يؤكد الخبراء القانونيون أنه من غير المرجح أن يصمد القرار التنفيذي أمام التدقيق القانوني، حيث إنه يتعارض مع أكثر من قرن من السوابق القانونية، وفقا لصحيفة
واشنطن بوست.
ويشدد خبراء الدستور على أن التعديل 14، الذي تم التصديق عليه في عام 1868، ينص بوضوح على منح الجنسية لجميع الأشخاص المولودين على الأراضي الأميركية بغض النظر عن وضع والديهم من حيث الهجرة. ويؤكدون أن أي محاولة لتغيير هذا التفسير ستتطلب تعديلاً دستورياً بدلاً من إصدار أمر تنفيذي.
يشرح أستاذ قانون الهجرة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، هيروشي موتومورا، أن منح الجنسية بالولادة متجذر بعمق في البنية القانونية والاجتماعية للولايات المتحدة، موضحا أن إلغاء هذا الحق لن يشكل تجاوزًا للسوابق القانونية فحسب، بل سيؤدي إلى تغيير جذري في الدستور بطريقة لم يكن مقصوداً بها.
وتواجه هذه الخطوة طعوناً قانونية من قبل منظمات الحقوق المدنية التي رفعت دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب هذا الأمر التنفيذي. وأعرب منتقدون، من بينهم جوليان كالديراس، المسؤول السابق في إدارة الهجرة والجمارك، عن شكوكهم بشأن إمكانية تنفيذ هذه السياسة من خلال السلطة التنفيذية وحدها.
ويشير مسؤولي المنظمات الحقوقية إلى أن هذا الأمر يبدو أقرب إلى خطوة رمزية سياسية أكثر من كونه إجراءً قانونياً عملياً، مع وجود تحديات لوجستية كبيرة في تحديد أهلية الحصول على الجنسية دون تعارض مع الإجراءات الفيدرالية والولائية القائمة.
ويرى الخبراء أن القضية من المحتمل أن تصل إلى المحكمة العليا، حيث يسيطر القضاة المحافظون حالياً على الأغلبية بـ 6 مقاعد مقابل 3. ومع ذلك، يعتقدون بأن إلغاء حق الجنسية بالولادة سيكون تحولاً أكثر جذرية من قرارات المحكمة الأخيرة البارزة، مثل إلغاء قضية "رو ضد ويد" المتعلقة بالإجهاض.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يوضع فيها قرار تنفيذي يتحدى التعديل 14 من الدستور، حسب مجلة
تايم الأميركية. في عام 1898، تم تحدي منح الجنسية بالولادة في القضية الشهيرة "الولايات المتحدة ضد وونغ كيم آرك"، حيث رفضت سلطات الهجرة دخول وونغ كيم آرك، الذي وُلد في الولايات المتحدة لأبوين صينيين مهاجرين، بعد عودته من رحلة إلى الخارج.
استندت الحكومة في رفضها إلى القوانين التمييزية التي كانت تستهدف المهاجرين الصينيين آنذاك، معتبرة أن التعديل 14 للدستور لا ينطبق عليه. إلا أن المحكمة العليا قضت بأن أي شخص ولد على الأراضي الأميركية ويخضع لولايتها القضائية يُعتبر مواطناً أميركياً، مما أكد أن حقوق المواطنة تشمل جميع المولودين في البلاد باستثناء بعض الحالات المحددة، مثل أبناء الدبلوماسيين والأعداء الأجانب.