هل يلتقي ترامب وكيم مرة أخرى؟

يقول رامون باتشيكو باردو من كينجز كوليدج في لندن: "يشعر ترامب أن تواصله كان ناجحا خلال رئاسته الأولى، إذ أحس أنه (حل) القضية النووية الكورية الشمالية. بالإضافة إلى ذلك، جذبت قمم ترامب مع كيم اهتماما إعلاميا كبيرا، وهو ما يستمتع به جدا".

وقال مسؤول سابق في إدارة ترامب الأولى، طلب عدم الكشف عن هويته، إن كوريا الشمالية وأوكرانيا والصين وإيران، وغيرها من النقاط الساخنة، كانت مترابطة إلى حد مثير للدهشة خلال إدارة ترامب الأولى.

وأضاف المسؤول السابق أن "الرئيس ترامب يواجه مشهدا جيوسياسيا مختلفا عما كان عليه الأمر في 2021"، مشيرا إلى أن أي تواصل جوهري مع كوريا الشمالية سيحتاج إلى التريّث قليلا.

وأوضح مصدر دبلوماسي في سيول أن علاقات كوريا الشمالية مع روسيا، إلى جانب عدم القدرة على التنبّؤ بسياسات إدارة ترامب الجديدة، يشكلان تحديا جيوسياسيا، يجعل المسؤولين والدبلوماسيين من أوروبا إلى آسيا في حالة من الارتباك.

ورغم مواقفه المتطرفة، فإن ترامب قد يفضل الحفاظ على الوضع الراهن، بدلا من عقد قمة أخرى مع كيم جونغ أون، بحسب ما يرى الأستاذ بجامعة إيهوا للنساء في كوريا الجنوبية، بارك وون غون، في حديثه لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.

قال كيم دو يون من مركز الأمن الأميركي الجديد، إن كوريا الشمالية يبدو أنها لا تهتم بمَن يجلس في البيت الأبيض، لأن كيم أوضح أن بيونغ يانغ ستمضي في برامجها النووية، وهو يحظى بدعم الصين وروسيا.

لكن على الجانب الآخر، قد ترغب كوريا الشمالية في الجلوس مع الولايات المتحدة لمعرفة ما قد يعرضه ترامب، إذ إن العلاقات الجيدة مع واشنطن هي السبيل الوحيد لرفع بعض العقوبات، بحسب رامون باتشيكو باردو الذي يشير إلى أنه قد يعترف حتى ببيونغ يانغ كقوة نووية.

ويبدي بروس كلينغنر، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية، الذي يعمل الآن مع مؤسسة هيريتيدج، تفاؤلا حيال هذا الأمر، إذ يرى أن كيم جونغ أوم قد يحسب وجود جانب إيجابي في التواصل مع ترامب.

وفي أغسطس، أعلن الشمال أنه لن ينخرط في حوار مع الولايات المتحدة ما لم تلغِ واشنطن التدريبات العسكرية والنشر الدوري للأصول الاستراتيجية. وقال كلينغنر إن هذا ما فعله ترامب في عام 2018.

وتابع: "قد يطرح كيم اتفاق سلام أو معاهدة سلام على ترامب، باعتباره إنجازا كبيرا يستحق جائزة نوبل للسلام، رغم أنه لن يجدي في الواقع في الحد من التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة وحلفاؤها. وقد يضع مثل هذا الاتفاق الأساس لتقليص عدد الجنود الأميركيين في كوريا الجنوبية واليابان".

في جانب آخر، فإن أي لقاء بين كيم وترامب، كما فعل قبلا، قد يسبب حرجا لكوريا الجنوبية الحليفة للولايات المتحدة، ويزيد الشكوك في العلاقة بين سول وواشنطن، خاصة أنها الطرف الأكثر عرضة للتهديد من بيونغ يانغ، وبالتالي سيكون عليها التركيز على القضاء على هذا التهديد، وتحويل الشمال إلى دولة طبيعية من خلال مشاورات شاملة مع إدارة دونالد ترامب، بحسب ما يشير مركز تريندز للبحوث في دراسة له.

في أكتوبر 2024، وبصورة استباقية لوصول ترامب للبيت الأبيض من جديد، توصلت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى اتفاقية حول تكاليف الدفاع لمدة 5 سنوات، ستدفع بموجبها سول زيادة بنسبة 8.3% لتصل إلى 1.19 مليار دولار أميركي في عام 2026، تزيد سنويا بما يتماشى مع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك، بحسب يونهاب.

لكن هذا الأمر لم يعجب ترامب، إذ أشار إلى أن الحليف الآسيوي يجب أن يدفع 10 مليارات دولار، واصفا كوريا الجنوبية بأنها "آلة نقود"، بحسب حديثه لبلومبرغ.

وفي هذا الصدد، قد يستخدم هذه الاتفاقية "التدابير الخاصة"، كذريعة لتقليص التدريبات العسكرية بين سول وواشنطن أو مشاركة كوريا الجنوبية بحصة أكبر في تكاليف الدفاع لنشر الأصول الاستراتيجية الأميركية في كوريا الجنوبية، بحسب بارك وون غون الأستاذ في جامعة إيهوا، الذي يشير في تصريحات لوكالة يونهاب إلى أن ترامب ربما يعيد ضبط دور الجيش الأميركي في كوريا الجنوبية.

لكن في الوقت نفسه، يقول بارك إن ترامب لن يتراجع عن الاتفاق الذي شهده كامب ديفيد خلال القمة التي جمعت بين سلفه جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني حينها فوميو كيشيدا، في أغسطس 2023.