ماكرون يحتسي القهوة بالجميزة اللبنانية

وصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعة 17 يناير، إلى لبنان في زيارة قصيرة تستغرق 12 ساعة، يلتقي خلالها بالرئيس اللبناني الجديد، جوزيف عون، ورئيس الوزراء المكلف، نواف سلام، وفقا لصحيفة لوموند.

وأفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن ماكرون، جال في منطقة الجميزة في بيروت، يرافقه وزير الخارجية والمبعوث الفرنسي إلى لبنان والسفير الفرنسي، في حضور محافظ بيروت، مروان عبود، وجالوا في أرجائها واطلعوا على أوضاع المنطقة بعد إعادة ترميم ما تضرر فيها جراء انفجار 4 أغسطس 2020، وهي الزيارة الثانية للرئيس ماكرون للجميزة بعد أن كان زارها عقب الانفجار.

واستقبل المواطنون الرئيس الفرنسي بحرارة بعد أن احتشدوا في محطات جولته في المنطقة لالتقاط الصور معه وقدموا له الفطائر والمعجنات.

كما دخل ماكرون إلى أحد المقاهي واحتسى القهوة وتحدث إلى الناس، ثم تجوّل في شارع غورو، وزار مقر الصليب الأحمر اللبناني وتحدث إلى المتطوعين. كما زار ماكرون مدرسة الثلاثة أقمار والتقى أعضاءها وتحدث إليهم.

سبق توجه ماكرون الى الجميزة زيارته نصب الجندي المجهول حيث وضع إكليلا من الزهر عليه.

تهدف هذه الزيارة إلى دعم القيادة اللبنانية الجديدة بعد انتخاب جوزيف عون رئيسا، وهو المنصب الذي ظل شاغرا لأكثر من عامين، ومساعدة رئيس الوزراء المكلف، نواف سلام، على تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة. وبحسب الإليزيه، تسعى الزيارة إلى "تعزيز سيادة لبنان، وضمان ازدهاره، وصون وحدته".

تركز زيارة ماكرون على دعم الاستقرار في لبنان، خاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى القتال العنيف بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر الماضي. سيلتقي ماكرون خلال زيارته بقادة اللجنة المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار بين الجانبين، حيث تهدف المحادثات إلى تسهيل استعادة السلطات اللبنانية السيطرة الكاملة على أراضيها.

ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الفرنسي بالرئيس الجديد جوزيف عون، الذي انتُخب في 9 يناير بعد عامين من الجمود السياسي، ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام، الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية، الذي عاد مؤخرا إلى بيروت لتشكيل حكومة جديدة. كما سيعقد اجتماعات مع رئيس البرلمان، نبيه بري، ويتوقع أن يلتقي بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي يزور لبنان في اليوم نفسه.

يرافق ماكرون وفد يضم شخصيات بارزة من الحكومة الفرنسية، مثل جان-نويل بارو، وزير الخارجية، وسيباستيان لوكورنو، وزير الدفاع، اللذين عملا بشكل مكثف على الملف اللبناني. كما يضم الوفد جان-إيف لودريان، المبعوث الخاص للرئاسة الفرنسية إلى لبنان، الذي لعب دورًا مهمًا في مرافقة انتخاب جوزيف عون. إضافة إلى ذلك، يشارك في الزيارة إيمانويل بون، رئيس الخلية الدبلوماسية للإليزيه، الذي أكد استمراره في منصبه بعد تقديم استقالته مؤخرًا.

من أبرز القضايا التي سيناقشها ماكرون آلية الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والتي يقودها جنرالان، أحدهما أميركي والآخر فرنسي. تهدف هذه الآلية إلى تنسيق العمليات بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني، وتحديد البنى التحتية والأسلحة التابعة لحزب الله التي يجب تفكيكها.

وقد ساهمت هذه الآلية في تقليل الاحتكاكات الميدانية، حيث تم تسجيل أكثر من 500 حالة نزع فتيل توتر حتى الآن، وفقا لمصادر مطلعة.