"أنجح مُهاجر غير شرعي".. هل يُحارب إيلون ماسك نفسه؟

أظهر إيلون ماسك موقفه من الهجرة بشكل واضح خلال كلمة بمعهد ميلكن في بيفرلي هيلز خلال شهر سبتمبر الماضي، وأشار إلى أن الأمر لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة.

وقال ماسك إن عملية الهجرة غير الشرعية في الحدود الجنوبية مثل مشاهدة نهاية العالم التي تصور "الزومبي"، معترفا في الوقت نفسه أن الهجرة القانونية "كافكاوية" في إشارة إلى السوداوية والعبثية التي تحيط بها.

وأوضح ماسك في مؤتمر بيفرلي هيلز: "أنا مؤمن بالهجرة، لكن وجود هجرة غير مدققة على نطاق واسع يمكن أن نصفه بالكارثة".

وطالب رجل الأعمال الشهير بتسريع الهجرة القانونية وجعلها أكثر مرونة، مع العمل على تأمين الحدود الجنوبية حتى لا تستمر عمليات الهجرة غير الشرعية.

وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن ماسك نشر معلومات مضللة حول قانون الهجرة، في الوقت الذي طالب بجعله "سهلا وسريعا" لكل من يطلب اللجوء والهجرة إلى الولايات المتحدة.

وتؤكد النائبة الديمقراطية نانيت دياز باراغان التي تقود الكتلة البرلمانية في الكونغرس أن الكثير من أعضاء الكونغرس باتوا يستشهدون برأي ماسك المناهض للهجرة.

وفي العام الماضي، زار إيلون حدود إيغل باس في تكساس، والتقى مع السياسيين المحليين ومسؤولي إنفاذ القانون للحصول على ما وصفه بالرؤية "غير المفلترة" للموقف.

واتهم ماسك الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ضمنيا بالسماح بهجرة مئات الآلاف إلى الولايات المتحدة، بنشر تقارير غير رسمية تؤكد ذلك، وفقا لـ"إي بي نيوز".

يوصف ماسك في الولايات المتحدة بأنه أنجح وأغنى مهاجر في البلاد، حيث بدأ عمله في أميركا بصورة غير قانونية، قبل أن ينجح في تصحيح أوضاعه الرسمية.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قصة ماسك مع الهجرة، وأكدت أنه لم يكن لديه الحق القانوني في العمل عندما أسس شركة أصبحت فيما بعد"Zip2" والتي بيعت فيما بعد بنحو ٣٠٠ مليون دولار عام ١٩٩٩، وكانت حجر الأساس في الإمبراطورية التي بناها.

وتحدث ماسك في أكثر من مرة عن قصته مع الهجرة، مع شقيقه كيمبال الذي دخل بصورة غير قانونية ومارس العمل في الولايات المتحدة دون أن يكون له الحق في ذلك ببداية حياته العملية.

وفي مقابلة للشقيقين عام ٢٠١٣، قال كيمبال إنه وشقيقه إيلون كانا مهاجرين غير شرعيين عندما بدأ عملهما في الولايات المتحدة، ليرد ماسك في تحفظ "حسنا".

لكن كيمبال وقتها أصر على التأكيد أنهما كانا مهاجرين غير شرعيين ليقول "نعم نحن كنا كذلك"، ليستدرك إيلون محاولا تجميل الصورة قائلا: "إنها كانت منطقة رمادية"، قبل أن يقطع كيمبال ضحك الجمهور ويواصل تأكيده: "ببساطة، كنا مهاجرين غير شرعيين، هذا هو الأمر".

وذكرت صحيفة "ذا بوست" الأميركية أن ماسك وشقيقه حصلا على تمويل بقيمة ٣ ملايين دولار عام ١٩٩٦ لشركتهما، وكان أمامهما ٤٥ يوما لتوفيق أوضاعهما القانونية، وإلا تقوم الشركة الممولة باستعادة أموالها.

لكن ماسك لم يعترف بنفسه مثل شقيقه بأنه كان مهاجرا غير شرعي، وفي عام 2020 قال إنه حصل على "تأشيرة عمل طالب" بعد تأجيل دراسته في جامعة ستانفورد.

وأوضح ماسك في لقاء عام 2020: "كنت في الولايات المتحدة بشكل قانوني، وكان من المفترض أن أدرس هنا، وبالتالي كان مسموحا لي أن أقوم بعملي".

وأكدت "واشنطن بوست" أن ماسك لم يلتحق قط بجامعة ستانفورد التي زعم أنه حصل على تأشيرة للدراسة بها، إذ قام بالاتصال برئيس القسم المنوط ليخبره بأنه لن يحضر، وفي نفس الوقت كان يواصل عمله التجاري.

ويقول مؤلف كتاب "دليل الهجرة الأكاديمية" آدم كوهين، إن ماسك كان يمكنه الحصول على تصريح عمل كطالب لكن ليحدث ذلك كان عليه أن ينخرط في دورة دراسية كاملة في ستانفورد، وهو ما لم يحدث.

وفي ظل صمت ماسك وعدم اعترافه بأنه كان مهاجرا غير شرعي، يحكي شقيقه الكثير من التفاصيل عن الأمر، ويؤكد أنه شخصيا اضطر إلى خداع عملاء فيدراليين أميركيين لإعادة الدخول إلى الولايات المتحدة بعد أن كان في زيارة لوالدته بكندا.

وقال أحد المستثمرين الرئيسيين في شركة ماسك الأولى، شريطة عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الموقف: "كان لدى إيلون رغبة جامحة في النجاح، كنا نستثمر فيه، وشعرنا أنه كان طاقة دافعة للأمام بالفعل".

وبعد رحلة طويلة نجح ماسك وعائلته في الحصول على تأشيرات قانونية والبقاء في أميركا بصورة رسمية، قبل أن يحصل على الجنسية، ويصبح داعما رئيسيا للرئيس الأميركي السابق ترامب، وسط توقعات بأدوار كبيرة له في الإدارة الأميركية حال فوز دونالد في انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل.

قال خبراء قانونيون إن ماسك انتهك القانون عندما وضع شقيقه على رأس إدارة إحدى شركاته السابقة، دون أن يكون له تصريح عمل أو وضع قانوني داخل الولايات المتحدة.

ويُجرم القانون الفيدرالي الذي صدر عام ١٩٨٦ توظيف أي شخص ليس لديه تصريح عمل، ورغم ذلك قال ماسك إنه أقنع شقيقه كيمبال بالمجيء من كندا للعمل في شركته.

وتظهر سجلات سكرتير ولاية كاليفورنيا أن إيلون ماسك كان الوكيل المسجل لشركة "غلوبال لينك إنفورميشن نيتورك" عندما تأسست في نوفمبر 1995 وفي فبراير 1996، أُدرج كيمبال رئيسا ومديرا تنفيذيا.

وعلّق شقيق ماسك على الأمر في مقابلة عام 2021، قائلا: "حاولت الحصول على تأشيرة، لكن ذلك غير متاح بالنسبة لشركة ناشئة، لذلك عملت في وضع غير قانوني بالطبع".