سياسة
مطار المزة العسكري.. كبتاغون وقصص تعذيب مروعة
أدى انسحاب قوات بشار الأسد من مطار المزة العسكري عند مشارف العاصمة دمشق إلى سلسلة من الغارات الإسرائيلية بهدف الحؤول دون سقوط ترسانة الأسلحة في أيدي الفصائل المسلحة. وسمح ذلك أيضا لمعتقل سوري سابق باستعادة ذكرى المعاناة التي تكبدها على يد قوات الرئيس المخلوع.
بعدما سقط الحكم السابق بفرار بشار الأسد الأحد، 7 ديسمبر، تجوّل أفراد شباب من الفصائل المسلحة في أرجاء المزة مطلقين النار في الجو من حين إلى آخر من مضادات طيران سوفياتية الصنع قديمة، يوم الأربعاء 11 ديسمبر.
وينتشر حطام طائرات مقاتلة ومروحيات على مدرج المطار العسكري ودمرت بعضها غارة إسرائيلية إلا ان المكاتب وورشات التدريب خربها خصوم الأسد المحليون.
وأخرجت كومة من المخدرات يبدو أنها أقراص كبتاغون من مبنى تابع للقوات الجوية وأتلفت حرقا. وكانت النيران لا تزال مشتعلة عند وصول فريق وكالات أنباء إلى المكان.
لم تكن المزة قاعدة عسكرية للمقاتلات والمروحيات الهجومية فحسب بل أيضا سجنا يديره فرع الاستخبارات في القوات الجوية.
وبين الحطام، عاد رياض حلاق، 40 عاما، والأب لـ3 أبناء، ليفتش بين أنقاض قاعة مؤتمرات ضمت في فترة من الفترة 225 معتقلا، الأربعاء.
واعتُقل حلاق في 2012 خلال مشاركته في تشييع محتجين قتلوا برصاص القوى الأمنية، في بدايات الحرب السورية. وأوثق هذا الخياط وضرب واحتجز مدة شهر في غرفة تدريب للطيارين قبل أن ينقل إلى منشأة أخرى اعتقل فيها لشهرين و13 يوما إضافيا.
فعندما سمع المقاتلون عند المدخل قصته، سمحوا له بالعودة إلى مسرح معاناته ليحصل على أدلة يأمل في أن تساعد عائلات أخرى في إيجاد أحباء مفقودين.
يروي حلاق كيف أنه لم يكن يُسمح له بالخروج من القاعة خلال شهر كامل إلا مرتين في اليوم لاستخدام المرحاض في مجموعة من 3 معتقلين كانوا ينامون متلاصقين على الأرض الخرسانية الباردة.
وفي أحد الأيام، سمع دوي انفجار في الخارج، ففرح مع المعتقلين الآخرين أملا في أن تكون الفصائل المسلحة تقتحم المطار إلا أن ضابطا رفيع المستوى سخر منهم وكذلك فعل جنود استرسلوا بالضحك.
وقال حلاق لوكالة فرانس برس في المكان "لو كان أحد منا يشتكي من الظروف يقول الضابط لنا إننا نتلقى معاملة 5 نجوم مهددا بنقلنا إلى مكان آخر".
أنجب حلاق مع زوجته 3 أولاد وبات بإمكان العائلة الآن أن تأمل بالعيش بحرية أكبر في سوريا التي تخلصت من حكم عائلة الأسد الذي استمر لنصف قرن.
وفيما كان يفتش عن ملفات آملا بأن تساعده في إلقاء الضوء على معاناته ومصير أصدقاء مفقودين، واجه صعوبة على غرار كثيرين في سوريا في التعبير عن مشاعره، ويقول: "من الصعب التفسير.. لا أجد كلمات لأوصف ذلك.. لا يسعني الكلام".
أعرب مراقبون دوليون عن مخاوف من السماح بسيطرة هيئة تحرير الشام على قواعد عسكرية ما يعني حصولها على أسلحة كيميائية. وتذرعت إسرائيل بهذا الخوف لتبرير غارات جوية كثيفة طالت إحداها مطار المزة العسكري، إلا أن أخطر المواد التي شاهدها من عاين المكان، وبينهم صحافيو فرانس برس، هي كميات من الكبتاغون.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين سوريين يشتبه في ضلوعهم في هذه لتجارة وضبط جيران سوريا ملايين أقراص الكبتاغون في معركة خاسرة للجم انتشارها.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة