ضبابية وثغرات.. ماذا بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ إلا أن القصف الإسرائيلي لعدم تسليم الحركة قائمة الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال النهار لم يمنع أصوات المدافع الإسرائيلية من الاستمرار.
من جانبها، قالت حركة حماس إن تأخير تسليم قائمة الأسرى الإسرائيليين يرجع لأسباب فنية وميدانية، في أول حجر عثرة لتنفيذ وقف إطلاق النار الذي يقول عنه الخبراء إنه "هش للغاية" ومليئ بالثغرات والتساؤلات التي يتصدرها "ما هو شكل اليوم التالي في غزة؟".
ماذا سيحدث بعد وقف إطلاق النار؟
يظل الأمر غير واضح مع غياب اتفاق شامل بشأن مستقبل القطاع بعد الحرب، وهو ما سيتطلب مليارات الدولارات وسنوات من العمل لإعادة بنائه في وقت تظل فيه الهدنة هشة بحسب رويترز.
وعلى الجانب الآخر، لا تزال حماس باقية رغم خسارتها لقيادتها العليا وآلاف المقاتلين، في وقت تتعهد فيه إسرائيل بأنها لن تسمح لحماس بالعودة إلى السلطة وأخلت مساحات كبيرة من الأرض داخل غزة، في خطوة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة تسمح لقواتها بالتصرف بحرية ضد التهديدات في القطاع.
أما في الداخل الإسرائيلي، فتخفف عودة الرهائن من الغضب الشعبي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب الفشل الأمني في السابع من أكتوبر، لكن في جانب آخر يهدد المتشددون في حكومة نتنياهو بالاستقالة إذا لم تستأنف الحرب على حماس.
وإذا استؤنفت الحرب، فمن الممكن أن يبقى عشرات الرهائن في غزة.
وفعلا أعلن إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي بالحكومة الإسرائيلية استقالته احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
في إطار هذه الرؤية، غير المتفائلة، يطرح دانيال بايمان زميل CSIS على
فورين بوليسي في سيناريوهات تضع احتمالات لعدم استمرار وقف إطلاق النار كالآتي:
- استعادة حماس قوتها في بعض أجزاء غزة، وقد تشن إسرائيل ضربات لإزالتها، متجاهلين الوعود السابقة.
- قتل قائد معين مطلوب.
- شن حماس هجمات على القوات الإسرائيلية المتبقية في غزة أو على أي مجموعة دولية أو فلسطينية تحاول إزاحتها.
وفي خطابه بالمجلس الأطلسي، في ١٤ يناير ٢٠٢٥، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن حماس جندت عددا من المسلحين الجدد يساوي تقريبا عدد من فقدتهم، فيما نشرت صحيفة
جيروزاليم بوست الإسرائيلية، مطلع العام، خبرا يفيد بالأمر ذاته مشيرة إلى أن عدد عناصر الحركة بالتعاون مع حركة الجهاد أصبح يتراوح إلى ما بين 20,000 و23,000 مقاتل، فيما أشارت إلى أن آخر معلومات تلقتها أن عدد مقاتلي الحركة بلغ ١٢ ألف عنصر.
الوصول إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
عدم وضوح من يحكم غزة بعد الحرب.
احتمالية جمود الصراع ليبقى معه القطاع مدمرا وخرابا، معتمدا بالكامل على شاحنات المساعدات الإنسانية، ومعها لن تكون حماس مسؤولة عن الحكم الفعلي ولكن ستستفيد من تدفق البضائع وفرض ضرائب عليها، بحسب
زميل المجلس الأطلسي أحمد فؤاد الخطيب.
من وجهة نظر إسرائيل، عمليات التفتيش على محور نتساريم تسمح بتفتيش المركبات دون الأفراد ما يسمح لقادة حماس بالعبور لشمال القطاع وتضمن السيطرة للحركة، بحسب
هيئة البث الإسرائيلية.
قالت الهيئة إنه إذا حاول محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، العبور إلى شمال القطاع فسيتمكن من ذلك.
وتتحدث هيئة البث عن ثغرة أخرى تمكن عناصر حماس المصابين من مغادرة غزة لتلقي العلاج الطبي في الخارج والعودة، فيصبحون "مغادرين" وليسوا "مبعدين".
كيف ترى إسرائيل غزة بعد الحرب؟
ترفض إسرائيل، التي احتلت قطاع غزة في الفترة ما بين 1967 حتى 2005، إبعادها عن الصورة فيما يتعلق بمستقبل القطاع الفلسطيني.
ولم تعلن إسرائيل بشكل واضح موقفها بشأن صورة الحكم في قطاع غزة، بيد أنها رفضت رفضا باتا عودة حركة حماس للحكم بعد الحرب.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، قبل إقالته من منصبه في نوفمبر ٢٠٢٤، إنه لا يرغب في أن تستمر إسرائيل في قطاع غزة وتديره بعد الحرب، لكن هذا الموقف لم يعجب البعض في الحكومة أو داخل إسرائيل.
واختلف خليفة غالانت، يسرائيل كاتس، وطالب بأن تظل إسرائيل تتمتع بـ"حرية العمل الكاملة" في قطاع غزة، في وقت يطالب خلاله بعض الشخصيات المتطرفة بالبقاء في غزة وحكمها.
وقاد وزير الأمن القومي، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، حملة لاحتلال قطاع غزة والسيطرة عليه وطرد سكانه، وإقامة مستوطنات هناك، وإنشاء قواعد عسكرية ثابتة.