تمر سوريا بمرحلة من التغيرات العميقة على الصعيد الثقافي، حيث تعيش المؤسسات الفنية حالة من الغموض بسبب السياسات الجديدة. وبينما تحاول بعض الجهات الحفاظ على المشهد الفني، إلا أن العديد من الفنانين يعبرون عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه التغيرات إلى تقييد حرية الإبداع والتعبير.
هذا الغموض دفع فنانة تشكيلية إلى تأجيل فكرة إعداد معرض خاص بلوحاتها الفنية، خاصة وأن المخاوف تتزايد يوماً تلو الآخر ولا تقل.
وذكرت الفنانة التي فضلت-عدم نشر اسمها- في حديثها لـ"بلينكس"، أن ثمة أحاديث تدور في الوسط الثقافي، تؤكد تعرض بعض الفنانين والفنانات لمضايقات من عناصر هيئة تحرير الشام، تدفعهم لعدم إقامة أي نشاطات فنية خوفاً على أنفسهم، سيما تلك المتعلقة بالفن التشكيلي بفنونه المختلفة.
في جانب آخر ، تروي رولا سليمان، صاحبة غاليري فني في دمشق، تعرضها لما أسمته "زيارة توجيهية مهذبة" من أحد التابعين للهيئة، إذ حضر إلى "الغاليري" الخاص بها وطالبها بعدم عرض المنحوتات واللوحات العارية، لأنها "غير مرغوب بها". لكنها رفضت طلبه قائلة: "المنحوتات من أقدم الفنون السورية، فضلاً عن أن الأعمال التي أعرضها ليست ذات إيحاءات، بل هي مجرد رمزيات فنية". ثم دعته لحضور عروضها المقبلة، لكنه لم يحضر.
وفي حديثها لـ"بلينكس"، ترى رولا أن الأمور في العاصمة دمشق أفضل نسبيًا مقارنة بباقي المحافظات، لكنها لا تزال تتابع بقلق ما يجري من حولها.
ورغم ذلك، تعبر سليمان عن قلقها مما تشاهده عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "أنا أعيش في دمشق وأسافر أحيانًا إلى بيروت، لكنني أتابع قصص الناس عبر فيسبوك وألاحظ ما يحدث معهم".