"تسريب صوتي" يُشعل الأنبار ضد الحشد الشعبي

تسبب تسريب صوتي في أزمة كبيرة في محافظة الأنبار بالعراق، بعدما كشف عن توجيهات من أحد قادة الحشد العشائري، الذي يتبع الحشد الشعبي، للعسكريين بارتداء زي مدني والظهور في مؤتمر سياسي.

وطالب رئيس كتلة حزب تقدم النيابية هيبت الحلبوسي، رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بتغيير قائد حشد الأنبار من أجل "حفظ هيبة الدولة"، نظرا لاستغلاله الحشد في أغراض سياسية.

وكتب الحلبوسي في تغريدة على منصة "إكس": "نطالب القائد العام للقوات المسلحة، بتغيير قائد حشد الأنبار ومعاقبة المقصرين لضمان الحفاظ على هيبة الدولة وأمن المحافظة وعدم استمرار الضغط على أبنائنا لتصرفات لا تليق بمكانتهم الأمنية وتضحياتهم".

وأضاف: "كما نرفض الضغوط التي تُمارس على منتسبي الحشد لزجهم وإجبارهم على تنفيذ أجندات سياسية مرفوضة من جميع أبناء المحافظة وعشائرها الكريمة".

واعتبر البعض أن هذا التسريب دليل جديد على استغلال المؤسسات العسكرية لأهداف سياسية، في وقت تشهد فيه الساحة العراقية توترات سياسية وأمنية.

وأثار التسريب الصوتي سخطا نيابياً ومطالبات واسعة بفتح تحقيق عاجل في القضية، لما تضمنه من مؤشرات على استغلال الحشد العشائري لأغراض سياسية، مما يهدد حيادية المؤسسات الأمنية في البلاد.

واستنكرت عضو مجلس النواب عن الأنبار، أزهار حميد السدران، في تدوينة نشرتها على موقع "إكس" التجاوزات التي حدثت من قيادة حشد الأنبار، على حد وصفها، مشيرة إلى "خطواتهم لتسييس الحشد من خلال تهديد مقاتلي الحشد العشائري وإجبارهم وذويهم على حضور فعاليات ليست جزءا من مهامهم في حفظ الأمن".

وأشارت إلى أنه "بناء على ما ورد أعلاه نطالب القائد العام للقوات المسلحة باتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية لمعاقبة المتسببين وإبعاد التدخلات ومحاولات التسييس لأغراض انتخابية عن الحشد العشائري من أجل الحفاظ على محافظتنا ودرء الفتن من خلال عدم استفزاز العشائر، لأن التسجيل الصوتي يبين مدى التطاول على تضحيات أبناء العشائر في الحشد".

كما طالب عضو مجلس النواب العراقي، أحمد حميد العلواني، القائد العام للقوات المسلحة بـ"اتخاذ موقف حازم يبدأ بتغيير قائد حشد الأنبار ومسؤول لواء 55 في الحشد العشائري، وإنهاء كل أشكال الضغوط على منتسبي الحشد لإقحامهم في العمل السياسي".

وأضاف في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" أن "الحشد الشعبي والعشائري قوة للدفاع عن الوطن، وليس أداة لتحقيق مصالح سياسية أو شخصية".

ويتبع الحشد العشائري في الأنبار الحشد الشعبي.

ويقود الحشد الشعبي في الانبار قاسم مصلح، وهو أحد عناصر المليشيات المعروفة والمقربة من فيلق القدس الإيراني وتم اعتقاله في عام 2021 بسبب تورطه باغتيال أحد قادة الاحتجاجات الشعبية في محافظته الأم كربلاء "إيهاب الوزني".

واعتقل مصلح خلال فترة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي الذي عرف بعلاقته المتوترة مع المليشيات، وحينها انتشرت عناصر الحشد في العاصمة وطوقوا المنطقة الخضراء ومكتب رئيس الوزراء العراقي حتى تدخلت أطراف سياسية في الإطار التنسيقي لإطلاق سراحه من قبل مجلس القضاء لعدم كفاية الأدلة.