الإسرائيلية والقصف الجوي على لبنان يمكن أن يكون له تأثير إضافي، رغم أنه "ما زال من المبكر جدا تحديد ذلك".

وعلى اعتبارها مرشحة الحزب الديمقراطي المنقسم حيال تحرّكات إسرائيل في الشرق الأوسط، تحاول هاريس تحقيق موازنة صعبة، فسارت على خطى بايدن عبر التعهد بدعم إسرائيل.

وقالت في معرض حديثها عن الوضع الإنساني في غزة "لن أصمت"، بينما تغيّبت عن كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس في يوليو والتي اختار العديد من الديمقراطيين مقاطعتها.