منطقة اغتيالات وعمليات.. لماذا تنتقم إسرائيل من صور اللبنانية؟

الخبير العسكري والاستراتيجي حسن جوني، قال إن استهداف صور يمثّل استكمال إسرائيل لسياسة التدمير الممنهجة التي تعتمدها ضد بيئة "حزب الله" في لبنان، مشيرا إلى أن صور جزءٌ من هذه البيئة، وقد أدخلتها إسرائيل إلى بنك أهدافها.

في حديث عبر "بلينكس"، يُوضّح جوني أن إسرائيل كانت تركّز خلال الآونة الأخيرة على مدن رئيسية أخرى؛ مثل النبطية وبعلبك وبيروت، من خلال استهداف الضاحية الجنوبية فيها، أمّا الآن، فإن صور دخلت على الخطّ، بوصفها تمثّل إحدى المدن الأساسية في جنوب لبنان.

ما قاله جوني يُؤيّده المحلل السياسي اللبناني إبراهيم بيرم، الذي قال لـ"بلينكس"، إنَّ إسرائيل تهدف إلى "تدمير البيئة الشيعية، وذلك من خلال ضرب المناطق المحسوبة عليها".

وعدّ بيرم أنّ هذا المخطّط بات واضحا في كل لبنان، مشيرا إلى أنّ استهداف صور جزءٌ من هذا المخطط، وهي مثل باقي المدن التي تسعى إسرائيل لتدميرها، بهدف الضغط على "حزب الله"، انطلاقا من بيئته الشعبية.

ما إن بدأ القصف المكثّف على صور قبل أيام قليلة، حتى جرى الحديث عن أن ما يجري هناك هو ضغط إسرائيلي على رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يقود المفاوضات باسم الدولة اللبنانية و"حزب الله"، بشأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

الخبير جوني تحدّث عن وجود رابطٍ بين الاستهداف المركّز لصور والضغط على المفاوضات، مشيرا إلى أنّ صور تعدّ مدينة مؤسس حركة "أمل" موسى الصدر، كما أنها تعد موئلا أساسيا لهذه الحركة الحليفة لـ"حزب الله" والتي يرأسها برّي.

من ناحيته، لا يعتقد بيرم وجود أي علاقة بين المفاوضات وقصف صور، مشيرا إلى أنه لا شيء يؤكّد هذا الأمر، موضحا أن القصف على المدينة يهدف لضرب نسيجها المتنوّع من الطوائف المختلفة، وأضاف "تعد صور واحدة من المدن التي تضم طوائف عديدة، ليس فقط الشيعية. لهذا السبب، فإن ما تمثله صور من تنوع مهم جدا، وهذا أمر يرغب الإسرائيلي في استهدافه".

وخلال الأشهر الماضية، نفّذت إسرائيل سلسلة عمليات اغتيال لعددٍ من قادة "حزب الله" في صور، أبرزهم محمد نعمة ناصر قائد وحدة "عزيز"، بالإضافة إلى حسين مكي الذي كان يعد "مسؤول معلومات" في الحزب.

اغتيال مكي وناصر حصل في منطقة الحوش الواقعة في ضواحي مدينة صور، فهي تعد من الأماكن الحضرية والراقية جدا في المدينة.

أمام الاغتيالات التي حصلت، فإن هناك تساؤلات طُرحت عما إذا كان "حزب الله" يستفيد من صور عملياتيا ضد إسرائيل.. فهل هذا الأمر واقعي؟

الخبير جوني قال إنه لا توجد أي صلة بين صور وأي عمل أو نشاط عسكري لـ"حزب الله" أو غيره، مشيرا إلى أن المدينة سياحية بامتياز، ولا تشكل مساحة عمل لـ"حزب الله".

من ناحيته، يقول بيرم إن "حزب الله" كان يعد صور "مُحيّدة" نوعا ما عن أي استهداف، خصوصا أن نفوذه فيها رمزي جدا، مقارنة بنفوذ حركة "أمل".

وأكد بيرم أن المدينة لم تتعرض للقصف خلال حرب يوليو 2006، باستثناء استهداف واحد طال مركزا للدفاع المدني فيها آنذاك.

وأضاف: "الحقيقة هي أن لصور خصوصية تاريخية، وكان حزب الله يستخدمها كواحدةٍ من أبرز القلاع بالنسبة إليه، لكن في الوقت نفسه، فإن مسألة صور تختلف عن أي مدينة أخرى في جنوب لبنان بسبب نسيجها المتنوّع".