سياسة

بين الأمل والتشاؤم.. هل يشهد 2025 نهاية الصراعات الإقليمية؟

نشر
Bouchra Kachoub
بين الترقب والغموض، يطرح سؤال جوهري نفسه مع اقتراب عام 2025: هل سنشهد نهاية حروب إسرائيل في الشرق الأوسط؟ مع ساحات صراع تمتد من غزة ولبنان إلى سوريا واليمن.
ورغم صعوبة التنبؤ بمستقبل هذه الصراعات، يقدّم خبراء رؤى متباينة حول ما قد تحمله الأشهر القادمة. البعض يرى أن المتغيرات السياسية والاقتصادية قد تفتح بابًا لتهدئة التوترات، في حين يحذر آخرون من أن المصالح المتضاربة والواقع الميداني قد يعمّقان الأزمة بدلًا من حلّها.
في هذا الصدد، يجمع موقع بلينكس تحليلات تسلط الضوء على احتمالات أن يكون عام 2025 نقطة تحول. ولكن، هل ستتغير قواعد اللعبة؟ أم يبقى الشرق الأوسط رهين الصراعات؟

الدكتور مناحيم مرهافي

انسحاب قريب من سوريا؟
يتوقع الدكتور مناحيم مرهافي، أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية، انسحابًا قريبًا لإسرائيل من المناطق التي سيطرت عليها في جنوب سوريا.
يقول: "الهدف من الدخول للأراضي السورية كان منع أي تسلل من الجانب السوري. وبمجرد حل هذه المسألة، من المرجح أن تسحب إسرائيل قواتها من القرى الحدودية".
الكرة في ملعب الجيش اللبناني
فيما يتعلق بلبنان، يشير مرهافي إلى تعقيد الوضع هناك. مع وجود مخاوف لدى إسرائيل من إعادة تمركز حزب الله جنوب نهر الليطاني، يضيف: "هناك فرصة جيدة لانسحاب إسرائيل في النهاية، ربما في عام 2025، إذا أثبت الجيش اللبناني قدرته على ردع حزب الله. لكني أضع ذلك تحت علامة استفهام".
الانسحاب القريب من غزة مستبعد
بالنسبة لغزة، يرى مرهافي أن الوضع أكثر تعقيدًا، قائلا إن "غزة هي الأكثر تعقيدًا، وأنا أقل تفاؤلًا بشأن انسحاب إسرائيل منها. إسرائيل تبدو وكأنها تستعد للبقاء لفترة طويلة، بالنظر إلى غياب أي قوة يمكنها تولي السيطرة هناك". ويضيف: "حماس ليست قوة شرعية في نظر إسرائيل، لذا لا أرى أي انسحاب في عام 2025 أو حتى في السنوات القريبة بعد ذلك".
الحوثي.. الأكثر غموضا
يشير مرهافي إلى أن الحوثيين في اليمن يمثلون أحد أكثر الملفات غموضاً في السياسة الإقليمية، موضحا أن الحوثيين هي "القوة الأقل فهما في المنطقة"، ويواجهون خيارات صعبة، لكنه يرى أن التوصل إلى اتفاق، ربما يشمل انسحاباً جزئياً من غزة أو تبادل أسرى، قد يخفف التوترات ويوفر مخرجًا يحفظ ماء الوجه للطرفين.

مهند العزاوي

إعادة تشكيل الردع الإسرائيلي
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي مهند العزاوي أن إسرائيل تمر بمرحلة إعادة صياغة شاملة لسياساتها الدفاعية واستراتيجية الردع بعد أحداث 7 أكتوبر. يوضح العزاوي أن هذه المرحلة تعتمد على مزيج من الضربات العسكرية المستمرة، والعمليات الاستخباراتية، والهجمات السيبرانية لضمان التفوق العسكري الإسرائيلي.
قصقصة أذرع إيران
يشير العزاوي إلى أن مواجهة النفوذ الإيراني تُعد أولوية استراتيجية لإسرائيل. ويؤكد أن العمليات الإسرائيلية تهدف إلى "قصقصة أجنحة إيران" عبر استهداف وكلائها الإقليميين مثل حزب الله في لبنان، الميليشيات الموالية لإيران في العراق، والحوثيين في اليمن. ويتساءل: "هل ستركز إسرائيل على وكلاء إيران أم ستنتقل إلى استهداف إيران نفسها؟".
إيران في مرمى التصعيد؟
يتوقع العزاوي أن تشهد المرحلة القادمة تحولات كبيرة، مع احتمال أن توسع إسرائيل نطاق عملياتها إلى داخل إيران إذا استمر دعمها لوكلائها. ويشير إلى أن استهداف المنشآت النووية أو منصات النفط قد يكون ضمن الخيارات المطروحة. كما يحذر من تصعيد محتمل مع الميليشيات العراقية، خاصة إذا لم يتم إيجاد حلول دبلوماسية لهذه الأزمة.

عبد الغني الإرياني

يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية إنّ "إسرائيل لا تستطيع أن تستمر بنفس المجهود الحربي على نفس المستوى وعندها الآن مشكلة اليمن التي تأخذ من جهدها الكثير".
"أتصور أن إسرائيل، بمجرد ما تنتهي التوصل إلى اتفاق في موضوع غزة فإنها ستتوقف عن الأعمال الحربية لأنها قد استنزفت والمعركة في إسرائيل ستكون داخلية بدل أن تكون خارجية".
وأضاف الإرياني أنّ نتنياهو يحاول أن "يطول الحرب إلى أكثر حد ممكن، لكن الشعب الإسرائيلي لا يستطيع تحمل ذلك. وبالتالي، أنا أتوقع أن بداية السنة القادمة ستشهد استقرارا في المنطقة على الأقل فيما يخص إسرائيل. ربما تستمر حروب اليمن والسودان، لكن فيما يخص إسرائيل أنا أتوقع أنها تتوقف".
وأشارا إلى أنّ مجيء ترامب إلى السلطة قد يساهم أيضاً في تهدئة الأوضاع، لأن "من يحارب في الحقيقة هي الولايات المتحدة".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة