حادثة تفتيش الطائرة الإيرانية من قبل جهاز أمن مطار رفيق الحريري يوم الخميس الماضي، أجّجت أوساط حزب الله بشكل كبير، ودفعته للتحرك احتجاجا على ما حصل، إذ اعتبر أن ما حصل كان بمثابة "استقواء عليه".
منذ ذلك الحين، بدأ جمهور الحزب بالحديث عن المضي في معركة ضد ما أسماه بـ"الاستضعاف" والممارسات الخاطئة ضده.
الصحافي اللبناني، قاسم قصير، المقرّب من حزب الله، تحدّث في منشور له عن مخاوف من أن تقود حادثة المطار وغيرها من الممارسات تجاه حزب الله إلى أحداث 7 أيار جديدة.
هذا الأمر استدعى استنكارا من متابعين ومراقبين، معتبرين أن ما قاله قصير يمثل ترويجا لفتنة داخلية في لبنان على اعتبار أن ما حصل في مايو 2008 كان حدثا هز البلاد وأدى إلى اقتتال داخلي.
في تصريح لبلينكس، يرد قصير على ذلك بالقول إن كلامه ليس تحريضا، بل يشير إلى التحذير مما أسماها "ممارسات خاطئة" قد تؤدي إلى غضب شعبي لدى جمهور حزب الله.
ويضيف أن "البعض يتعاطى مع واقع الحزب في لبنان وكأنه هُزم بعد الحرب. لهذا، فإن الضغط يولد ردة فعل لكن ليس بالضرورة أن تكون على غرار أحداث 7 أيار 2008".
وتابع "ما نقوله ليس تهديدا لكن أي ممارسات سيئة تجاه بيئة حزب الله ستؤدي إلى استيائها، وهذا الأمر أعربت عنه مرجعيات أمنية ودينية في لبنان وحذرت منه".
مقابل ذلك، يُطرح السؤال: ما هي قدرة حزب الله على افتعال أحداث 7 أيار جديدة؟
يقول المحلل السياسي اللبناني، يوسف دياب، إن "العقلاء في حزب الله لا يفكرون بـ7 أيار جديد"، معتبرا أن أحداث عام 2008 شكلت "وصمة عار" في تاريخ الحزب بعدما وجّه سلاحه إلى الداخل اللبناني إثر حرب يوليو ضد إسرائيل عام 2006.
دياب اعتبر في حديث مع بلينكس أنّ لبنان في الـ2025 مختلف عن لبنان في الـ2008، كما أن حزب الله شهد تبدلات كبيرة جدا. ويوضح أن "قوة الحزب العسكرية تراجعت إلى حد كبير كما أن حاضنته الشعبية تأثرت جدا بعد الحرب وهناك أطراف كثيرة ضمنها باتت ضده.
أيضا، فإن حلفاءه السياسيين الذين كانوا معه في الـ2008 مثل التيار الوطني الحر الذي يمثل شريحة من المسيحيين في لبنان، ابتعدوا عنه الآن ولم يعد يحصل على تأييدهم الكامل والمطلق".
كذلك، وجد دياب أنّ انتهاء حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد وضعف المحور الإيراني في المنطقة أصاب حزب الله في الصميم، مشيرا إلى أن ذهاب حزب الله إلى "مغامرة معركة داخلية" ستدمر لبنان.