"أفوكادو محاصر" في الضفة.. لماذا تمنعه إسرائيل؟

3600 دونم مزروعة بالأفوكادو في محافظة قلقيلية الفلسطينية، كل محصولها لم تصدّر منه حبة واحدة إلى الأردن، حسبما يقول المزارع رامي الجدع في مقابلة مصورة مع "بلينكس"، حيث يشرح المزارع الفلسطيني أن مدينة قلقيلية جوّها "أشبه بالاستوائي، فالرطوبة فيها عالية ودرجة الحرارة مرتفعة والمياه متوافرة بغزارة، لذلك تنتشر فيها زراعة الأفوكادو والجوافة".

يقول رامي إن المنتَج الفلسطيني من الأفوكادو الذي يتم إنتاجه في قلقيلية أفضل بكثير من الأفوكادو المستورد من إسرائيل، التي يرجح رامي أنها ترسل الأفوكادو من النخبين الثالث والرابع إلى الضفة الغربية، بينما تصدّر النخب الأول إلى أوروبا.

لذلك يقول رامي إن منتج الأفوكادو في قلقيلية هو أفضل منتج متوافر في السوق الفلسطينية، حيث يعتمد مزارعو قلقيلية على الري من الآبار الجوفية التي تملأ البلدة.

تبلغ الأرباح السنوية للمزارعين في قلقيلية في الوضع الطبيعي من محصول الأفوكادو فقط، 25 مليون شيكل (7.5 مليون دولار أميركي تقريبا)، ويحقق الدونم الواحد في قلقيلية أرباحا من ثمار الأفوكادو تقدر بما يقارب 12 ألف شيكل (3350 دولارا)، حسب تقرير نشرته وكالة وفا الفلسطينية.

متوسط سعر الكيلوغرام الواحد من الأفوكادو في السوق الفلسطينية لا يزيد على 8 شواكل ( 2.3 دولار أميركي تقريبا) في الوضع الطبيعي، لكن مع منع التصدير وتكدس الثمار، أصبح سعر الكيلوغرام 3 شواكل (أقل من دولار).

يقول رامي الجدع: "عقب عملية جسر الملك الحسين في 8 سبتمبر منع المزارعون من تصدير بضائعهم"، يضيف وهو يمسك حبة أفوكادو بين مئات الحبات المكدسة في المستودع المليء بالحبات التي اقتربت من التعفن: "خسرت ومزارعو قلقيلية 77 إلى 80 طنا من الأفوكادو".

أخرج المزارعون بضائعهم في شاحنات نحو الحدود الفلسطينية الأردنية، فلم تسمح لها إسرائيل بالمرور أو بالعودة، بل احتجزتها على الجسر حتى تعفنت وبذلك فقد مزارعو قلقيلية قوت أبنائهم الذي ينتجونه في هذا الموسم ويعتمدون عليه في مصاريف السنة كاملة تقريبا، على حد قول رامي الجدع.

من جهة أخرى، يقول الجدع إنه مع كل المزارعين في قلقيلية "صامدون رغم المضايقات"، معتبرا أن إنتاجه للأفوكادو يعزز وجوده في أرضه التي "تطمع في ضمها إسرائيل لتصبح داخل الجدار" حسبما يقول لـ"بلينكس".

بعد هذه الخسائر الشديدة توجه مزارعو قلقيلية ومعهم رامي إلى مديرية الزراعة في المدينة التي خاطبت وزير الزراعة، الذي استجاب بدوره لمطالب المزارعين وأصدر قرارا بمنع استيراد الأفوكادو من إسرائيل.

هذه الخطوة ستمكّن رامي مع المزارعين الآخرين من بيع محاصيلهم بشكل أكبر في سوق الضفة الغربية التي كانت تمتلئ بالأفوكادو الإسرائيلي قبل هذا القرار، على حد تعبير رامي.

رئيس قسم البستنة بمديرية زراعة قلقيلية، محمد عودة، يقول في تصريح لوكالة وفا، إن موسمي الجوافة والأفوكادو تضررا بشكل كبير بسبب الإغلاقات، لكن وزارة الزراعة تضغط باتجاه فتح أفاق التصدير للمنتجات الزراعية والبحث عن أفكار تسويقية يصل فيها المنتج لكل المحافظات الفلسطينية.

صعوبة البيع في الضفة الغربية تتخطى سيطرة الأفوكادو الإسرائيلي على السوق، لأنه وعلى حد قول رامي تمنع إسرائيل وصول البضائع بين المحافظات عن طريق الحواجز التي تنصبها بين جنوب ووسط وشمال الضفة، وتمنع مرور أي بضائع أو محاصيل بين المدن الفلسطينية.