ما اتضح في كلام قاسم هو أن حزب الله يزعم التحضير للرد على "خروقات إسرائيل"، في حين أنه ترك التوقيت مفتوحا بينما لم يعلن عن طبيعة العمليات العسكرية التي قد ينفذها ولا عن مكانها.
في هذا الإطار، يقول العميد جابر إنّ "حزب الله يؤكد أنه لن يبقى ساكتا في حال استمر الوجود الإسرائيلي داخل لبنان، لكنه في الوقت نفسه قد لا يُقدم على إشعال الحرب مجددا واستهداف المستوطنات الإسرائيلية".
جابر رأى أن "حزب الله قد ينظم بعض الردود الاستراتيجية لمواجهة الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان مثلما كان يحصل قبل انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000، إثر احتلال دام لـ22 عاما".
بدوره، اعتبر دياب أنّ لبنان هو الحلقة الأضعف في الوقت الراهن وما يتبين هو أن إسرائيل هي من تستغل الأمور لصالحها، مشيرا إلى أن بقاء الجيش الإسرائيلي في لبنان يحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية كبيرة جدا و "حزب الله" بشكل خاص.
دياب رأى أنه ليس من الواضح، رغم كلام قاسم، ما إذا كان "حزب الله" سيفتح جهة حرب جديدة، معتبرا أن هذا الأمر، في حال حصوله، ستكون له تداعيات كارثية على لبنان.
من جهته، يقول السياسي اللبناني، فارس سعيد، لبلينكس إنه لا يمكن للبنان العودة إلى مربع الحرب، مشيرا إلى أن الجيش يقوم بما لديه من مهمات في منطقة جنوب نهر الليطاني التي ينص اتفاق الهدنة على انسحاب "حزب الله" منها.
وتابع "من الممكن أن تمدد إسرائيل وجودها في لبنان، وقد يكون هذا الأمر مرتكزا على أمور تقنية تسعى إسرائيل من خلالها للحصول على ضمانات بتسليم المزيد من مخازن الأسلحة التابعة لحزب الله".
واعتبر سعيد أن وجود القوات الإسرائيلية في لبنان "مُعترف به من قبل الحكومة"، مشيرا إلى أن وجودها هو جزء من التفاهم الذي حصل بين لبنان وإسرائيل، وأضاف "حينما تعلن الحكومة اللبنانية أنّ وجود إسرائيل الحالي في الجنوب هو احتلال عندها تختلف الأمور، لكن حتى هذه اللحظة لا يمكن اعتباره كذلك لأن الاتفاق نص عليه".
وأردف "أما بالنسبة لحزب الله، فإنه يصف وجود الجيش الإسرائيلي حاليا بالاحتلال لأنه يريد تبرير عودته إلى حمل السلاح، لكن هذه القدرة نُزعت من يده ولم يعد باستطاعة الحزب ارتداء البزة العسكرية مجددا".
أما النائب هاشم، فقال لبلينكس إن لبنان الرسمي والشعبي سيكون أمام مسؤولية كبرى لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وقال "سواء أعلن لبنان الرسمي أم لم يُعلن وجود إسرائيل بمثابة احتلال، فإنه يحق للبنانيين الدفاع عن أرضهم وهذا أمرٌ مقدس".