كابلات الإنترنت الأوروبية تهدد بـ"حرب هجينة"

لا تزال هوية المسؤول عن عملية التخريب لغزًا، حيث تستمر التحقيقات من قبل المدعين الألمان والسويديين بالإضافة إلى شركات الاتصال المتضررة، وفقًا لتقارير شبكة إن بي سي نيوز.

لكن المدير التنفيذي لشركة سينيا، آري-يوسي كنابيلا، لم يتأخر في الإشارة إلى احتمال وجود قوة خارجية وراء الحادث. ومن جهته، أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستريوس بقوله: "لا أحد يعتقد أن هذه الكابلات تضررت عن طريق الصدفة، ولا أرغب في تصديق الروايات التي تُلقي باللوم على المراسي"، في إشارة إلى القطع الحديدية الثقيلة التي تُستخدم لتثبيت السفن في باطن البحر ومنعها من الانجراف مع الرياح.

وفي تطور آخر، صعّد قادة دول أوروبية من لهجتهم ووجهوا اتهامات مباشرة لروسيا بالضلوع في تخريب كابلات الاتصال، معتبرين ذلك تهديدًا غير مسبوق لدول الاتحاد الأوروبي.

في بيان مشترك صدر عقب اجتماعهم في وارسو، اتهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا روسيا بشن حرب هجينة على أوروبا، زاعمين أن "روسيا تهاجم بشكل منهجي بنية الأمن الأوروبي". وأضاف القادة أن "أنشطة موسكو الهجينة المتصاعدة ضد دول الناتو والاتحاد الأوروبي غير مسبوقة من حيث تنوعها وحجمها، مما يشكل مخاطر كبيرة على الأمن".

بينما يوجّه قادة الدول الأوروبية أصابع الاتهام إلى روسيا في حادثتي كابلات "سيينا"، برزت تطورات أخرى تشير إلى احتمال تورط الصين في الحادث. ففي تقرير نشرته مجلة نيوزويك، تم تسليط الضوء على تحركات مشبوهة لسفينة الشحن الصينية الضخمة "يي بينغ 3"، التي أظهرت تغييرات غير اعتيادية في المسار والسرعة أثناء رحلتها المغادرة من سانت بطرسبرغ. هذه التحركات أثارت الشكوك، خاصة أنها تزامنت مع وقت وقوع الانقطاعات، ما دفع البحرية الدنماركية إلى اعتراض السفينة للتحقيق.

وليس هذا الحادث الأول الذي تثار فيه الشكوك حول تورط الصين. ففي عام 2023، تورطت السفينة الصينية "نيو نيو بولار بير" في حادثة مشابهة، حيث سحبت مرساتها لمسافات طويلة عبر قاع البحر، مما أدى إلى تلف خط أنابيب غاز حيوي وكابلات ألياف بصرية تربط بين إستونيا وفنلندا.

ورغم تأكيد الصين أن الحادث كان عرضيًا، إلا أن طبيعة الحادث وضرره الواسع أثارت تساؤلات وشكوكًا حول النوايا الحقيقية وراء هذا العمل.